لماذا يحتفل جوجل بالنرويجي فريتيوف نانسين؟

مع اشتداد أزمة اللاجئين في كل حدب وصوب، وتحولها إلى أحد القضايا التي تشغل العالم، وعلى رأسها القارة الأوروبية، وغرق الأفارقة ومُسلمي الروهينجا خلال محاولتهم للنجاة بأرواحهم والحصول على فرصة جديدة للحياة، يحتفل مُحرك البحث "جوجل" بذكرى ميلاد المستكشف والناشط الحقوقي النرويجي فريتيوف نانسين ال156، والذي له باع طويل في العمل الإنساني، لاسيما المناداة بحقوق اللاجئين، والمتضررين من النزاعات.
وتقول صحيفة الإندبندنت البريطانية، في تقرير نشرته اليوم بمناسبة ذكرى ميلاده، إن المستكشف النرويجي عمل دائما بمقولة: "أدمر الجسور خلفي، لذلك لا يكون أمامي أي خيار آخر سوى التقدم إلى الأمام".
وتشير الصحيفة البريطانية إلى انحدار المستكشف النرويجي من عائلة عُرف عنها التزامها العملي والأخلاقي، فوالده مُحامي ونصير لحقوق الفقراء، ووالدته حثته دائما على ممارسة الرياضة للحفاظ على صحته، وكلاهما كان له تأثيرا كبيرا على حياته المهنية.
"القطب المتجمد"
كان نانسين طالبا متميزا، التحق بجامعة أوسلو عام 1881، ودرس علم الحيوان، وبعد عام من دراسته الأكاديمية، انضم إلى بعثة بحثية سافرت إلى الساحل الشرقي لجرينلاند على متن سفينة فايكنج، لمراقبة الدببة وحيوان الفقمة، وبعد فترة قصيرة، أصدر أول كتاب يروي فيه تفاصيل الرحلة.
وواصل المستكشف النرويجي دراسته وعمله في علم الحيوان، وحصل على الدكتوراه، وأعد مجموعة من الأبحاث والمؤلفات التي ساهمت في تطوير هذا العلم.
واستطاع أن يكون أول شخص يحقق تقدما كبيرا باتجاه القطب الشمالي، إذ قام بأول رحلة استكشافية إلى القطب المتجمد.
"جواز سفر"
وبعد أعوام، وجه اهتمامه إلى حقوق الإنسان ونادى بضرورة حصول كل فرد على حقه في أن يحيا بسلام في أرضه. وأصبح نانسين سفير بلاده لدى بريطانيا في مايو 1908، وترأس الوفد النرويجي إلى العاصمة واشنطن عام 1917، للتفاوض بشأن تخفيف حدة الحصار الذي تفرضه الدول الحلفاء والذي يعرقل وصول بعض المواد الغذائية الأساسية إلى أوروبا.
وساهمت جهوده في تسميته رئيس الاتحاد النرويجي لعصبة الأمم في مؤتمر باريس للسلام عام 1919، إذ كان دائما مدافعا عن حقوق البلاد الصغيرة، والمواطنين المهمشين.
وفي المقابل، طالبت عصبة الأمم نانسين أن يساعدها في إعادة المساجين جراء الحرب إلى بلادهم، وبالفعل استطاع إعادة 450 ألف جندي أسير إلى أوطانهم منذ عام 1920 وحتى 1921.
كما أنه لعب دورا كبيرا في دعم اللاجئين حول العالم عقب الحرب العالمية الأولى، وخاصة مواطني البلاد التي تضررت كثيرا من الحرب آنذاك، وعلى رأسها روسيا، وتركيا، وأرمينيا وسوريا، إذ اقترح على الأمم المتحدة المصادقة على جواز سفر، حمل اسمه فيما بعد، يسمح لطالبي اللجوء والمهاجرين بالحصول على هوية، وعمل على اعتراف 52 دولة أجنبية بهم، فحصل على جائزة نوبل للسلام عام 1922.
"إنقاذ الملايين"
ولم تتوقف جهود نانسين الإنسانية عند هذا الحد، إذ أنه عمل لدى الصليب الأحمر لفترة لم تكن قصيرة، إذ أنه قاد بعثة الصليب الأحمر إلى المناطق التي انتشرت فيها المجاعات عقب الثورة الروسية، وساهمت أعماله في إنقاذ حياة حوالي 22 مليون شخص.
كما شارك المستكشف النرويجي في مفاوضات تبادل الأسرى المدنيين اليونانيين والأتراك، بعد اندلاع الحرب بين الدولتين، وعمل على إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من عملية الإبادة الجماعية التي تعرض لها الأرمن.