محمد الباريسي: تعد الوادي الجديد أكبر محافظات الجمهورية إنتاجًا وتصنيعًا لمحصول البلح، إذ تمتلك المحافظة حوالي مليون و650 نخلة -حسب الإحصاءات الأخيرة للقطاع الزراعي بالمحافظة- فضلاً عن وجود أكثر من 26 مصنعًا للتمور ما بين عام وخاص وذلك في مجال التصنيع والتغليف على مستوى مراكز الواحات الخمسة. لكن زراعة النخيل بالمحافظة محاطة بالعديد من المخاطر لانتشار سوسة النخيل (إيدز النخيل) الذى يقضى على الشجرة بالكامل فور إصابتها، وتنتقل الإصابة للأشجار والزراعات المحطية في وقت سريع، ما يهدد الاقتصاد المصري في جانب مهم منه معني بإنتاج التمور. وإيدز النخيل تسببه حشرة تنتمي إلى الخنافس، تهاجم النخيل خلال شهري يناير وفبراير من كل عام، خاصة ما يقل عمره عن 20 سنة، إذ تصيب جذع النخلة الذي يكون غضًا وسهل الاختراق، وتقضي على نمو النخلة من الداخل ما يصعب معه العلاج ولا يواجه إلا بالاقتلاع والإحراق. أحمد أبوزيد وهو أحد مزارعي الوادي الجديد، يؤكد أن سوسة النخيل بدأت في الانتشار منذ أكثر من عشر سنوات بالواحات، وهي أشهر وأخطر آفات النخيل في إفريقيا وآسيا لزيادة معدل تكاثرها وتواجدها في بيئة نموذجية للتطور والنمو، وقدرتها على الطيران. فيما يرى محمد عمر طليب، إعلامي متخصص بالبرامج الزراعية في إذاعة الوادي الجديد أن المشكلة في مرض إيدز النخيل صعوبة اكتشاف الحشرة في أطوارها الأولى، مضيفًا: "يتم اكتشاف المرض بعد أن تكون الحشرة أنهت بشكل كبير الحياة داخل النخلة". ويؤكد طليب أن المطلوب خلال الفترة الحالية ليس تكثيف الندوات الإرشادية من قطاع الزراعة فقط بل تدريب المزارعين على طرق اكتشاف المرض في مراحل مبكرة. وكان مركز النيل للإعلام بالوادى الجديد، نظم الاثنين الماضي بالتعاون مع مديرية الزراعة ومركز البحوث الزراعية ورشة عمل لمواجهة سوسة النخيل وتوعية المزارعين بطرق الاكتشاف المبكر لها، أجريت خلالها زيارة ميدانية إلى أحد حقول النخيل بقرية الشركة 8 شمال مدينة الخارجة. وأكد منصور آدم سعيد، مدير مركز النيل للاعلام بالوادي الجديد أن الورشة شارك بها عدد من قيادات القطاع الزراعي والمزارعين بزمام منطقة قرى الشركة والمناطق المجاورة ومجموعة المهندسين والمرشدين الزراعيين. من جانبه أكد الدكتور محسن عبد الوهاب، مدير مديرية الزراعة بالوادي الجديد، أن المديرية تسملت خلال الشهرين الماضيين 5 أجهزة للكشف المبكر عن الحشرة من القوات المسلحة، تم توزيعها على الإدارات الزراعية الخمسة لمساعدة فرق الفحص الدوري في اكتشاف الإصابة في مرحلة مبكرة. جدير بالذكر أن سوسة النخيل ظهرت أول مرة في المنطقة الغربية في العام 2005 بمنطقة بئر البلد ودير البلد بالفرافرة، ثم اكتشفت للمرة الثانية في العام 2008 بمركز الخارجة وبالأخص منطقة طريخة، والخارجة 1، ومنطقة نخيل عين أبوصالح، وهذه المناطق تعد البؤر الأساسية التي تظهر بها سوسة النخيل.