"هرموبولس .. التراث من أجل التنمية" .. قرية بعيدة عن أعين المسئولين قبل السائلين .. تقع أقصي جنوب غرب محافظة المنيا، شيدتها طبيبة في العقد السابع من عمرها ب"مجهود فردي"، من أجل عشقها للتراث المصري في كافة عصوره.. لازالت الطبيبة تتمني أن تعاونها الدولة في رسالتها لربط التراث بالثقافة والفن وجعل المنطقة القريبة من الآثار الفرعونية بتونة الجبل رائدة للتنوير. الدكتورة ميرفت عبد الناصر، مُؤسسة مدينة هرموبولس، التي درست الطب وتوجهت إلى انجلترا، وعملت هناك طبيبة، طوال 30 عامًا، اهتمت خلالها بالآثار المصرية ودراستها. وقالت عبد الناصر، القرية ليست سياحية وارفض تسميتها بذلك فهي تراثية تنموية، استمر العمل عليها لمدة عشر سنوات، حتى تم افتتاحها عام 2011 ، على مساحة 10 أفدنة بتكلفة 8 مليون و500 ألف جنيه، وهدفت من خلالها تحقيق التفاعل المستمر بين الثقافات والقيم التي تجمع بين أفراد الأسرة الإنسانية الواحدة، بغض النظر عن خلفياتهم العرقية والعقائدية، تراثية تنموية، هدفها تنمية المواهب، وجذب السياحة الريفية، وتعريف المصريين بتاريخ هذا المكان العريق، وتوطيد الصلة بينهم وبين وحضارتهم. وتضيف:"من هنا تم اختيار المكان، حيث تعد منطقة تجمع للأديان على مر التاريخ الحضارات، باسم"هرموبولس"، وهو الاسم الذي أطلقه اليونانيون على هذا الموقع، نسبة إلى "هرمس"، المرادف الإغريقي ل ‘‘جحوتي'' رسول العلم والحكمة عند الفراعنة، وتمتد المدينة القديمة من الأشمونين إلى تونة الجبل، ولا تبعد أيضًا عن مدينة "إخناتون" أو تل العمارنة حاليا، كما تضم المنطقة العديد من الآثار الهامة منها مقبرة "إيزادورا" شهيدة الحب من العصر اليوناني الروماني، مقبرة الكاهن (بتوزيرس) من العصر اليوناني، مدافن إيبيس الطائر المقدس للإله تحوت. وأشارت عبد الناصر إلى أنها تحاول التعاون مع كيانات ثقافية مستقلة وشباب واعدين واحتضان فعالياتهم في القرية، الا إنها محاولات فردية حتي الآن وتؤكد الدكتورة ميرفت أنها لا تجد أي دعم من الدولة فالشراكات مع مراكز الشباب ليجدوا من القرية حاضنة لثقافتهم وأنشطتهم مازالت متوقفة، وأيضا الشراكة مع جامعة المنيا .. ولفتت عبد الناصر الي ان اخر زيارة لمسئول بالقرية كانت منذ اكثر من عام لمحافظ المنيا الحالي اللواء صلاح زيادة ووعد خلالها بتخصيص اعتماد لرصف وتمهيد الطريق للقرية ، والذي يعد اكبر المعوقات للقرية، ولكن التخصيص لم يأتي وعلمت انه استغل لطريق اخر . حيث يضطر زائر القرية إلى الدخول وسط القرى المجاورة للوصول إلى هذا المكان، بسبب "المدق" غير الممهد، الذي يوصل للقرية، حيث يكون من الصعب السير فيه، وهو ما يرفع أجرة السيارة التي يمكن أن تقلك إلى المكان، ويجعل الأمر أصعب على الزائر، مؤكدة أن الحل يكمن في القضاء على "المدق"، لتسهيل المواصلات وربط المناطق الأثرية بالقرية بشكل أسرع، وزيادة الإقبال على السياحة في المنيا، وهو ما تحاول المؤسسة الوصول إليه، من خلال محاولات مستمرة مع محافظ المنيا، اللواء صلاح الدين زيادة، لتصليح المدق يضم المكان قاعة استقبال، ومكتبة، و16 شاليه، حمام سباحة، مطعم، أماكن ترفيهية، وقاعة للندوات والعروض الفنية، حيث تمزج بين المبنى والتحف الفرعونية، وهذا مايتجلي بوضوح في والنوافذ والأثاث ذي التراث الإسلامي والفرعوني والقبطي والمصري الحديث. وتعود عبد الناصر بذاكرتها مع "مصراوي" وتقول: سافرت في عام 1977 الي انجلترا، لدراسة الطب، لكن مقابلة طفل انجليزي غير مسار حياتها، وجعلها تتجه لدراسة الآثار المصرية، وكان السبب طفلا لا يتعدى عمره 7 سنوات، والذ وجه لها عدة اسئلة عن الآثار المصرية وولعه بها. ولفتت الدكتورة مرفت، إلى أن تساؤلات الطفل جعلتها تسأل نفسها عن مدى عدم دراية بعض المصريين بتاريخ وطنهم، وقتها قررت البحث في الآثار المصرية وتاريخ الوطن، وحصلت على درجة مرتفعة في علم المصريات، في عام 1982. وكانت أول أنشطتها الثقافية عام 1988 بكتابة موسوعة تاريخ مصر، وهي عبارة عن سلسلة من الكتب المصورة الخاصة بالطفل، وحصلت هذه السلسلة على جائزة سوزان مبارك لأدب الطفل في عام 1997.