تصريحات أمير الكويت تناقض نفسها: قطر "وافقت ولم توافق" على المطالب ال 13

شهد المؤتمر الصحفي بين أمير الكويت صباح الأحمد الصباح، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض بالولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الخميس، تناقض في التصريحات التي نقلتها وكالات ومواقع إخبارية حول قبول قطر المطالب الثلاثة عشر التي قدمتها الدول الأربعة المقاطعة للدوحة حتى تنهي إجراءات المقاطعة التي بدأت في الخامس من يونيو الماضي.
في البداية نقلت قناة العربية السعودية عبر حسابها في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن أمير الكويت قال "قطر مستعدة لتلبية المطالب ال13 التي قدمتها الدول الأربع"، ثم أضافت ىفي تغريدة تبعتها مباشرة "المطالب ال13 قبلتها قطر ونحتاج للجلوس معًا والتفاوض".
وكانت أبرز المطالب من قطر هي إعلان خفض تمثيلها الدبلوماسي مع إيران، وإغلاق فوري للقاعدة التركية الجاري إنشاؤها ووقف أي تعاون عسكري مع تركيا داخل الأراضي القطرية. وشملت أيضًا قطع علاقات قطر مع كافة التنظيمات الإرهابية وحددت الدول الأربعة تنظيمات مثل الإخوان المسلمين وداعش وجبهة النصرة وحزب الله.
وذلك بجانب إيقاف كافة أشكال التمويل القطري لأي أفراد أو كيانات أو منظمات إرهابية أو متطرفة، وكذا، المدرجين ضمن قوائم الإرهاب في الدول الأربع، وكذا، القوائم الأمريكية والدولية المعلن عنها، وإغلاق قنوات الجزيرة والقنوات التابعة لها.
كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، تصريح أمير الكويت عن قبول قطر للمطالب ال13 أيضًا، وجاء في تقريرها عن المؤتمر الصحفي المشترك قول الصباح "إن قطر قبلت مطالب الدول الأربع ال 13". وأضاف الصباح وفقًا للوكالة: "نأمل بحل الأزمة القطرية قريبا جدا،" وأوضح الصباح:" لدينا تأكيد من قطر أنها مستعدة لبحث كافة المطالب التي قدمت إليها.. المهم اننا نجحنا فى تجنب التصعيد العسكري في أزمة قطر".
لكن موقع قناة العربية السعودية لم يأت بذكر تصريح أمير الكويت حول قبول قطر للمطالب، وأشارت إلى أن الصباح أكد على استعداد قطر لتلبية المطال ال13 التي قدمتها دول الخليج، مضيفة على لسانه "ونحتاج للجلوس معًا والتباحث".
أما وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) فأبرزت تصريحا الأمير باستعداد قطر لتلبية المطالب ال 13 والتحدث مع الجميع فيما يتعلق بالخلافات مع الأطراف الخليجية. وأكدت أن أمير الكويت أعرب أن الأمل في حل الأزمة الخليجية لم ينته بعد، ولم تشر أيضًأ إلى قبول المطالب الخليجية.
وفي مقطع فيديو للمؤتمر الصحفي اتضح أن أمير الكويت بالفعل قال نصًا إن قطر قبلت المطالب الثلاثة عشر، ثم عاد وأكد أن بعض المطالب يمكن حلها إلا ما يخص أمور السيادة. وهي العبارة التي رد عليها وزير خارجية قطر، محمد عبدالرحمن آل ثاني، وأكد في تعليق بعد قمة ترامب والصباح أن المطالب الثلاثة عشر تمس السيادة.
وكانت الدوحة أكدت مرارًا على أن سبب عدم قبولها المطالب الخليجية المطروحة هو أنها تعتبر تدخلًا في سيادة الدوحة، وتدخل في شئونها الخاصة.
ونقلت قناة العربية ووكالة الأنباء الألمانية والوكالة الرسمية الكويتية، تصريحات للصباح في المؤتمر الصحفي حول أن المطالب "ليست مقبولة جميعًا".
ونقلت قناة الجزيرة القطرية أيضًا في تغريدة عبر حسابها في تويتر تصريح أمير الكويت بشأن استعداد قطر لقبول للمطالب الثلاثة عشر. وعلق الصحفي القطري عبدالله العذبة المري، وهو مقرب من أمير قطر تميم بن حمد، إن ما ذكرته القناة خطأ وغير صحيح.

لكن في مقطع الفيديو الخاص بالمؤتمر الصحفي، هذا ما قاله الأمير الكويتي نصًا خلال المؤتمر بالبيت الأبيض حول الأزمة القطرية الخليجية: "المقدم هو 13 بندًا. نعرف بأن ال 13 بندًا ليست مقبولة جميعا، لكن لو جلسنا مع بعض ووضعنا هذه ال13 وقبلناها، ونحن قبلناها فعلا، وقبلت من قِبل قطر، نقدر نحل كل النقاط التي تأتي بالخلاف ما بين دول المنطقة وأي شئ يضر بمصالح أصدقائنا الأخرين".
وبعد إنهاء حديثه مباشرة قال الرئيس ترامب إنه الأمر كله بدأ بسبب وجود تمويل ضخم للإرهاب بواسطة دول بعينها، مضيفًا أنه يريد إيقاف تمويل الإرهاب.
ثم قال أمير الكويت بعد ذلك إن الدولة التي قدمت لها بعض المطالب من "إخوانها" في دول الخليج، مستعدة أن تبحث "كل هذا المطالب ونحن لسنا من هذه الدولة لكننا ضامنين بأننا سنضغط على قطر لأن ليس في مصلحة قطر أن تبقى خارج السرب بل يجب عليها أن تبقى مع إخوانها في دول مجلس التعاون".
لكن وزير الخارجية القطري خرج ليرد سريعًا بعد انتهاء المؤتمر القطري، وصرح في عبارات نقلتها قناة الجزيرة بأنه تلقى اتصال من الرئيس الأمريكي ليطلعه على نتائج القمة مع أمير الكويت. وأضاف أن جهود الكويت مقدرة، لكن "المطالب الثلاثة عشر" تمس السيادة.
وأكد أن الإجراءات المفروضة ضد قطر يجب التراجع عنها، وأكد أنه "من المؤسف طرح الخيار العسكري خلال الأزمة".