محمد الباريسي: تبقى للوادي الجديد أسرار ترفض البوح بتفاصيلها محافظة على بهاء واحدة من أجمل بقاع مصر، عين السرو أحد تلك الأسرار التي حار الباحثون في كشفها. "حتى هبوط الطائر على أرضها يهبها الحياة".. بهذه الكلمات وصف أحمد عطا الله أحد مرشدي المدينة السياحيين ظاهرة العين الغريبة -كما يسميها- واصفًا لمصراوي كيف أن عين السرو القابعة داخل محمية الصحراء البيضاء شمالي مدينة الفرافرة تظل جافة إلى أن تطأها قدم حي فتفيض بمياهها العذبة التي أوهبتها صحراء الوادي لتلك المنطقة. ويؤكد عطا الله بصفته أحد سكان الصحراء أن أي مصدر جوفي للمياه في العالم يضخ ذاتيًا ليل نهار حتى تجف مياهه بعد فترة ما بين 50 إلى 70 عامًا، ويضيف أن هذا على عكس الحال في عين السرو التي تضخ فقط إذا ما وصل إلى محيطها كائن حي ولو كان طائرًا هبط على أرضها ليستريح، فتخرج المياه وتغادر تدريجيًا إلى منبعها جوفًا حال مغادرته. من جانبه، تحدث الدكتور محمد جبريل، نائب مدير محمية الصحراء البيضاء عن هذه الظاهرة قائلاً: "العديد من الباحثين في مجال المياه والجيولوجيا زاروا هذه العين ولم يجدوا تفسيرًا علميًا لظاهرتها سوى أن باطن الأرض في هذه المنطقة يشبه قطعة الإسفنج؛ كلما ضغط عليها خرجت المياه المخزنة في باطنها تدريجيًا". وأضاف جبريل أن عين السرو أحد أهم المعالم السياحية في العالم، مشيرًا إلى كونها مطلبًا أساسيًا لزوار المنطقة الراغبين في رؤية السحر والغرابة على أرض الواقع في صحراء الوادي الجديد.