بالصور - فيلا أجيون في الإسكندرية..''هنا يهدم التاريخ'' - تقرير

أكوام من التراب والحجارة هى كل ما تبقى من فيلا "أجيون" التى صممها المعماري الفرنسي أوجوست بيريه، أحد أهم وأشهر معماري العالم، في حي وابور المياه وسط الإسكندرية.
دقائق معدودة مرت على سكان الحي الراقي بالمدينة الساحلية، أمس الاثنين، اختلطت فيها العواصف الترابية المصاحبة لنوة"الغطاس" مع تلك الناجمة عن هدم ما تبقى من فيلا"أجيون" ذات الطابع المعماري المميز.
ونجحت معاول الهدم في محو جزء هام من تاريخ وتراث مدينة الإسكندر، بعد حصول مالكيها الجديد على حكم قضائى بالهدم، لم يفلح معه هذه المرة استغاثات وصرخات المهتمين بالتراث فى إيقافها أو التدخل لمنعها.
"طارق مهدي"
فصول الكارثة بدأت منذ نحو عامين تقريبا، عندما استيقظ سكان وابور المياه على أصوات لوادر وكراكات تقوم بهدم الفيلا، وسرعان ما تعالت الاستغاثات لإنقاذ ما تبقى من المبنى ومحاسبة المتورطين فى هدمه، ونجحت تلك الحملة فى تحقيق الهدف المنشود.
وبزيارة اللواء طارق مهدى، محافظ الإسكندرية وقتها، لموقع الفيلا، مقررا إيقاف أعمال الهدم وتشكيل لجنة من الخبراء لتحديد العقارات الأثرية بالمدينة وعرض التصور الشامل لها، تجددت الآمال فى إنقاذ الفيلا من أيدى مقاولين يريدون تحويلها لبرج سكنى شاهق الإرتفاع لا شكل لها ولا تاريخ.
وبمرور الوقت ونجاح ملاك الفيلا العريقة فى الحصول على حكم قضائى بهدمها، لحقت فيلا" أجيون" ذات القيمة التراثية التى لا تعوَّض بإعتبارها جزءا رئيسيا من شخصية المدينة وذاكرتها، بمصير مبانى أخرى لا تقل قيمة عنها ضمن حملة التشويه"الممنهج" التى طالت جميع شوارع وأحياء عروس البحر المتوسط.
"لا مسئولية للمحافظة"
وبالرجوع إلى على مرسي، رئيس حي وسط الإسكندرية، قال إن أعمال هدم فيلا"أجيون" أو ما تعرف بقصر زينب هانم الوكيل، تمت بناء على حكم قضائي صادر لصالح ملاك الفيلا الجدد.
وأضاف رئيس الحي، في تصريحات له، إن الحكم صدر عقب خروج الفيلا من قائمة التراث نظرا لحالة السيئة وما يمثله من خطورة، مؤكدا أن كافة إجراءات الهدم تمت وفقا للقانون ولا توجد أي مسئولية على الحي أو المحافظة.
وبدوره، أكد المهندس محمد أبو الخير،عضو مبادرة"إنقذوا الإسكندرية"- المهتمة بالمبانى التراثية بالثغر- ما ذكره رئيس حى وسط ،قائلا:" بالفعل تم حذف الفيلا ونحو 27 مبنى آخر ذات قيمة تراثية وتاريخية من قائمة المبانى التراثية بمدينة الإسكندرية ".
وأضاف "أبو الخير" ل"مصراوى" أن بعض تلك المبانى تم هدمه بالفعل والبعض الآخر في الطريق للهدم ،لافتا إلى أن هذه المنشآت والمبان ذات قيمة تراثية لا تعوَّض مثل فيلا أجيون.
"قانون حماية الآثار"
أما محمد متولى، مدير عام آثار إسكندرية والساحل الشمالي، فأوضح أن فيلا أجيون غير مسجلة في عداد الآثار الإسلامية والقبطية بالإسكندرية، لافتا إلى أنها لا تخضع لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983م وتعديلاته.
يشار إلى أن "أوجست بيريه" الذى صمم "فيلا أجيون" يعد أحد أهم معماريي القرن العشرين على مستوى العالم ورائد استخدام الخرسانة المسلحة في إنشاء المباني، ونظم المجلس الإقتصادي الإجتماعي البيئي بفرنسا فى نوفمبر 2013 معرضا عالميا للاحتفاء بأعماله.