بدأت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني مؤخرا ورشة عمل لتطوير مناهج مادتي العلوم والرياضيات، بغرض مواكبة الاتجاهات العالمية في تدريس هاتين المادتين، من حيث المحتوى وطرق التدريس والتقويم. "ولاد البلد" التقت بعدد من معلمي وموجهي الرياضيات والعلوم بالفيوم لرصد آرائهم حول هذه الخطوة. غياب الآليات يقول أحمد عويس، مدرس علوم، إن التطوير في الفترة الأخيرة لا يعتبر تطويرا بالمعنى المطلوب، ولكنه إضافة معلومات على المنهج الحالي فقط، كما أن مادة العلوم بها العديد من المشكلات، وأهمها مشكلة تكرار المعلومات بصفة مستمرة، على سبيل المثال منهج الصف الثاني الإعدادي عبارة عن نسخة من منهج الصف الأول الإعدادي مع إضافة بعض الزيادات عليه. ويضيف عويس أن مادتي العلوم والرياضيات من المواد الحيوية التي تحتاج لتطوير مستمر لأنها تعمل على توسيع النشاط الذهني للتلاميذ وتساعدهم في المراحل المتقدمة من الثانوية والجامعة وتعمل على إظهار المهارات الإبداعية للطالب. ويتسائل المعلم عن آليات تنفيذ التطوير الشامل الذي تبنته الوزارة؟ وكيف سيكون هناك تطوير في المناهج بينما لا جديد في طرق التدريس وتدريب المدرسين على طريقة شرح هذه المناهج؟ مشيرا إلى أن المدرس حتى الآن يعمل بالطريقة التقليدية التي تعتمد على الحفظ والتلقين. تطوير دون أثر ويضيف محمد الجبلاوي، مدرس رياضيات، أن تطوير المناهج مستمر على مدار السنوات الماضية، وحتى الآن، ولكن المحور الرئيسي في نجاح هذا التطوير هو إعداد طالب يستوعب هذا التطوير من السنوات الأولى بالتعليم الأساسي، والذي ينتج طلاب لا يجيدون حتى القراءة والكتابة. وتابع الجبلاوي أن اختيار مادتي العلوم والرياضيات يأتيان لأهميتهما في بناء عقل التلميذ في المراحل الأولى من دراسته، حيث لوحظ في الفترة الأخيرة أن طلاب الثانوية العامة يقبلون على القسم الأدبي أكثر من العلمي بسبب المناهج الموضوعة حاليا، التي تجعل الطالب ينفر من المنهج العلمي ويخشى دراسته. خطط مبهمة ويشير طارق سيد، مدرس فيزياء، إلى أن المناقشة المجتمعية أفرزت ضرورة تطوير مناهج التعليم في المراحل الدراسية الثلاثة " الإبتدائية والإعدادية والثانوية "، لكننا ما زلنا محكومين بالقرارات الغير خاضعة للمناقشة فالقرار الرئيسي بتطوير المواد جاء عام ولكن الخطة الداخلية مبهمة حتى الآن ولا أحد يعلم عنها شيء، متسائلا هل سينتج التطوير منظومة صحيحة تعمل على تشكيل عقل واعي؟ ويرى سيد أن أي تطوير حدث في الفترة الأخيرة يهدف إلى التغيير، ولكن هذه المرة سيكون تغييرا في المحتوى بالكامل وأيضا تغيير في المواد، ولكن القضية الرئيسية هي تغيير طرق التدريس وتأهيل المعلمين لكي نستطيع الانتقال من مرحلة العقل المتلقي إلى العقل الناقد الذي سيكون له الأثر في تغيير كل منظومات الدولة وسيعمل على رقيها دائما. ويوضح سيد أن مادتي العلوم والرياضيات من المواد التي تحتاج إلى تطوير فعلي بسبب أهميتها في تشكيل عقل الطالب، ولكن نطمح أن يتم توفير آليات التنفيذ التي توفر للمدرس والطالب بيئة صالحة للدراسة. بدون فائدة ويقول حسن أحمد، موجه رياضيات، رئيس نقابة المعلمين المستقلة، إن التطوير الذي تتبناه الوزارة سيكون كعادة أي تطوير بدون استفادة حقيقية للعملية التعليمية، مشيرًا إلى أنه لابد من وضع مناهج بعيدة عن الحفظ والتلقين، موضحا أن طريقة التدريس هي التي تحدد التطوير من عدمه. ويرى أحمد أن منظومة التعليم كلها تحتاج إلى تطوير وتحتاج إلى عقل مفكر لدراسة جوانب المسألة كاملة، فعند التفكير في تطوير المرحلة الإبتدائية لابد من معرفة ما تطلبه هذه المرحلة وما هو الهدف منها وهكذا في بقية المراحل، حتى تكون العملية التعليمية متكاملة. وضع خطة محكمة ويقول عادل رمضان، موجه عام الرياضيات، أن التطوير مطلوب دائما لكن لابد من وضع خطة محكمة لأن المادتين في تطوير دائما وما يتم تدريسه الآن قد مر عليه أكثر من ربع قرن وهو ما يعد عصر كامل من التطوير التكنولوجي. ويضيف رمضان، التعلم النشط يقدم الكثير لتغيير طرق التدريس وعدم الاعتماد على الحفظ والتلقين، والاعتماد على التفاعل بين الطالب والمعلم، ولكن للأسف ضعف الإمكانيات المادية والبشرية تحول دون تنفيذ ذلك.