تفاقمت حدة الخلاف بين طهرانوواشنطن، بسبب الاتفاق النووي الإيراني الذي يهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإلغائه، لكن صحيفة "فاينشال تايمز" البريطانية، تحدثت أيضًا حول نية ترامب إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية، ما أثار قلق طهران. قالت الصحيفة إن إدراج الحرس الثوري على قائمة الإرهاب سيكون جزاء من استراتجية إدارة ترامب الجديدة تجاه إيران. في المقابل؛ هددت إيران ب"رد قوي جدا لن تنساه أبدا" في حال صنفت واشنطن الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، وقالت إنها سوف تعامل الجيش الأمريكي حال الإقدام على تلك الخطوة مثلما تعامل تنظيم داعش. فما هو الحرس الثوري الإيراني: تأسيسه تأسس الحرس الثوري عقب الثورة الإسلامية في إيران التي اندلعت عام 1979، بقرار من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، آية الله علي خامنئي، وذلك بهدف حماية النظام الإسلامي الناشئ في البلاد، وخلق نوع من توازن القوى مع القوات المسلحة النظامية. فبعد سقوط الشاه، أدركت السلطة الإسلامية الجديدة، بأنها بحاجة إلى قوة كبيرة تكون ملتزمة بتعزيز قيادتها وحماية الثورة، فتركزت مهمة الحرس على توطيد سلطة روح الله الخميني، وتصفية رجال النظام السابق ومعاقبتهم، بالتعاون مع المحاكم الثورية. منذ ذلك الحين، أصبح الحرس الثوري أقوى ذراع عسكرية وسياسية واقتصادية كبيرة للثورة الإيرانية، وهو يقف وراء العديد من العمليات العسكرية الرئيسية في البلاد وخارجها، كما يتمتع بصلة وثيقة مع العديد من الشخصيات المؤثرة، أبرزها الرئيس السابق أحمدي نجاد، الذي كان عضوًا فيه. القوة العسكرية وبحسب ما قاله مسؤول إيراني حكومي ل"فاينيشال تايمز"، فإن عدد أفراد الحرس الجمهوري يُقدَّر بحوالي 120 ألف، ولديه قوات برية، بالإضافة إلى وحدات بحرية وجوية، ويمتلك سلطة الإشراف على أسلحة إيران الاستراتيجية. تتكون قوات الحرس الثوري من خمسة فيالق أو وحدات رئيسية، أبرزها فيلق القدس الذي يقوم بالمهام العسكرية خارج الدولة، وثلاثة من هذه الفيالق تعتبر تقليدية وقريبة من دور الجيش الإيراني وهي الفيالق البرية والبحرية والجوية؛ ومهامها تتداخل مع مهام قوات الجيش الإيراني. كما يسيطر الحرس على قوات المقاومة شبه النظامية "الباسيج"، وهي قوة من المتطوعين عددهم حوالي 90 ألف رجل وامرأة. ضمن مهام "باسيج" تدخل أعمال الدعوة والترويج وتنفيذ التدريب للسكان المدنيين، الذين وعند اندلاع الأعمال القتالية ينخرطون في وحدات الحرس الثوري. ويقوم القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، بدور كبير في تنفيذ سياسات آية الله على خامنئي في الخارج خاصة في الحرب الأهلية السورية حيث تقف إيران بقوة وراء نظام الرئيس السوري بشار الأسد. كما تدعم إيران القوات العراقية والحشد الشعبي في القتال ضد تنظيم داعش والحوثيين في اليمن الذين يقاتلون الحكومة الشرعية في البلاد المدعومة من تحالف عربي تقوده السعودية. وظهر كثيرا الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في مناطق محررة من داعش في العراق. كما ظهر في سوريا في السنوات الأخيرة. وقد فقد الحرس الثوري الإيراني العشرات من كبار قادته في الحرب السورية. وفي وقت سابق، كشف القائد العام للحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، عن وجود نحو 200 ألف مقاتل من الحرس الثوري، في سورياوالعراق واليمن وأفغانستان وباكستان، لافتًا إلى "أهمية حضور الشباب الإيراني في معارك سورياوالعراق واليمن". النشاط الاقتصادي في بداية تأسيسه، اقتصر النشاط الاقتصادي للحرس الثوري على بعض مشروعات إعادة الإعمار بعد الحرب، قبل أن يتحول الحرس الثوري إلى لاعب رئيسي في الاقتصاد الإيراني، ومع مرور الوقت، ودخول ملايين الدولارات إلى خزينته، أصبح لديه عدد لا يُحصى من مشاريعه الخاصة. تتبع الحرس الثوري العديد من الشركات ويرعى عددا كبيرا من المشاريع في قطاع النفط، والبتروكيماويات، والطرق والمواصلات، والمياه، والصناعة والمناجم، بحسب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية. وتتضمن نشاطات الحرس الثوري الإيراني قطاعات أخرى على غرار الاتصالات، ومكافحة التصحر، واستكشاف الأراضي، وبناء السدود، ومد أنابيب لنقل قنوات نقل المياه وشبكات الري، والمناجم، والموانئ والإنشاءات البحرية، والجسور، والإنشاءات الفضائية، وإنشاء الطرق والأنفاق. تعتبر نشاطات الحرس الثوري مستقلة بشكل كبير عن الجهاز الرقابي في إيران، حيث أنه يتبع المرشد الأعلى للثورة الإيرانية مباشرة.