التوحد هو اضطراب النمو العصبي، الذي يتصف بضعف التفاعل الاجتماعي، وضعف التواصل اللفظي وغير اللفظي، ويتم تصنيفه ضمن اضطرابات التحلل النمائي. وقد تظهر الأعراض قبل سن 36 شهرًا، ولكن لا يتم تشخيص اضطراب التوحد قبل سن 5 سنوات، وفي بعض الحالات قبل البلوغ أو حتى الكبر. ويوضح الدكتور محمد عبداللطيف، متخصص في علم النفس الإكلينكي، العلامات التي يمكن أن تشير إلى إصابة باضطراب التوحد هي: أنماط سلوك متكررة مثل: ترفرف اليدين، أو دوران الرأس، أو اهتزاز الجسم. سلوك قهري: المتبع في الالتزام بالقواعد، مثل ترتيب الأشياء على هيئة أكوام أو صفوف. التماثل: مقاومة التغيير، على سبيل المثال الإصرار على ألا ينقل الأثاث من مكانه. السلوك الشعائري: يمثل نمطًا غير متغير من الأنشطة اليومية، مثل وجود قائمة ثابتة، أو وجود أحد الطقوس في خلع الملابس. تأخر في الكلام في بعض الحالات ولكن ليس في كل الحالات، والتجنب الاجتماعي للكبار والأطفال معًا. نقص الانتباه المشترك، تواصل بصري غير طبيعي. قد يصف الآخرون الطفل بصفات منها بأنه غير اجتماعي، منعزل، شقي، أو متمحور حول ذاته أو غريب الأطوار، أو منعزل اجتماعيا، أو قلق ومكتئب. وكذلك صعوبات على مدى حياتهم خصوصًا في العلاقات الاجتماعية، أو في العمل. ويضيف عبداللطيف إن للعلاج ثلاثة أقسام، هي العلاج السلوكي وعلاجات أمراض النطق واللغة، والعلاج التربوي – التعليمي، والعلاج الدوائي. أما عن دور الأسرة فيقول إن التشخيص المبكر قد يحسن من علاج وتطور الاضطراب عند بعض الحالات، ولذلك حاول البحث عن طبيعة وتوقيت المشكلات الأولى، كما أن الملاحظة الدقيقة والمستمرة لسلوك الطفل قد يساعد الاختصاصيين أثناء زيارتهم، كما أن تقبل أعضاء الأسرة له قد يفيدهم في سرعة وتحسن الحالة. وفي كتاب التوحد ل الدكتورة جيهان مصطفى، تقول إن كلمة أوتيزم autism أو "توحد"أو"ذاتوية " تنقسم الى شقين autos بمعنى النفس، ism بمعنى الحالة غير السوية، وهذا يعنى أن مرضى التوحد لديهم نفس غير سوية، والصورة التي تصنف هذا الطفل هي صورة لطفل جميل لا يبدو على مظهره الخارجي أى شيء غير طبيعي، هو مسجون في قفص زجاجي يمنعه من التواصل مع العالم الخارجي. وتضيف أن من ضمن الإعراض أن يعاني أطفال التوحد من وجود خلل في ثلاث من الوظائف العقلية المهم وهى تشمل: الضعف أو القصور في التواصل الاجتماعي، وعدم القدرة على التواصل اللغوي مثل الكلام والإشارة، وغير اللغوي مثل القدرة على فهم تعبيرات وجود الآخرين. وتذكر أنه حتى الآن لا يوجد علاج دوائي يشفي من هذا المرض تماما، والغرض من الطرق العلاجية المتاحة حاليًا هو التقليل من شدة أعراضه قدر المستطاع ومحاولة دمج الطفل مع المجتمع الخارجي. ويعتمد العلاج في الوقت الحالي على العلاج النفسي وتنمية القدرات اللغوية عند الطفل عن طريق التخاطب.