أمام الحكومة اقتراحان بشأن زيادة تذكرة مترو الأنفاق، الأول تقسيم سعر التذكرة على حسب عدد المحطات، والثاني أن يكون سعر التذكرة موحد على جميع المحطات دون تفرقة. لكن الاقتراح الأول "يصعب تطبيقه في مصر" بسبب عدم جاهزية ماكينات تذاكر المترو لتطبيق هذا المقترح، "فالماكينات غير حديثة بالدرجة الكافية التي تسمح لتطبيق هذا المقترح، وعندما يتم إحلال وتبديل هذه الماكينات سيكون المقترح ممكن تطبيقه"، حسب تصريحات مصادر مسؤولة في الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق. غير أن الاقتراح الأول مطبق على عدد كبير من الدول في الخارج؛ أبرزهم مترو باريس، الذي تقسم فيه سعر التذكرة باليورو على حسب المحطات التي يختارها الراكب من آلة الدفع، أما الاقتراح الثاني وهو السعر الموحد للتذكرة، لكنه على الأرجح غير معمول به في الخارج. مترو باريس السيناريو الأول وهو تقسيم سعر تذكرة المترو والمعمول به في باريس، يتم عبر اختيار الراكب لعدد المحطات التي سيركبها من خلال نوافذ بيع التذاكر أو آلة الدفع ، حيث يختار الراكب سعر التذكرة على حسب المنطقة وعدد الأيام، فعلي سبيل المثال إذا أراد الراكب زيارة باريس، فعليه اختيار اسم المنطقة وعدد أيام الزيارة (يوم أو اثنان أو ثلاثة في مدة أقصاها 5 أيام) ثم يأتي الاختيار التالي إذا كانت التذكرة بأجر كامل أو نصف أجر وهو الخصم المخصص للأطفال، ثم يختار الراكب ثمن التذكرة بناء على عدد المحطات، وبعدها يضع ثمن التذكرة في الآلة؛ ليتم طبعها مباشرة. أما عن سعر التذكرة فهو على نوعين، الأول للفرد الواحد وهو حاليًا بسعر1.90€ تذكرة واحدة منذ (1 اغسطس 2016)، حسبما ورد على الموقع الرسمي لمترو باريس. وفي حال كان الراكب يريد 10 تذاكر دفعة واحدة (كارت ذكي) فتكاليفه 14,50€، حسبما أورد الموقع أيضًا. وإذا أراد الراكب التحويل من خط إلى آخر فكل ما عليه أن يدفع قيمة مضافة (2 يورو) إلى سائق القطار عند التحويل، وبدون القيمة لن يستطيع الراكب الانتقال. أما بالنسبة للأطفال بين عمر 4 سنوات ل9 سنوات يمكنهم الحصول على تذاكر مخفضة، وتلك التذاكر لا تتوفر إلا في الكارت ذو العشر تذاكر وحينها تكون قيمته 7.50 يورو. أما الأطفال أقل من ثلاث سنوات يركبون مجانا . وبحسب الموقع، فإنه في حالة ما إذا لم تعمل أي تذكرة ذكية عند الماكينات يجب الدفع نقدا عندئذ. وتعرف التذكرة اليومية باسم تذكرة التحرك(Ticket Mobilis ) وهي مناسبة للتحركات غير المحدودة في نظام المترو، خلال ساعات العمل اليومية. ويتكون مترو باريس من 300 محطة تغطي 16 خط، ولا يمكن الانتقال من خط إلى آخر إلا بتذكرة، كما ذكرنا. صعوبة التطبيق ولكي تطبق مصر نموذج مثل مترو باريس، فعليها أولا إحلال وتجديد ماكينات التذاكر بحيث تكون مناسبة، حسبما قال أحمد إبراهيم مستشار وزير النقل السابق. وأضاف إبراهيم لمصراوي، أن سيناريو تقسيم سعر التذكرة على حسب المحطات، عادل جدًا؛ لكن ارتفاع الاسعار مع قرار تحرير سعر صرف الجنيه، جعل قرار زيادة سعر التذكرة في الوقت الحالي أمرًا صعبًا. من جانبه، قال مصدر بالهيئة القومية للأنفاق، إن مصر لا تسعى لتطبيق نموذج معين في تذكرة المترو، لكنها تدرس الخيار الأفضل الذي يمكن أن يتماشى مع مترو الأنفاق. وتزايدت في الفترة الماضية فرص زيادة سعر تذكرة مترو، بعد تصريح سابق لرئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل قال فيه "إن الحكومة لن تستطيع تقديم خدمة مترو الأنفاق بنفس المستوى الخدمي ونفس الأسعار". وتحاول الحكومة سد الفارق بين الإيرادات والمصروفات في مترو الأنفاق،إذ تقدر خسائر مترو الأنفاق بنحو 20 مليون جنيهًا شهريًا، ومن 240: 250 مليون جنيهًا سنويًا، ويعزي المسؤولون في المترو سبب هذه الخسائر الكبيرة إلى الفرق بين القيمة الفعلية للتذكرة وهي تكلفة التشغيل، وقيمة التذكرة التي تباع إلى الجمهور بجنيه واحد.
