نظم نحو مائتي طالب بجامعة الفيوم مسيرة اليوم الأربعاء، إحياءً لذكرى 9 مارس، والتي يطلق عليها الطلاب "الاثنين الأسود"، إذ اقتحمت فيه قوات الشرطة الجامعة في نفس التوقيت من العام الماضي، وألقت القبض على 22 طالبًا، بالإضافة إلى أحد أعضاء هيئة التدريس بكلية الزراعة، مشيرين إلى أنه تم القبض عليهم بشكل عشوائي. وانطلقت المسيرة من أمام كلية الزراعة وجابت جامعة الفيوم مرورًا بالمكتبة المركزية والقبة، حتى انتهت أمام كلية الهندسة، ورفع الطلاب شعارات لافتات مدون عليها شعارات "مش هتكسرونا"، و"الطالب هو الحل"، مرددين هتافات ضد الأمن. ويتذكر أحمد خالد، طالب بكلية الهندسة، ما حدث العام الماضي، قائلًا إن يوم 9 مارس 2015 بدأ بمسيرة لعدد من الطلاب من أعضاء الوايت نايتس، للمطالبة بمحاكمة المتسببين في قتل عشرين شخصًا من أعضاء الوايت نايتس باستاد الدفاع الجوي. ويستكمل خالد: انطلقت مسيرة الوايت نايتس من أمام كلية العلوم وبدأوا بالتحرك ورفعوا لافتة تحمل مطالب بالقصاص، وكان هناك تزايد في العدد وكانت هذه أول مسيرة بالجامعة منذ فترة طويلة، وعندما وصلنا لكلية الهندسة كانت الرسالة قد أُزيلت والمسيرة انتهت وبدأنا نتفرق. ويضيف: فجأة رأيت حرس الجامعة الخاص يسرعون ناحيتنا وألقوا القبض على عدد من الطلاب بشكل عشوائي، مشيرًا إلى أنهم لم يتوقفوا عن إطلاق الغاز، واحتجزوا عددًا من الطالبات في مبنى كلية الآثار القديم، بالإضافة إلى حدوث حالات إغماء كثيرة جدًا لأن الضرب ظل أكثر من ساعتين متواصلتين. ويقول إيهاب أحمد، طالب بكلية الآداب: "اليوم ده يوم تاريخي لا يمكن يتنسي"، رغم أني لم أكن مشترك في المظاهرة، لكن رأيت في هذا اليوم الاستبداد وصل لدرجة دخول الجامعة بالمدرعات والضرب بالخرطوش، والقبض العشوائي. ويضيف أحمد: كنت حينها في ندوة بكلية الخدمة الإجتماعية وعندما سمعت صوت إطلاق الغاز خرجت مسرعًا، فوجدت المدرعات تملأ الحرم الجامعي والشرطة تسحل الطلاب وتقتادهم للمدرعات مع الإهانات والضرب. وتقول إسراء محفوظ: "كنت في مبنى هندسة وخرجت مسرعة على صوت الخرطوش وقنابل الغاز، وتفاجأت بالمنظر، وبعد نزولي للحرم الجامعي طاردتني مدرعة دون سبب، وحدث لي اختناق من رائحة الغاز، المباني كانت مغلقة حتى قابلت أحد الأساتذة والذي فتح باب مبنى صناعات في كلية الزراعة واختبأت داخله حتى هدأ الوضع بعض الشيء". وتكمل إسراء: "بعدها ذهبت إلى كلية الخدمة الاجتماعية بمعجزة وهناك تقابلت مع صديقتي وفجأة أصبحت الجامعة ثكنة عسكرية وكملنا معًا إلى كلية العلوم ورأينا مدرعة تطارد طالبتين، ورأيت لحظتها مشهدًا لم أنساه: حيث هتف عدد من الطلاب ضد الداخلية كي يشغلوا قوات الشرطة وتستطيع الطالبتين الهروب، بينما كان أحد الضباط يطلق عليهم قنابل الغاز".