نزل الآف المتظاهرين إلى شوارع مدينة برشلونة لليلة ثانية اليوم الخميس احتجاجا على محاولات الحكومة الإسبانية منع الاستفتاء على استقلال إقليم كتالونيا. وفي حشد أمام مبنى المحكمة العليا في برشلونة، تظاهر المحتجون على مداهمات الشرطة المثيرة للجدل للعديد من الأبنية الحكومية بالإقليم، ودعوا إلى إطلاق سراح الأربعة عشر سياسيا ومسؤولا الذين تم إلقاء القبض عليهم يوم الأربعاء. ويتعهد رئيس إقليم كتالونيا كارلس بوتشدمون بالمضي في خطط إجراء الاستفتاء المزمع في الأول من أكتوبر، قائلا " لن نتراجع" متهما مدريد "بالاستبداد وتبنى توجه مناهض للديمقراطية". وتم تحديث صفحة الموقع الالكتروني للاستفتاء اليوم الخميس بمعلومات للناخبين الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم. ومن أجل عرقلة الاستفتاء، أمرت الحكومة الإسبانية أمس الأربعاء بشن نحو 40 مداهمة من جانب الشرطة، أسفرت عن اعتقال سياسيين ومصادرة نحو 10 ملايين من أوراق الاقتراع. وفجرت المداهمات مظاهرات مؤيدة للاستقلال، مع تظاهر نحو 40 ألفا في وسط برشلونة أمس الأربعاء. وواصل المئات احتجاجهم طوال الليل. في حين لم تقع حتى الآن أي اشتباكات مع الشرطة، وإن كانت الأجواء متوترة. ولم تقتصر الاحتجاجات على برشلونة، إذ شارك 10 ألاف شخص في مظاهرة دعما للاستفتاء طوال الليل حتى اليوم الخميس في مدينة ليدا التي تبعد حوالي 150 كيلومترا غرب برشلونة. وعلى الرغم من الاحتجاجات، عبرت الحكومة الإسبانية عن ثقتها في عدم إجراء الاستفتاء على استقلال كتالونيا، مع تأكيد المتحدث باسم الحكومة إنيجو مينديز دي فيجو، ويشغل أيضا منصب وزير التعليم، قناعته لراديو أوندا سيرا اليوم الخميس. وقال إن الحكومة جاهزة للتفاوض بشأن منح المزيد من السلطات للإقليم، "ولكن في إطار القانون والدستور" في حين أن زعماء كتالونيا "لا يشغلهم سوى هاجس واحد، ألا وهو الاستفتاء، وهو أمر غير ممكن". ورفضت المفوضية الأوروبية التعليق على الوضع الذي يزداد سخونة في برشلونة. وقال متحدث باسم المفوضية إننا "نحترم الحكم الدستوري في إسبانيا بنفس الطريقة التي نحترم بها كل دساتير الدول الأعضاء الأخرى". وكان نادي برشلونة لكرة القدم قد اتخذ موقفا أيضا أمس الأربعاء ضد مداهمات الشرطة ما أغضب منديز دي فيجو. وقال إن "البارسا ليست فقط ناد كتالوني، أنا متأكد أن الكثير أصيبوا بالاشمئزاز من بيانه أمس".