سادت حالة من الحزن والغضب بين أهالي مركز المطرية، بمحافظة الدقهلية، بعد سماعهم نبأ غرق مركب "زينة البحرين" على الحدود السودانية، التي كان على متنها 14 صيادا، منهم اثنين من مدينة المطرية، و12 آخرين من عزبة البرج بدمياط. وقال طارق السويركي، أحد الصيادين بالمطرية، شاهدعيان على تعطل المركب بالبحر عند منطقة ترانيس بالبحر الأحمر، إنه أثناء عودته من رحلة صيد تقابل مع المركب "زينة البحرين" بعدما تعرض لعطل مفاجئ، وقام علي العفيفي، ريس المركب، بإلقاء الهلب في البحر، ومحاوله تثبيته بالشعب المرجانية، لكن شدة الرياح والأمواج العالية لم تمكنهم من الثبات، وارتطم المركب في الشعب المرجانية، ما أدى إلى انقلابه في البحر. وأضاف شقيق أشرف الشتيوى، صياد مفقود نتيجة غرق المركب، أن "شقيقي مفقود في البحر وماعندناش أي معلومات عنه، ومش عارفين هو عايش ولا خلاص مات، وهو العائل الوحيد لزوجته و 4 من أولاده أكبرهم في 2 ثانوي، ولحد دلوقتي مافيش حد من المسؤولين في الدقهلية عبرنا بأي حاجة". بينما قالت أماني محمد أحمد، 42 عاما، زوجة الشتيوى، إن زوجها أول مرة يخرج في رحلة صيد هذا الموسم، وخرج منذ ثلاثة أسابيع وقال لي "ادعيلي إن ربنا يرجعني بالسلامة" مضيفة "بقالنا أربع أيام من ساعة ما عرفنا إن المركب اللي كان عليها غرقت، ومش عارفين حاجة عنه ولا عارفين هيطلع من البحر ولا لا". وتقول هبة الشتيوى، الأبنة الأكبر للصياد المفقود "مش عارفة أعطي لنفسي فرصة إن أفرح أن أبويا ممكن يكون مفقود ويطلع عايش، ولا أسلم أمري لله واعتبره مات؟ وهو ده الواقع والحقيقي، إحنا أربعة أولاد له وماما، ومافيش في بيتنا فلوس خالص، هو كان العائل الوحيد لينا، مافيش حد عايز يعبرنا ولا يطمنا من المسؤولين ولا يقول لنا هم بيبحثوا في البحر عنه ولا لا". وطالبت هبة المسؤولين بسرعة التدخل والبحث عن أبيها، وإنقاذه إذا كان لا زال يتنفس، مشيرة إلى أن بحيرة المنزلة "طول ما هي بتطرد الصيادين خارجها عشان البلطجة والقرف اللي هما بيشوفوه، طول ما الصيادين دي هاتفضل تموت وتغرق في البحر الأحمر والسودان، وكمان ممكن يتقبض عليهم زي ما البحارة بتوع مركب بدر الإسلام اتقبض عليهم في السودان العام الماضي". جولة بالمطرية وتنتقل "ولاد البلد" داخل منزل صياد آخر هو رضا الهتيمي، ابن مدينة المطرية، الذي كان في مركب "زينة البحرين" للتأكد من حقيقة أمره، حيث استقبلتنا أسرته بدموع تمتزج بالحزن على فقد عائل الأسرة الوحيد. تقول زوجة "الهتيمي" تلقيت اتصالا هاتفيا من زوجي بعد نبأ غرق المركب بيومين، يفيد بأنه على قيد الحياه، وأنه روى لي تفاصيل غرق المركب بالبحر، قائلا "المركب اتعطلت فى البحر ورمينا الهلب عشان يمسك في الشعب المرجانبية بس الهلب اتقطع، والماتور تعطل ما جعل المركب تتحرك عشوائيا لتنقلب في النهاية، وبعدها تمكنت أنا وصياد من دمياط من السباحة لمسافة 7 كيلو مترات قرب الشواطىء السودانية، حتى وجدنا مركب صيد سوداني صغير استطاع انتشالنا ونقلونا إلى المستشفى لتلقى العلاج. وتضيف مي الهتيمي، 14 عاما، الابنة الكبرى للصياد الناجي "نفسي الرئيس السيسي يحل لبابا مشكلة بحيرة المنزلة، عشان بابا ميسافرش البحر الأحمر تاني، أنا خايفة عليه أوي، ومش عايزاه يتأخر في السودان زي الصيادين اللي كانوا على مركب بدر الإسلام العام الماضي، واتحبسوا في السودان، عايزة الرئيس السيسي يتصرف، الصيادين اللى اتحبسوا فى السودان فضلوا محبوسين 3 شهور بيتعذبوا في السجن وماحدش سائل فيهم، ياريت السفير المصري يعمل أي حاجة عشان يرجع بابا واللي معاه وميتأخروش هناك، لأنه هو العائل الوحيد لنا واللي بيصرف علينا".