قالت منظمة العفو الدولية إن النساء والفتيات اللاجئيات تواجهن العنف والاعتداءات والتحرشات الجنسية والاستغلال في كل مرحلة من مراحل هروبهن إلى أوروبا. وأضافت المنظمة في تقرير لها الاثنين أنهن أيضا يتعرضن لتلك الممارسات في أوروبا. واستقبلت أوروبا أكثر من مليون لاجئ ومهاجر عبر البر والبحر خلال 2015، وفقا لمنظمة الهجرة الدولية، في أكبر عملية هجرة تشهدها القارة العجوز من الحرب العالمية الثانية. ومعظم اللاجئين والمهاجرين من دول الشرق الأوسط وأفريقيا وأفغانستان، الذين فروا من الحروب والنزاعات التي تمزق بلادهم. وأجرت المنظمة، ومقرها لندن، 40 مقابلة مع امرأة وفتاة في شمال أوروبا خلال ديسمبر الماضي، سافرن من تركيا إلى اليونان ثم عبر البلقان. وقالت إن كافة النسوة وصفن شعورهن بالتهديد وعدم الامان خلال الرحلة. وأفادت كثيرات منهن بأنهن تعرضن في معظم البلدان التي مررن بها لاعتداءات جسدية واستغلال مالي واجبرن على ممارسة الجنيس من قبل المهربين وموظفي الأمن ولاجئين اخرين. وقالت تيرانا حسن، مديرة الاستجابة للازمات في العفو الدولية: "بعد العيش في فظائع الحرب في العراقسوريا، هؤلاء النسوة خاطرن بكل شيء لإيجاد السلامة لهن ولأطفالهن. لكن الحظة التي بدأن هذه الرحلة، تعرضن مرة أخرى للعنف والاستغلال، مع القليل من الدعم أو الحماية". وأوضحت المنظمة أن النسوة والفتيات اللائي سافرن وحدهن وهؤلاء اللائي صحبن أطفالهن شعرن على وجه خاص بالتهديد في مناطق الانتظار والمخيمات في المجر وكرواتيا واليونان، حيث أجبرن على النوم إلى جانب مئات اللاجئين الرجال. على سبيل المثال غادرت النسوة الأماكن المخصصة للنوم في أماكن مفتوحة على الشاطئ لأنهم شعرن بعدم الامان هناك. ووفقا للمنظمة، أفادت النساء أيضا بأنهن استخدمن نفس دورات المياه وأماكن الاستحمام التي يستخدمها الرجال. وقالت احدى اللاجئات للعفو الدولية إنه في مركز استقبال في ألمانيا بعض اللاجئين الرجال يشاهدون النسوة وهن ذاهبات لدورات المياه. وبعض النسوة يتخذن اجراءات مشددة مثل عدم الأكل والشرب تجنبا للذهاب إلى دورات المياه حيث يشعرن بعدم الامان. وقالت تيرانا حسن "إذا تكشفت هذه الأزمة الإنسانية في أي مكان اخر في العالم نتوقع أن تتخذ خطوات عملية فورية لحماية الجماعة الأكثر عرضة للخطر، مثل النسوة اللائي تسافرن وحدهن والعائلات التي تقودها نساء. على أقل تقدير، هذا يتضمن إقامة دروات مياه وأماكن نوم منفصلة للنساء. هؤلاء النسوة وأطفالهن فررن من أخطر المناطق في العالم ومن المخجل أنهن لا زلن في خطر على الأراضي الأوروبية". وتابعت "في الوقت الذي بدأت فيه الحكومات وهؤلاء الذين يوفرون الخدمات للاجئين، يضعون تدابير لمساعدة اللاجئين، فيجب أن يسرعوا من لعبتهم. هناك حاجة للمزيد من الخطوات لضمان تحديد اللاجئات وخاصة هؤلاء اللائي يتعرضن للخطر، ووضع عمليات وخدمات خاصة لضمان حماية حقوقهن الأساسية وسلامتهن وامنهن". وقالت المنظمة إن باحثيها تحدثوا مع نساء حوامل وصفن نقص الغذاء والرعاية الطبية الأساسية فضلا عن قهرهم على الحدود ونقاط الانتظار خلال الرحلة. وأوضحت امرأة سورية حامل وكانت ترضع ابنتها الصغيرة عندما بدأت الرحلة مع زوجها، أنها كانت مرعوبة من النوم في المخيمات في اليونان لعلمها أنها محاطة بالرجال. ووصفت كيف قضت عدة أيام دون أكل. وقالت عشرات النسوة إنهن تعرضن للمس والغمز واللمز في مخيمات الانتظار الأوروبية. وقالت امرأة عراقية عمرها 22 سنة لمنظمة العفو الدولية إنها عندما كانت في ألمانيا عرض عليها رجل بزي حارس أمن بعض الملابس في مقابل "قضاء بعض الوقت وحدها" معه. وقالت تيرانا حسن "لا أحد عليه وضع هذه الطرق الخطرة في المقام الأول. أفضل سبيل لتجنب سوء المعاملة والاستغلال من قبل المهربين هو أن تسمح الحكومات الأوروبية بطرق امنه وقانونية من البداية. ولهؤلاء اللائي ليس أمامهن اختيار اخر، فمن غير المقبول مطلقا أن يعرضهم مرورهم عبر أوروبا لمزيد من الإذلال، والريبة وانعدام الأمن".