"كان معايا 360 جنية هكمل بيهم الشهر أنا وأمي وزوجتي وأولادي الأربعة، دفعت منهم 340 جنية كهربا يبقى هكمل الشهر بعشرين جنيه"، هكذا يستهل السيد محمد السيد وشهرته السيد الزير "40 عامًا نقاش" مقيم بمدينة بني عبيد التابعة لمحافظة الدقهلية، حديثه والذي أعلن إضرابه عن الطعام وعرض أحد أبنائه للبيع، وذلك بعد ضيق الحال به ودخوله في ظروفه معيشية صعبة، على حد وصفه. يقول الزير إنه كان يعمل نقاشًا، وسقط من أعلى سقالة، وأصبح طريح الفراش، مما أدى إلى خروج زوجته للعمل، بعدما كان مسؤولًا عن أسرة مكونة من 7 أفراد، زوجته ووالدته وأولاده، وهدد بحرق نفسه أمام مجلس المدينة ومستشفى بني عبيد المركزي حتى يكون عبرة للآخرين، وحتى يعلم الجميع أنه حرق نفسه بسبب عدم قدرته على توفير لقمة عيش لأبنائه على حد قوله. ويضيف الزير والعرق يتصبب من جبينه، محاولًا التقاط أنفاسه، إذ دخل في يومه الثاني من الإضراب عن الطعام، "أنا كدا كدا ميت أنا هوفر لقمة عيشي لعيالي وأموت، أنا كنت بستغرب أما بسمع إن حد انتحر، أو قتل عياله أو مراته عشان لقمة العيش، أما دلوقتي أنا مش مستغرب، أنا حاسس بالناس كلها، وعرفت مدى الظلم الذي عانوا منه، وأنا متأكد إن ربنا هيسامحني ولن يحاسبني على الانتحار، لأني لو مت ذنبي سيكون في رقاب المسؤولين، انا أموت من أجل أن يحيا أطفالي وتستطيع زوجتي أن تنفق على 6 أفراد بدلًا من 7". يتوقف عن الكلام وينظر إلى منزله، وإلى الأثاث المحيط به، "لحاف سرير" من القطن، معلقًا على شباك أعلى السرير، ينظر إليه قائلا "لم أستطع شراء زجاج للشباك بدلا من القديم الذي تكسر، وقمت بسد الشباك باللحاف من أجل منع الهواء البارد من الدخول، متابعًا "أصلًا السرير كمان بايظ ومصلحه بخشبة من هنا وهناك ولم يعد لي أمل سوى أولادي حتى لو سأبيعهم". ويتساءل الزير: "يرضي من ما أمر به من ظروف صعبة، زوجتي هي التي تنفق علي، تخرج مع الفلاحين نهارًا للعمل في الحقول، بيومية 20 جنيه، ولو في يوم ربنا كرمنا أوي بنجيب ربع كيلو لحمة، لينا إحنا السبعة نعمل عليه شوربة، واكتشفنا إنها مريضة هي كمان، وعندها خلع في الفخذ الأيمن ولا نملك مالا لعلاجها ولما ذهبنا لمستشفى لعلاجها استلفنا ثمن المواصلات". ويهدد الزير بحرق نفسه أمام مجلس بني عبيد، قائلًا "أنتحر أنا وعيالي، وأبقى عبرة للناس ولرئيس الجمهورية، والناس تعرف إني موت نفسي عشان مش لاقي أكل.. أنا طالب إني أشتغل في اي حاجة بس أعيش عيشة كريمة أنا وعيالي، انا قدام عيالي صفر مكتوف الأيدي لا أستطيع أن أنفق عليهم، أنا أب فاشل لابد أن أموت".