في منزل صغير مكون من طابق واحد في منطقة نائية بقرية شريف باشا التابعة لمركز بني سويف، تعيش أسرة الشاب محمد صلاح سيد، 26 سنة، والمختطف في لبيبا بحسب اتصالات هاتفية بينه وبين أسرته والخاطفين. " مصراوي" التقى الأسرة وتحدث معهم عن كيفية سفر نجلهم، وكيف استقبلوا خبر اختطافه وتعرضه للتعذيب". في البداية يقول صلاح سيد، والد الشاب المختطف حابساً دموعه" أحنا ناس على أد حالنا وممعناش نجوز الأولاد ربنا كرمني ب6 أبناء، كل واحد منهم بيشق طريقه بأيده، اللي بيشتغل سواق، واللي أجري على الله، واللي عامل بيشتغل في أي حاجة، وكلهم دخلوا الجيش". ويتابع والد الشاب قائلا" بعد فشل نجلي محمد في الحصول علي إي فرصة عمل في مصر، تواصل مع سمسار سفر يدعى نادر يقيم بقرية طنسا بمركز ببا، لتسفيره إلى دولة ليبيا، وحصل منه على مبلغ 8 ألاف ونصف مقابل تهريبه، واتجه بنهاية يوم 22 ديسمبر الماضي برفقة عدد أخر من المصريين يتعدون 15 شخصا إلى ليبيا، وتواصل معنا عدة مرات يخبرنا بمكان وصوله، حتى انقطع الاتصال بينه وبيينا، لمدة تزيد عن الأسبوع أو 10 أيام، وبعدها فوجئنا باتصاله يخبرنا بأنه تعرض للاختطاف برفقة عدد من المصريين، من قبل عصابات مسلحة، وطلبهم فدية قدرها 20 الف دينار ما يساوي 70 الف جنيه أو أكثر، ونحن لا نملك ذلك المبلغ". وأكد صلاح سيد جودة، على إبلاغهم مديرية أمن بني سويف، بما حدث لنجلهم والذين وعدوا بالتدخل وإخطار وزارة الخارجية لمتابعة المشكلة وحلها. ويضيف حمادة صلاح سيد، 28 سنة، شقيق الشاب المختطف" تلقيت اتصالا من شقيقي من خلال رقم هاتف ليبي، يفيد بتعرضه للاختطاف ورغبة الخاطفين في الحصول على مبلغ مالي يقدر ب70 الف جنيه مقابل تحريره، وطلبوا منا الحضور لمحافظة البحيرة وإحضار المبلغ وإلا تعرض شقيقي للتعذيب والقتل". وتابع شقيق المختطف" أمس تلقيت اتصالا أخر من شقيقي يفيد بضرورة بيع منزلنا وتجهيز المبلغ وسرعة تسليمه، لأنه يتعرض للتعذيب بطريقة بشعة، وتجريدهم من ملابسهم وتقييدهم بالسلاسل الحديدية، بالإضافة إلى إخباره بتعرض أحد المختطفين للقتل، لقيام أسرته بالتلاعب بالخاطفين وإعداد كمين لهم، وطالبهم بسرعة تجهيز المبلغ فقط وإرساله لهم بحسب الطريقة التي يحددونها، بعدها تلقيت صورا تحمل تعرض المصريين ومنهم شقيقي للتعذيب". وأكد "حمادة" على محاولتهم منع شقيقه" محمد" من السفر إلا انه رفض لضيق الحال وعدم توافر إي فرص عمل، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على دفع إي مبالغ كبيرة للسفر لأي دولة أخرى غير ليبيا لأن مصاريف سفرها رخيصة بالإضافة إلى قلة سمسرة عملائها وعدم مطالبتهم بمبالغ كبيرة مضيفا:" ربنا العالم إحنا دبرنا ال8 إلف ونصف دول أزاي عشان يسافر". وأضاف شقيق الشاب المختطف" تواصلت مع وزارة الخارجية وطالبوني بإرسال شكواي عبر فاكس الوزارة، وبالفعل تقدمت بالشكوى إلا أنهم من وقتها لم يردوا علينا بأي شيء، مطالبا وزارة الخارجية بضرورة سرعة التدخل لعودة المصريين المختطفين خوفا من تعرضهم للقتل واحدا تلو الأخر وبخاصة أن شقيقي أبلغني أن الخاطفين قتلوا أحدهم". وقالت والدة المختطف والبكاء والصريخ يحاوطها" ابني سافر لأنه مش لاقي شغل، ولا لاقي يصرف زي الشباب اللي في سنه، أديله 4 شهور مش لاقي جنيه في جيبه، كل الشباب اللي في سنه أتجوزت وخلفت وولادها معاها، كان عايز يشق طريقه، لكن ولاد الحرام خطفوه".
