حالة من الغضب أصابت الإدارة الروسية عقب إسقاط تركيا لطائرة روسية من طراز "سوخوي -24"، أمس الثلاثاء، ما دفع الرئيس بوتين لإعلان أن تحرك الجانب التركي جاء بمثابة "طعنة بالظهر". وحسبما نشرت وكالة الأنباء الروسية الحكومية "سبونتيك"، فإن أقوى القطع البحرية الروسية بالقرب من سوريا لمواجهة أعدائها هناك من الإرهابيين - على حد وصف الوكالة- ووضع حد للتهديدات التي يقوم بها تنظيم "داعش". وتتمركز بالقرب من الشواطئ السورية 10 سفن حربية وسفن دعم من ثلاثة أساطيل وهي أساطيل البحر الأسود - الذي تطل عليه تركيا - وبحر البلطيق وبحر الشمال، ومن بين السفن رائد المجموعة هو الطراد الصاروخي "موسكفا"، وسفينة كبيرة مضادة للغواصات "الأدميرال كولاكوف" وسفينة الصواريخ الصغيرة" ميراج". فيما تتواجد سفن تابعة للبحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط، هي سفن الدورية للمشروع 61 "سميتلفى"، والسفينة من مشروع 1135 ، و 1135 إم "لادنى"، وبيتليفى". "طعنة تركيا" وصف بوتين الهجوم الذي تعرضت له الطائرة الروسية فوق الأراضي السورية بالطعنة في ظهر محاربي الإرهاب، فيما اعتبر البرلماني الروسي أليكسي بوشكون رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي أنه تم إسقاط الطائرة الروسية وفقا لقرار مدروس متعمد. وأضاف في تصريحات عبر تويتر نقلتها "سبونتيك"، "لم يمكن إلا أن تعرف تركيا أن الطائرة المستهدفة هي الطائرة الروسية، وأضاف: إنها طعنة مدروسة ومتعمدة". ويرى محللون روس أن الحكومة التركية أسقطت الطائرة الروسية فوق الأراضي السورية، لأن أنقرة شعرت أن الجيش السوري المدعوم بغطاء جوي من المقاتلات الروسية بات على وشك السيطرة على كامل جبهة ريف اللاذقية خلال الأيام القادمة، وأن المعركة الدائرة هناك باتت شبه محسومة لصالح دمشق. ويضيف المحللون الروس أن تركيا قررت إسقاط الطائرة الروسية بسبب خوفها من القدرات الاستطلاعية السورية التي زادت بعد السيطرة على جبل زاهي والتلال القريبة من الحدود التركية والتي تساعد الجيش السوري والطيران الروسي على رصد تحركات المسلحين داخل الأراضي التركية بعمق 30 كيلومترا، إضافة لقدرتها على مد غرف العمليات الروسية بالمعلومات اللوجستية التي تمكن الطائرات الحربية من ضرب أهدافها القادمة من الحدود التركية. ويؤكد المحللون أن تسارع الأحداث في سوريا والتقدم الكبير للجيش السوري بمساندة الطيران الحربي الروسي في الميدان أزعج الحكومة التركية، خاصة بعد السيطرة على عدد كبير من التلال والقرى القريبة من الحدود التركية في ريف اللاذقية، كان آخرها جبل زاهي وتلتي الغنمة والغدر، حيث منحت الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني ضوءا أخضر للسيطرة على باقي مناطق ريف اللاذقية الشمالي وفي مقدمتها بلدة سلمى وربيعة. شعور تركيا بأن معارك اللاذقية أصبحت محسومة تماماً لصالح الجيش السوري دفعها للتشويش على سير المعارك هناك وإسقاط الطائرة العسكرية الروسية. فيما قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو إننا "حذرنا موسكو أكثر من مرة من اختراق المجال الجوي التركي"، مضيفًا " الطيران الروسي اخترق أجواء تركيا وتمّ الرد عليه". وشدد رئيس الوزراء التركي على أنه "ليست لدينا أطماع بأراضي أي دولة أخرى، وعلى الجميع أن يدرك أنّ لتركيا حق الدفاع عن أمن أراضيها، لا سيما أننا نوّهنا بذلك مراراً"، قائلا: "لتركيا حق الدفاع عن أمن أراضيها، وإنّ الرد التركي على انتهاك أجوائها وأراضيها رغم التحذيرات المتكررة، حق قومي ودولي".