ظلام تام منذ غروب الشمس، وأكوام متراكمة من القمامة على جوانبه، وملعب خال حتى من التجهيزات البدائية، ومكتبة خاوية إلا من 7 كتب "يتيمة"، هذا هو حال مركز شباب قرية "هريت" بمركز إطسا بالفيوم، والذي وصل به الوضع إلى سرقة زجاج الشبابيك وخلع سيراميك السلالم الخاصة به لعدم وجود حراسة. يقول رمضان عشري، طالب جامعي، إن المركز ليس به أي أنشطة بسبب سوء حالته وضعف الإمكانيات الموجودة، فالملعب بدون نجيلة ولا يوجد صالات رياضية ولا مكتبة، ونضطر للذهاب لملاعب خاصة لممارسة نشاطنا الرياضي، مقابل 70 جنيها في الساعة الواحدة. ويضيف، أحمد بدر محمد، موظف "ماذا سيعود علينا من مركز شباب لا يوجد به صالة للكمبيوتر، ولا ملعب، ولا مكتبة، كل حقوقنا مهضومة، فلا أحد يهتم باكتشاف مواهب شباب القرية الرياضية أو الثقافية ولا تطويرها"، مشيرا إلى أنهم تقدموا بأكثر من شكوى للمسؤولين دون أي استجابة. ويشير حمادة محمود، خريج جامعي، إلى أنه قام هو وأصدقاؤه بإزالة المخلفات والقمامة من محيط المركز أكثر من مرة، لكن عدم وجود سور يحيط بالمركز يؤدي إلى تجدد المشكلة، إضافة إلى عدم وجود كهرباء ولا ملعب مجهز. وتضيف فاطمة شعبان، طالبة "ليس هناك نشاط ثقافي بالنادي فالمكتبة خالية من الكتب، وليس هناك أي فعاليات ثقافية، ونضطر للذهاب إلى المكتبات العامة بإطسا أو بمدينة الفيوم، فلا أحد من المسؤولين يهتم بنا أو بمشكلات القرية". بينما يقول السيد محمود، مدير مركز شباب هريت، إن المركز تحول لمقلب قمامة لعدم وجود سور له، فبعض الأهالي ينتظرون موعد انصراف الموظفين ويقومون بإلقاء المخلفات بجانب المركز، كما أنه لا يوجد كهرباء ونضطر لإغلاقه قبل الخامسة مساء، وليس لدينا ميزانية لإنشاء السور ولا لأي أعمال تجديد بالمركز فالميزانية لا تتجاوز 2000 جنيه شهريا، وهذا مبلغ لا يكف حتى لضيافة الزائرين. ويضيف محمود "غرفة الحاسب الألي لا يوجد بها أي أجهزة، وهي الآن مخصصة لمشروع الفصل الواحد، كما أن المكتبة تحتوي على 7 كتب فقط بنسخ مكررة لكل كتاب، وهذا من أهم الأسباب التي تمنع الشباب من التردد علي المركز". ويشير محمود، إلى أن المركز يتعرض للسرقة باستمرار لعدم وجود حراسة ليلا، فقد سرق زجاج الشبابيك، وحتى سيراميك سلالم المركز تم خلعها، مستطردا "تقدمنا بعدة شكاوى للمسؤولين لكن دون جدوى". من جانبه، يقول منير مهدي، وكيل وزارة الشباب والرياضة، إنه سيتم العمل في التجديدات الخاصة بالمركز في خلال 15 يوما، وبناء سور للمركز، وبالنسبة لمشكلة الكهرباء فسيتم حلها في مطلع شهر أبريل لعدم وجود ميزانية كافية، كما سيتم البدء في مشروع تنجيل عدة ملاعب بعدد من مراكز الشباب من بينها هريت.