قال محمد عبداللطيف سرحان، ابن مدينة قوص، مدير مكتب صحيفة الجمهورية بالأقصر سابقا، إن الصحافة الورقية لا غنى عنها، فهي بمثابة الأيقونة التي تشعل قوة أي كاتب، نظرا لما تمثله من علاقة حميمية بينها وبين القارئ على مدار المائة عام الأخيرة، مشيرا إلى الدور الفعال الذي تلعبه "الميديا الحديثة" في سرعة توصيل الخبر، إلا أن المرجع والأصل يبقى للصحافة الورقية، على حد قوله. وأشار "سرحان" في حوار أجرته معه "ولاد البلد" إلى أن الإعلام الإلكتروني أضاف كثيرا لمهنة الصحافة، من حيث استيعابه لفئة كبيرة من الشباب المتدرب، الذي ما إن يتقن المهنة يستطيع بكل سهولة إنشاء منبره الإعلامي الجديد، لسهولة الإجراءات القانونية مقارنة بالسبعينيات أو الثمانينيات من القرن الماضي. وأضاف أن انخفاض نسبة توزيع الصحف الورقية ليس معناه عدم ارتباطها بالشارع كالسابق، ولكن هناك معايير اقتصادية ومعنوية تجعل المواطن في شغل عنها، حيث يمكن القول إن "الخبر السريع" هو سيد الموقف بالنسبة للقارئ، أما التفاصيل فلا تعنيه بالضرورة، حيث ثمة نظرة سطحية لدى أغلب المواطنين بالنسبة للأمور السياسية والاقتصادية. كما سرد مراسل الجمهورية السابق تجربته مع الصحافة، وتفكير مؤسسة الجمهورية في إنشاء أول مكتب لها في الصعيد، واختيار مدينة الأقصر سنة 1979 لتكون النواة التي تؤسس للصحافة المحلية بهدف ربط المجتمع الصعيدي، الذي كان لايصل صوته إلى المسؤولين إلا من خلال بريد القراء وصفحات الشكاوى، ويتابع قائلا: كنت طالبا في السنة الثالثة بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وكنت أراسل باب القراء وأعرض مشكلات قناوالأقصر حتى فوجئت بالإعلان عن فتح مكتب لجريدة الجمهورية بالصعيد، فتقدمت للعمل وأنا طالب، فكنت أثناء إجازتي الشهرية أحرر مجموعة من التحقيقات والتقارير وأسلمها باليد للجريدة في مقرها القديم بوسط البلد بالقاهرة، ثم تفرغت للصحافة بعد تخرجي واستقراري ببلدتي قوص، جنوبي قنا، التي من حسن حظي تقع في المنتصف بين محافظة قنا ومدينة الأقصر، الأمر الذي سهل عليّ كثيرا من المشقة، فكنت ملما بأحداث قناوالأقصر، لأن مدينة الأقصر كانت تابعة لمحافظة قنا قبل اعتمادها كمحافظة. ويقول "سرحان" إن حجم المشقة التي كان يعاني منها أي صحفي أو مراسل حتى التسعينات لاتقارن بما يقدمه شباب المواقع الإلكترونية الآن، فكانت المسافات أبعد، وإرسال المواد الصحفية أصعب، فلم يكن أمامنا إلا البريد العادي، وليس المسجل، لضمان وصول المادة الصحفية دون تعقيدات وإجراءات بريدية، أما الآن ففي أقل من ثانية يصل الخبر إلى صالة التحرير التي تتعامل معه ويظهر خلال بضع دقائق. وعن رؤيته للصحافة الإلكترونية يشير "سرحان" إلى أن عيبها الوحيد سطحية أغلب القراء فقارئ المواقع الإكترونية في الغالب يبحث عن رؤوس الموضوعات فقط، دون أن يهتم بالتفاصيل الدقيقة التي تنشر بالصحف الورقية، مشيرا إلى ضرورة تقديم المحتوى الإلكتروني في صورة "تحقيق في سندوتش" أي بمعنى أن يقدم الموقع الإلكتروني وجبة صحفية دسمة للقارئ، الذي وصفه بالمستعجل، في كلمات قليلة جاذبة لانتباهه، بشرط أن تقدم المعلومة كاملة.