لم تسلم المملكة العربية السعودية من تبعات الحادث المأساوي الذي وقع قبل أيام من بدء مناسك الحج في الحرم المكي وأودى بحياة أكثر من مئة شخص وإصابة 283 أخرين نتيجة سقوط رافعة على المصلين في المنطقة الشرقية بالحرم المكي. كما شهدت العاصمة المقدسة، حريقا في أحد فنادقها التي تحوي عددا من الحجيج، فضلًا عن انهيار جبلي على سقف أحد المباني القريبة من الحرم المكي. وفي أول أيام عيد الفطر، استيقظ المسلمون في العالم، على خبر وفاة عددا من الحجيج وإصابة أخرين في تدافع لهم بمنطقة مشعر منى أثناء توجههم إلى منطقة منشأة رمي الجمرات. وفي أحدث حصيلة للضحايا نشرها الدفاع المدني السعودي – حتى كتابة هذه السطور - توفى 717 حاجا على الأقل وأصيب 863 حتى الآن في تدافع للحجاج بمنطقة مشعر مِنى أثناء توجههم إلى منشأة الجمرات لرمي. التفاصيل أرجع الدفاع المدني أسباب الحادث الذي وقع في مشعر منى إلى تداف الحجيج. ونشر بيانا رسميا قال فيه إن "المتحدث الرسمي للمديرية العامة للدفاع المدني صرح بأنه عند الساعة التاسعة من صباح اليوم الخميس الموافق العاشر من ذي الحجة ، وأثناء توجه حجاج بيت الله الحرام الى منشأة الجمرات لرمي جمرة العقبة حدث ارتفاع وتداخل مفاجيء في كثافة الحجاج المتجهين الى الجمرات عبر شارع رقم (204) عند تقاطعه مع الشارع رقم (223) بمنى مما نتج عنه تزاحم وتدافع بين الحجاج وسقوط أعداد كبيرة منهم في الموقع حيث بادر رجال الامن وهيئة الهلال الاحمر السعودي على الفور في السيطرة على الوضع بمنع حركة المشاة بإتجاه موقع التزاحم والتدافع وتنفيذ إجراءات إسعاف الحجاج وإنقاذ المحتجزين منهم" . سقوط الرافعة وسقطت رافعة مستخدمة في أعمال التوسعة التي يشهدها المسجد الحرام، مساء الجمعة قبل الماضي، على المصلين في المسجد الحرام، أسفرت عن وفاة 107 وإصابة 238 شخصا. وقال بيان صادر المتحدث الرسمي لرئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أحمد بن محمد المنصوري، إن الحادث وقع نتيجة للعواصف الشديدة والرياح القوية والأمطار الغزيرة والحالة الجوية على العاصمة المقدسة سقط جزء من إحدى الرافعات بالمسجد الحرام على جزء من المسعى بالمسجد الحرام والطواف". إلا أن أمرًا ملكيا حمّل شركة بن لادن المسؤولة عن التوسعة المسؤولية عن الحادث، ومنعها من مباشرة أي أعمال حكومية مرة أخري، وذلك بعد صدور تقرير لجنة التحقيق، كما قرر العاهل السعودي صرف تعويضات للقتلى والمصابين تراوحت ما بين 500 ألف ومليون ريال سعودي. حريق الفندق وبعد أقل من أسبوع من حادث سقوط الرافعة، أصيب اثنان جراء حريق بأحد فنادق مكةالمكرمة في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس التالي لحادث الحرم المكي، بينما تمكنت فرق الدفاع المدني السعودي من إخلاء 1028 حاجا آسيويا من الفندق. وأوضح الناطق الإعلامي لقوات الدفاع المدني بالحج العقيد عبد الله العرابي الحارثي أن عمليات الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة تلقت بلاغا في وقت مبكر من صباح الخميس عن وقوع حادث حريق في أحد الفنادق المرخص لها بإسكان حجاج إحدى الدول الآسيوية في حي العزيزية. وأضاف الحارثي، أن فرق دفاع مجهزة بالسلالم توجهت لمباشرة الحادث وأخلت الفندق، كما تم إنقاذ اثنين من الحجاج الذين تعرضوا للإصابة جراء الحادث، مبينا أنه تم التنسيق مع وزارة الحج ليتم إسكان حجاج الفندق في سكن مناسب لهم. انهيار جبلي وفي اليوم التالي انهار جزء من جبل على أحد المباني المكونة من 4 طوابق بحي بطحاء قريش في مكةالمكرمة، مساء الجمعة، ما نتج عنه انهيار جزء من سقف إحدى الغرف. وأنقذت فرق الدفاع المدني رجلاً وامرأة تعرضا للإصابة وتم نقلهما إلى أحد المستشفيات. وأوضح مدير إدارة الإعلام بالدفاع المدني والمتحدث الرسمي العقيد عبدالله العرابي الحارثي أن الحادث وقع بأحد المباني السكنية جراء انهيار جبلي على جانب منه، مشيراً إلى أن لجنة المباني الآيلة للسقوط باشرت مهامها لمعرفة سلامة المبنى ومدى خطورته. أكبر توسعة للحرم دشن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، في يوليو الفائت، التوسعة الثالثة والأكبر للمسجد الحرام بطاقة استيعابية تقدر بنحو مليوني مصلٍ. وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن التوسعة، التي تقدر تكلفتها بمليارات الدولارات، تتألف من 5 مشروعات تشمل مبنى التوسعة والساحات والأنفاق ومبنى الخدمات، والطريق الدائري الأول. ويتضمن المشروع إنشاء 78 باباً أوتوماتيكيا يتم إغلاقها بالتحكم عن بعد وتحيط بالحرم في الدور الأرضي فقط. ويضيف ثالث مشروع لتوسعة المسجد الحرام والعناصر المرتبطة به مساحة مقدارها الثلثين مقارنة بالمساحة السابقة للمسجد الحرام. التوسعة الجديدة بعد اكتمالها تصل بالطاقة الاستيعابية لأعداد المصلين إلى 1.8 مليون مصل، وبمساحة إجمالية للحرم المكي الشريف تقدر بنحو 1.5 مليون متر مربع.