فاز الروائي البريطاني المولود في اليابان، كازو إيشيجورو، الخميس، بجائزة نوبل في الآداب لعام 2017، حسبما أفادت لجنة الجائزة السويدية على حسابها على تويتر. وقالت اللجنة إن إيشيجورو، 62 عامًا، كشف "الهوّة وراء شهورنا الوهمي بالاتصال بالعالم." ووقع اختيار لجنة التحكيم، المؤلّفة من كتاب ومؤرخين وباحثين في الأدب وعلوم اللغة، على إيشيجورو من بين خمسة مرشحين استنادًا إلى أعماله التي تحمل قوة مشاعر كبيرة. ومن أشهر رواياته (بقايا اليوم) الصادرة عام 1989، والتي تحوّلت فيلمًا سينيمائيًا من بطولة النجم أنطوني هوبكينز. وتتبع الأكاديمية السويدية نهجًا مختلفًا سنويًا لاختيار الفائز بالجائزة، يعتمد على أسلوب "القوائم المتناقصة" التي تبدأ بقائمة موسّعة بلغت هذا العام 240 شخصية أدبية، قبلت الأكاديمية منهم 195 مُرشحا، انخفضوا إلى ما بين 15 و20 مُرشّحًا في أبريل، ثم إلى خمسة في مايو، يأخذ أعضاء الأكاديمية السويدية في مراجعة نتاجهم الأدبي طوال أربعة أشهر، ليعودوا ويصوتوا على الفائز منهم ليعلن عنه في أكتوبر من كل عام. وكانت اللجنة فاجأت الجميع العام الماضي باختيارها المغني والمؤلف الأمريكي بوب ديلان، تكريمًا له على إبداعاته الشعرية حسبما قالت في حيثيات اختيارها، ما أثار حالة من الجدل حول استحقاقه للجائزة الرفيعة. لم يحضر ديلان حفل تسليم الجوائز وتسلّمها فى حفل خاص بعد إعلانها بأربعة أشهر، ما جعل عضو اللجنة بير واستبرج يصفه ب"غير المهذب والمتغطرس". وأعلنت الأكاديمية السويدية هذا العام عن رفع القيمة المالية للجائزة لتصبح 9 ملايين كورونا سويدية، أي ما يعادل نحو 940 ألف يورو، و1.12 مليون دولار أمريكي، وتوزّع في مراسم رسمية، في 10 ديسمبر المقبل في ستوكهولم. من هو كازو إيشيجورو؟ وُلِد إيشيجورو في 8 نوفمبر عام 1954 في نجازاكي، اليابان، وانتقلت أسرته إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وهو في عُمر الخامسة، وفق سيرته الذاتية المنشورة على الموسعة البريطانية (بريتانيكا). وفي عام 1960، هاجرت أسرته إلى بريطانيا، حيث حصل على البكالوريوس من جامعة كنت في 1978، والماجيستير من إيست أنجليا عام 1980. بعد التخرّج عمل لدى مؤسسة خيرية تساعد المُشرّدين بلا مأوى، وشرع في الكتابة في أوقات الفراغ، حتى ساهم في كتابة ثلاث قصص قصيرة في عام 1981. ألّف الروائي البريطاني الياباني ثمانية كتب، وكذلك خاص تجربة كتابة سيناريوهات للسينما والتليفزيون، دارت أفكار مُعظمها حول الذاكرة، الوقت، والوهم الذاتي. يجمع إيشيجورو في كتاباته بين أسلوب الروائية الإنجليزية جين أوستن، والكاتب التشيكي فرانز كافكا، وقليل من روح الروائي الفرنسي مارسيل بروست. أحدث رواية لإيشيجورو صدرت عام 2015، بعنوان (العملاق المدفون)، بحث خلالها العلاقات بين الذاكرة والنسيان، التاريخ والحاضر، الخيال والواقع. وفي رواية (لا تدعني أذهب) التي صدرت في 2005، قدّم صراعًا وتنافسًا في الحب بين ثلاثة أصدقاء يعيشون في عزلة اصطناعية عن العالم، اثنان منهم يحاولان خداع الموت. عن نوبل للآداب تمّ منح 108 جوائز أدب منذ عام 1901 حتّى الآن. حظرت الجائزة في سبع مناسبات: 1914، 1918، 1935، 1940، 1941،1942، و1943، لأنه، وبحسب قوانين مؤسسة، "إذا تبيّن أنّ الأعمال المأخوذة بالحسبان، لا تنطوي على الأهمية المشار إليها في الوصيّة؛ يتم التحفّظ على القيمة المالية للجائزة حتى العام القادم. وحتى ذلك الحين، لا يُمكن أن تُمنح الجائزة لأحد، والمبلغ المرصود للجائزة يتم التحفظ عليه كأموال مقيّدة". فاز بالجائزة 112 كاتب وكاتبة مُنحوا الجائزة بين أعوام 1901 و2015. ومتوسط أعمار الفائزين بالجائزة على مدى 116 عامًا بلغ 65 عامًا. وفازت نحو 14 امرأة بالجائزة على مرّ تاريخها. الكاتبة السويدية سلمى لاجرلوف (1858-1940) كانت أول امرأة تتوّج بالجائزة عام 1909، قبل أن تُنتخب عضوة في الأكاديمية السويدية ب5 أعوام. أصغر من فاز بالجائزة هو الإنجليزي روديارد كيبلينج، المشهور ب"كاتب الأدغال"، الذي حاز الجائزة وهو في ال42 من عمره عام 1907. وأكبر من فاز بالجائزة هي الروائية الإنجليزية دوريس ليسينج، والتي كانت في ال88 من عمرها حين مُنحت الجائزة عام 2007. هناك كاتبان رفضا استلام الجائزة، هما السوفيتي بوريس باسترناك، عام 1958، الذي قبل الجائزة في البدء، ثمّ اضطر لرفضها بضغط من السلطات السوفييتية، والفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، عام 1964، الذي رفضها استمرارًا لرفضه لكافة التكريمات الرسمية التي حظي بها. وصُمّمت ميدالية جائزة نوبل للأدب بوساطة النحات والنقاش السويدي إريك ليندبيرج، وتعرض لشاب يجلس، مسحورًا، أسفل شجرة، ينصت ويدون أغنية يتنزّل بها الوحي عليه. العربي الوحيد كان الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ هو العربي الوحيد الفائز بجائزة نوبل للآداب في 13 أكتوبر 1988. ونجيب محفوظ من مواليد 1911، وحصل على ليسانس الفلسفة من جامعة القاهرة عام 1934، وتوفي في أغسطس 2006. سلّط الضوء فى أعماله على هموم وأحلام الطبقة المتوسطة فى أحياء القاهرة المختلفة، كما صور العلاقات الداخلية داخل الأسرة؛ فقدم الواقع بكل صوره ونقلت عن رواياته السينما المصرية والعربية، ومنها (ملحمة الحرافيش، الشحات، الطريق، بداية ونهاية، زقاق المدق، اللص والكلاب، الكرنك، أهل القمة، ثرثرة فوق النيل، القاهرة 30). من أشهر أعماله الأدبية "عبث الأقدار" و"كفاح طيبة"، وهى من التاريخ الفرعوني، كما برع فى ثلاثيته الشهيرة (بين القصرين ،قصر الشوق، السكرية). وكانت رواية "أولاد حارتنا" واحدى من الرويات التي رشحته لجائزة نوبل عام 1988، كما كانت سببًا في محاولة اغتياله من جانب متشددين رفضوا أدبه . وكان موقع جائزة "نوبل" نشر اليوم، الخميس، موضوعا عن رواية "زقاق المدق" لمحفوظ، وذلك بمناسبة الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للآداب 2017.