رئيس جامعة حلوان يترأس لجان تقييم "المرأة تقود للتنفيذيات"    ارتفاع الخيار.. أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    وزيرا الصحة والتضامن يناقشان زيادة فصول الحضانات ورياض الأطفال    المشاط: مباحثات مستمرة مع الاتحاد الأوروبي لتنفيذ الشق الاقتصادي من الشراكة الاستراتيجية    الذكاء الاصطناعي ومستقبل الاقتصاد العالمي    الإسكان: 10 آلاف مواطن سددوا مقدمات جدية الحجز شقق سكن لكل المصريين 7    سوبارو ترفع أسعار جميع طرزها بسبب ظروف الأسواق    يتضمن هدنة ل60 يومًا.. تفاصيل مقترح أمريكي لوقف النار بغزة    مقتل شخص وإصابة آخرين في هجمات روسية على أوكرانيا    أمريكا.. إدارة ترامب تستأنف على قرار قضائي بوقف الرسوم الجمركية    مقطع مرعب، انهيار جليدي ضخم يمحو قرية كاملة في سويسرا (فيديو)    رقم قياسي ل ميسي مع إنتر ميامي (فيديو)    منافس الأهلي.. ميسي يتألق ويقود إنتر ميامي للفوز على مونتريال في الدوري الأمريكي    "لغز علي ماهر".. نجم الأهلي السابق: بيراميدز ساعدنا في التتويج بالدوري    عماد النحاس يكشف تفاصيل حوار خاص مع معلول: قيمة اللاعب الكبير لا تُقاس بالوقت    مفاوضات شاقة مع رونالدو للإبقاء عليه في الدوري السعودي.. والهلال خيار أول    ضبط مالك مطبعة فى عين شمس بحوزته 43 ألف مطبوع بدون تفويض    صور.. مياه وساندويتشات لطلاب الثانوية الأزهرية بالوادي الجديد    تكثيف رحلات نقل حجاج السياحة واستعدادات مكثفة للتصعيد إلى جبل عرفات    الأخطر.. مضيفة بريطانية تهرب مخدر يُصنع من عظام الموتى- تفاصيل صادمة    "أنت اللي بلغت عن أخويا".. تاجر مخدرات يقتل عاطلًا ويلقي بجثته في ترعة بالإسكندرية    فيتو طرحت الفكرة في مارس الماضي..المسلماني يوجه بإنشاء "متحف القراء" بإذاعة القرآن الكريم    مصر تفوز برئاسة لجنة العلوم في منظمة الألكسو لدورتين متتاليتين    "الوزراء": لا يوجد أي فيروس يمنع من تناول الدواجن    مجلس الوزراء: أوضاع مزارع الدواجن مستقرة.. ولا وجود لأي فيروس يمنع تناولها أو التعامل معها    مروى ياسين نجلة عبلة الكحلاوي مساعدًا لوزير الأوقاف لشئون الواعظات    رئيس جامعة المنوفية: تجديد الاعتماد المؤسسي والبرامجي لكلية الطب من هيئة ضمان جودة التعليم    وزيرا الصحة والتضامن يبحثان زيادة عدد فصول الحضانات ورياض الأطفال    وزير العمل يوجه بسرعة متابعة عمالة غير منتظمة ضحايا انقلاب سيارة بالمنوفية    رئيس الوزراء يصدر قرارًا بإسقاط الجنسية المصرية عن 4 أشخاص    اليوم.. رئيس الوزراء يفتتح المقر الرئيسي الجديد لجهاز حماية المستهلك بالقاهرة الجديدة    خالد الغندور: جاهزية ناصر منسي وبنتايج لمواجهة فاركو في ختام دوري نايل    صحة غزة: 37 شهيدا فى غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم    كل ما تريد معرفته عن سنن الأضحية وحكم حلق الشعر والأظافر للمضحي    كندا: إجلاء 17 ألف شخص من مقاطعة مانيتوبا جراء حرائق الغابات    رئيس بعثة الحج: وصول آخر حجاج القرعة إلى المدينة المنورة    وزير الصحة يعلن اعتماد قرار دولي تاريخي لدعم أصحاب الأمراض النادرة.. تفاصيل    إخلاء مركز السكر لنقل خدمات التأمين الصحي في دمياط    اليوم.. فون دير لاين تتسلم جائزة شارلمان للوحدة الأوروبية في ألمانيا    اليوم.. انطلاق اليوم الأول من امتحانات الدبلومات الفنية بالفيوم    المولدات تنقذ مرضى مستشفى قويسنا بعد انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة    آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإنهاء الحرب والإفراج عن الرهائن    بعد توجيه شيخ الأزهر.. صرف إعانة إضافية بجانب منحة عيد الأضحى اليوم    إيلون ماسك يغادر إدارة ترامب    محمد سامي يوضح حقيقة هجرته من مصر (فيديو)    هل أبلغه بالرحيل؟.. عماد النحاس يفجر مفاجأة بشأن حديثه مع معلول    مثال حي على ما أقول    ثقافة أسيوط تقدم «التكية» ضمن فعاليات الموسم المسرحي    موعد أذان الفجر اليوم الخميس ثاني أيام ذي الحجة 1446 هجريًا    بعد فقدان اللقب.. ماذا قدم بيراميدز في الدوري المصري 2024-2025؟    نشرة التوك شو| ظهور متحور جديد لكورونا.. وتطبيع محتمل مع إسرائيل قد ينطلق من دمشق وبيروت    5 أيام متتالية.. موعد اجازة عيد الأضحى 2025 في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    جائزة الدانة للدراما 2025 تعلن قائمة الأعمال الدرامية والفنانين المرشحين للفوز بالجائزة في نسختها الثانية    موعد أذان فجر الخميس 2 من ذي الحجة 2025.. وأفضل أعمال العشر الأوائل    ياسمين عبدالعزيز تخطف الأنظار بإطلالة ساحرة وتعلق: «الأسود على الأسد بيمنع الحسد» (صور)    وزير السياحة: السوق الصربى يمثل أحد الأسواق الواعدة للمقصد السياحى المصري    حكم الجمع بين نية صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وقضاء رمضان    الركوع برمزٍ ديني: ماذا تعني الركبة التي تركع بها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسواق اللحوم بالسويس.. العيد ما جاش و"الجساس" أفضل من الميزان
نشر في مصراوي يوم 25 - 08 - 2017

مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك يبدأ باعة الأغنام والماشية في السويس نقل بضائعهم من الحظائر إلى شوادر البيع داخل مدينة السويس، إلا أن هذا العيد يبدو أنه لن يشهد اكتظاطًا للبائعين كما كان الحال في العام الماضي؛ ف "الحال نايم" والزبون انصرف عن الأضحية إما بسبب حالة الغلاء العام أو لتدبير مصاريف الموسم الدراسي الذي أوشك على البدء.
العيد ماجاش
"العيد ماجاش. السنة اللي عدت كنا بنفرش قبل العيد بأسبوعين، والنهارده الجمعة بقالنا يومين ومبعناش رأس واحدة"؛ يقول أحمد راضي، وهو تاجر أغنام، أكد - لمصراوي - أن الإقبال هذا العام ضعيف مقارنة بالعام الماضي. ويوضح أن أماله خابت بعد أن كان ينتظر اليوم حضورًا لافتًا من بعض الزبائن خاصة بعد الصلاة كما هو المعتاد في الجمعة الأخيرة قبل العيد، لكن الأمر لم يتجاوز -على حد قوله - المشاهدة والسؤال عن الأسعار.
لم يختلف الأمر كثيرًا في ضاحية الغريب، أقدم مناطق السويس تاريخيًا، حيث يتجمع أكبر عدد لبائعي الأضاحي في شوارع واسعة نسبيًا، تتيح إقامة شوادر عرض اللحوم، إذ شهدت الضاحية إقبالاً ضعيفًا من الزبائن، علق عليه غريب السيد - تاجر وجزار - بالقول: "بقالي خمس سنين بفرش هنا وبذبح في العيد، وأول مرة أشوف الحال مريح أوي كدا".
ويرجع "السيد" هذا العزوف عن الشراء إلى ارتفاع متطلبات المعيشة بعد غلاء الأسعار، وانخفاض القيمة الشرائية للجنيه، فضلاً عن موسم المدارس الذي يزاحم أيام العيد ويصرف رغبات الزبائن إلى مستلزمات ومصروفات دروس أولادهم.
يشير "السيد" أيضًا إلى أن من مظاهر العزوف عن الشراء بسبب ارتفاع الأسعار لجوء المواطنين إلى الشراء بالمشاركة، موضحًا: "يتفق 7 أشخاص مثلاً على المشاركة في شراء عجل صغير يتراوح وزنه من 300 إلى 350 كيلو للأضحية، ويقسمون ثمنه فيما بينهم".
وتتفاوت أسعار اللحوم هذا العام، وفق ما يوضح "السيد"، الذي أشار إلى أن الأسعار تبدأ ب 65 جنيهًا لكيلو الضأن (القائم)، و70 جنيه للماعز التي انخفض الإقبال عليها. بينما يتراوح سعر كيلو العجل الكندوز البقري بين 62 و65 جنيهًا للكيلو.
الشاب الجاموس أيضًا - كما يوضح "السيد" - يبدأ سعره من 56 وإلى 58 جنيهًا. ويرجع "السيد هذا الانخفاض في السعر مقارنة باللحم البقري إلى كبر حجم عظام الجاموس والتي تزن أكثر من الضأن، فضلاً عن نسبة الدهن الأكثر نسبيًا بها مقارنة باللحم البقري.
أكبر أسواق الماشية بالسويس هو ذلك الذي يقام يومي السبت والأحد من كل أسبوع، داخل سوق الأحد العشوائي، الذي ينظمه الباعة الوافدين للسويس بقرية الألبان الجديدة، إذ تجد في آخر هذا السوق "حوش الغنم" الذي يتوافد عليه التجار من مختلف المحافظات لبيع الأضاحي، ويتردد عليه عدد كبير من المواطنين للشراء، نظرًا لانخفاض أسعار الماشية مقارنة بما يعرضه التجار في المدينة.
"الضاني 60 جنيهًا للقايم، وجدي الماعز ب 70جنيه"؛ يُخبر جمعه أبو حسين -تاجر حضر من الإسماعيلية- زبون سأله عن السعر، بينما انصرف الزبون على وعد بالعودة مساءً للشراء.
ويرى جمعه أبو حسين أن الموسم الحالي هو الأصعب والأكثر ركودًا منذ 5 سنوات، ويتذكر أنه في مثل هذه الفترة قبل عيد الأضحى بأسبوع كان يبيع نصف ما لديه من الخراف وماعز، بعد وصوله للسوق بثلاث ساعات فقط، بينما مرت نفس المدة هذا العام ولم يبع في يومه سوى "حوليه" أنثى الماعز أتمت العام، وهي الأقل سعرًا في صنف الأضحية، على حد قوله.
يضيف أبو حسين أن نقل الأغنام من القنطرة في الإسماعيلية إلى السوق يكلفه 700 جنيه، وأمام ذلك قد يضطر للبيع بسعر أقل مما يرغب، حتى لا يعود لمنزله ب "خفي حُنين"، ويخسر قيمة النقل.
الفصال سيد الموقف
وتتباين أسعار الأضاحي في سوق سوق الأحد، بين 57 و60 جنيهًا لكيلو الضأن القائم، وأقل جنيهان "للرميس" أنثى الخروف، و70 إلى 75 جنيه لجدي الماعز حسب حالته، وهو أغلى كون لحمه أخف ونسبة الهادر فيه أقل من الضأن، بحسب ما ذكر التجار، بينما يصل سعر الحولية (أنثى الماعز) إلى 65 جنيهًا.
ويبقى الفصال هو المشهد الجامع بين أسواق السويس، وبالفصال تمت البيعة بين زبون يبدو من لهجته أنه من أصول صعيدية وبين مسعود إبراهيم التاجر الشاب الذي حضر من الشرقية ليبيع ثروته الحيوانية الصغيرة بالسوق.
"اللغة بينا وبين الزبون في أي مكان هي سعر الكيلو القايم، لكن في السويس الوضع مختلف"؛ يقول مسعود، ويشير إلى أنه من المتبع أن قيمة كل خروف حسب وزنه، لكن الميزان الذي يفصل ذلك الوزن لم تره أعين التجار أو الزبائن في السوق.
ويفسر رفض التعامل بالميزان في السوق بأن السوايسة يشكون فيه، لما يلجأ إليه بعض التجار من حيلة دفع الغنم لشرب كمية كبيرة من الماء تزد من وزنه عند البيع. ويشير إلى أن لكل خروف مباع على أرض السويس سعر، ليس حسب وزنه وحسب بل شكله أيضًا وعمره، وإذا كان "مُحمل" باللحم، أو يثقله الدهن، موضحًا أن سعر القائم مجرد نقطة بداية لصفقة البيع لأن الفصال هو ما يحسم الاتفاق.
وبسبب الخلاف حول ما تستحقه كل أضحية، يحتكم التاجر والزبون إلى من يفحص الذبيحة، أو "يجسها" بلغة التجار، فذلك الجساس، يعلم إذا كانت معدتها مملوءة بالماء المالح، أو يبطنها اللحم، ويحدد عمرها وما إذا كانت تصلح للذبح أم يعيبها شيئ.
الجساس
صابر حسانين، أحد هؤلاء الجساسين فاحصي جودة الخراف، يؤكد للتاجر والزبون أنها "عُشار" تحمل في بطنها أجنة، ولن تصلح للأضحية، وعليه أن يبحث عن غيرها، وينل مقابل ذلك مبلغ زهيد.
يشير صابر إلى أنه اكتسب خبرته في فحص الماشية من والده الذي كان يعمل كلافًا في مزرعة للأبقار والأغنام، ويضيف: "تعلمت كيف أفرق بين السليمة والمريضة، وأحدد عمرها من أسنانها، وبالضرب على الفخذ، وفحص سلسلة الظهر لأعرف إذا كان يكسوها الدهن أسفل الجلد أم يغطي عظامها اللحم".
"البيع مريح.. الناس بتتفرج وتسأل وتمشي.. من كل 50 زبون واحد بس يشترى"؛ يتحدث أحمد عوض، تاجر الغنم الذي حضر من قرية كبريت بالقطاع الريفي في السويس، وهو ينظر إلى صديقه الوافد من مركز بلبيس بالشرقية وقد بدأ في جمع الغنم ونقلها لسيارة ربع نقل استعدادًا لمغادرة السوق، فلم يبع سوى جدي وخروف منذ وصوله.
ويقول أحمد عوض إن عدد غير قليل من التجار خاصة الوافدين من الشرقية والإسماعيلية يفضل العودة ببضاعته كما هي ويتحمل خسارة قيمة نولون النقل، ولا يبيعها بسعر أقل مما يريد.
ويلفت إلى أنه في المحافظات الأخرى التي يتوافد منها التجار، تتعدد الأسواق وأماكن بيع الأضاحي، أما السويس فلا يتوفر بها سوق جيد إلا سوق الأحد، هو الفرصة الجيدة للتاجر والمشتري، وأفضل كثيرًا من الشوادر التي تنتشر قبل العيد بأيام معدودة.
ويضيف أن ارتفاع الأسعار وراء عزوف المواطنين عن الشراء، لافتًا إلى أن سعر الخراف العام الماضي كان يتراوح بين 45 و47 جنيهًا للكيلو القائم، لكن تلك الأسعار ارتفعت بنسبة تزيد عن 25 % هذا العام بسبب زيادة أسعار الاعلاف وتكلفة النقل وتكاليف الأمصال والعلاج، فضلاً عن نفوق بعضها في الصيف بسبب درجة الحرارة.
"أنا اتعودت كل سنة اشتري أضحيه بس السنة دي جايز أرجع دون شراء"؛ يقول محمود عبد اللطيف، مدرس بإحدى المدارس الخاصة، يضيف: "أقل خروف يمكن شراءه للأضحية يتجاوز سعره 3 آلاف جنيه، وهو يصفى لحم أقل من 30 كيلو. ممكن اقتسم شراء أي عجل صغير مع عدد من أصدقائي للتضحية به، فالأسعار نار".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.