بعد 20 عامًا من خدمة الأهالي.. ماذا يحتاج قصر ثقافة روض الفرج؟

منذ 20 عامًا، شهدت منطقة روض الفرج افتتاح قصر الثقافة الخاصة بها. في البداية رفض أهالي المنطقة دخول المكان، إذ نشأت بينهم والمسؤولين خلافات حوله. ومع مرور الوقت اشترك السكان في الأنشطة التي تقام على فترتين صباحًا ومساءً، والآن يخدم هذا القصر قطاعًا كبيرًا من الأطفال والسيدات، غير أنه يعاني من تدهور وإهمال شديدين؛ ويحتاج إلى إعادة تأهيل من جديد، حسبما تحدث محمد الشحات، مدير عام القصر.
"سوق روض الفرج" السوق الأشهر في السينما المصرية، ففيه قام الفنان فريد شوقي والثنائي عادل إمام وسعيد صالح بتصوير أجزاءً من أفلامهم، ولكن السوق الذي تم بناءه على الطراز المملوكي والإنجليزي في 1974، تحول في 1996 إلى مجمع خدمات، يضم قصر ثقافة روض الفرج ومركز شباب ومكتب بريد ومجمع مدارس ومستشفى اليوم الواحد وهيئة مطافئ.
بوابة حديدية متهالكة تستقبلك عند دخولك القصر، يتوجه أفراد الأمن بالسؤال عن سبب المجيء، وهل أنت من سكان المنطقة أم لا؟ وهل تعرف الأنشطة الموجودة في القصر أم لا؟
القصر تم إنشاءه عام 1997، مقسم إلى مبنيين؛ أولهما يتكون من طابقين، أحدهما به قاعة للندوات والموسيقى، وغرفة مدير القصر ودورة مياه متهالكة.
في غرفة كبيرة تآكلت جدرانها، وأثاث مهمل، يجلس "محمد الشحات" مدير قصر ثقافة روض الفرج على مكتب قديم لاستقبال الضيوف وعقد الاجتماعات الخاصة بالموظفين بالإضافة إلى التوقيع على الأوراق سواء الخاصة بإجازات الموظفين، أو إصلاحات القصر.
يؤكد الشحات أن القصر بأكمله يحتاج إلى إعادة صيانة من جديد، فهناك نقص كبير في عدد عمال النظافة والأمن بالإضافة إلى تجهيزات المسرح.
يضيف مدير قصر ثقافة روض الفرج أن المكان يحتاج إلى موظفين، فإجمالي عددهم هو 33 موظفا وهناك أقسام بالفعل تحتاج إلى موظفين.
أما الطابق الثاني به نادٍ للمرأة والحرف البيئية، ويقيم دورات إكسسوار وحرف بيئية ورسم بالطين وعدد من الغرف المغلقة.
وتشير "ياسمين" أحد موظفي القصر إلى أن النشاط الموسيقي كان متاحًا دائمًا للرواد، لكنه مغلق الآن لأنه يحتاج لآلات موسيقية جديدة وغرفة تتسع الآلات والزائرين.
أما المبنى الثاني فيضم قاعة للفنون التشكيلية، ونادي تكنولوجيا المعلومات، والذي يحتوى على أجهزة كمبيوتر وإنترنت، وتلقي إقبالاً نظراً لأن سعر استخدام الإنترنت جنيه واحد فقط للساعة، كما يحوي المبنى المكتبة العامة الشاملة لشتى أنواع المعرفة، وبداخلها باب آخر يؤدى إلى مكتبة الناقد الراحل "فاروق عبدالقادر"، أهدتها زوجته للقصر.
تقول نجاح محمد، وكيل قصر ثقافة روض الفرج إن عدد الأنشطة التي المتاحة الآن بالقصر 6 أنشطة؛ تتنوع بين المكتبة وكمبيوتر ونادي أدب وفنون شعبية وموسيقى ونادي للمرأة.
وتوضح نجاح أن النشاط الأكثر جذبًا للناس هو نادي تكنولوجيا والمعلومات بسبب أسعاره الزهيدة.
أمام غرفة التكنولوجيا يجلس "محمد" مسئول نادي التكنولوجيا على مكتب متواضع يستقبل الأطفال، يسألهم عن سبب المجيء هل من أجل اللعب أم استخدام الإنترنت؟
يحكي محمد ضاحكًا أنه يعمل في القصر منذ افتتاحه وما زال أهالي المنطقة يتساءلون عن ماهية الأنشطة. ويوضح أن ما ينقص القصر هو الدعاية والتخلص من الروتين الحكومي؛ فعندما يتعطل جهاز يجب السير في إجراءات روتينية تمتد على مدار شهور وسنوات.
يخرج من غرفة التكنولوجيا طفل في السادسة من عمره، يسأل محمد عما إذا تخطى حاجز الخمس دقائق بعد الساعة التي دفع ثمنها مقدمًا، وهل هناك مبلغ إضافي أم لا، فيجيبه محمد بالنفي بابتسامة هادئة. يستأذن الطفل ويدخل الغرفة ليكمل اللعب مع زملائه على أجهزة كمبيوتر قديمة بعض الشيء.