اعتادت النساء في الصعيد التهادي ب"السرسوب"، وهو اللبن الذي يفرزه الجاموس، عقب ولادته مباشرة. التهادي ب"السرسوب" يأتي ضمن صلة الأرحام، وفرحًا بولادة الحيوان "عشان الجاموسة قامت بالسلامة". أم محمود، ربة منزل، تقول بعد ولادة الجاموسة مباشرة، نأخذ منها كمية من اللبن ونضعه في إناء مع كمية من الملح، ونضعه على النار حتى يجمد نسبيًا، ثم تقطع إلى مربعات، لنوزعه على الأحبة والجيران والأقارب. تقول عايدة علي، وكيل مدرسة الزراعة بنجع حمادي، إن السرسوب هو اللبن الذي ينزل من الحيوان مباشرة، ويحتوي على كمية كبيرة من الفيتامينات والمضادات الحيوية التي تحمي جسم الرضيع ، كما يحتوي على كمية كبيرة من المواد الغذائية، كما أن كميات اللبن التي ينتجها الحيوان عقب الولادة تكون كبيرة نسبيًا، وتتميز بطعمها الحامض. الدكتور أحمد حمدان، طبيب بيطري، يقول إن كمية اللبن التي تؤخذ من الحيوان عقب الولادة، لا تؤثر على المولود كما يرى بعض الناس، موضحًا أن لبن "السرسوب" يفرزه الحيوان عقب الولادة لمدة 7 أيام متواصلة، وأن الرضيع يتأثر بشكل كبير في حالة عدم قدرته على الرضاعة أو وفاة الأم فقط. ويضيف أن لبن "السرسوب" مغذي ويحتوي على كميات كبيرة من الفيتامينات والبروتينات المغذية للرضيع، تساعده على بناء مكوناته الجسدية بشكل جيد. بينما يقول الدكتور بدوي المعاون، مدير الإدارة الصحية بنجع حمادي، إن "السرسوب" يحتوي على كمية كبيرة من البروتينات والدهون التي تزود المناعة داخل جسم الإنسان، وله قيمة غذائية عالية، كما يقوي مناعة الجسم ضد الأمراض.