تتميز محافظة دمياط بكثرة مساجدها العريقة والتاريخية، واهتمام مواطنيها بإنشائها في الأحياء المختلفة ما يضفي على شوارعها أجواء من الروحانية خصوصًا في شهر رمضان، كما ينتشر في الإقليم نفسه الكثير من قراء القرآن الكريم، لاسيما في القرى وبعضهم له شعبية كبيرة. وتتزين المساجد في شهر الصيام بالمصابيح المضيئة لتعكس بألوانها المختلفة المشهد الجمالي وتجذب المصلين الذين يبحثون عن أداء صلاة العشاء ثم "التراويح"، ولعل من أبرز الجوامع التي أصبحت تحظى بإقبال الكثيرين عليها من أنحاء المحافظة هو مسجد السلام الموجود بشارع 89 بمدينة رأس البر. ويتوافد على المسجد الكبير في المدينة السياحية مصلون من القرى والمدن المجاورة، خصوصًا لأداء "التراويح" ثم الاعتكاف في العشر الأواخر من الشهر الكريم، ويقول أحمد هجام، أحد الأهالي "أحرص على الحضور كل رمضان على الرغم من المشوار الذي أقطعه حيث أسكن في مدينة الزرقا لكن مهما كلفني الأمر من جهد ووقت أحب الصلاة في هذا المسجد، بسبب جماله الأخاذ ووجود بهجة الشهر الفضيل وروحانيته فضلا عن أن الأئمة الموجودين به مميزون جدًا وأصواتهم جميلة". ولم يقتصر الأمر على الرجال فقط، فالمسجد يحظى كذلك بإقبال المئات من السيدات والفتيات من أجل تأدية الصلاة ويقول محمود الجندي، الذي كان يصطحب معه طفلته في المسجد، "الجامع كبير ويتسع للآلاف والشيوخ أصواتهم قريبة من القلب وتشعر وكأنك في الحرم النبوي حينما تصلي فيه، أسكن في دمياط وأحرص على الحضور هنا كلما حانت لي الفرصة، والمسجد على الرغم من أنه جديد نسبيًا إذا ما قورن بالجوامع التاريخية مثل الرحمة، والمصطفى، إلا أنه له روحانيته الخاصة، ولا يوجد كلام يمكن التعبير عنه في هذا الموقف". ويضيف الجندي، "تأتي معي زوجتي وابنتي دائمًا وكذلك بعض الجيران ثم حينما ننتهي من الصلاة نسير قليلًا في شوارع المدينة ثم نشتري بعض احتياجاتنا للسحور ونعود من جديد إلى دمياط". ولفت الشيخ بكر عبدالهادي، وكيل وزارة الأوقاف، إلى أن هناك 43 مسجدًا جرى تخصيصها للاعتكاف وصلاة القيام على مستوى المحافظة خلال شهر رمضان، موزعة على الإدارات المختلفة، مضيفًا أن ضوابط ومعايير تم توزيعها على مديري الإدارات والاجتماع بهم، لعدم وجود تصرفات شاذة داخل المساجد أو الخروج عن الخطب المستهدفة.