مؤشرات أزمة دبلوماسية جديدة، بدأت تلوح في الأفق، بين دولتي قطروتركيا من جانب وجامعة الدول العربية من جانب أخر، على خلفية البيان الذي أصدره الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي. وأصدر العربي، قبل أيام بيانا صحفيا أعرب من خلاله عن استنكاره للقصف التركي على مناطق في شمال جمهورية العراق، وهو ما تحفظت عليه وزارة الخارجية القطرية. واستدعت تركيا، اليوم الخميس، مندوب جامعة الدول العربية في أنقرة السفير محمد الفاتح ناصري، إلى مقر الخارجية التركية لإبلاغه رفضها لتصريحات العربي، بشأن العمليات العسكرية التركية بشمالي العراق – بحسب ما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط نقلا عن وكالة الأناضول التركية الرسمية. وسبق أن نشبت أزمة بين مصر وقطر، على خليفة تحفظ قطر على بيان الجامعة العربية والذي تضامن مع حق مصر في شن ضربات جوية على معاقل داعش في ليبيا على خلفية ذبح 20 مصريا. وقال السفير طارق عادل مندوب مصر الدائم في جامعة الدول العربية، أن رفض قطر للبيان يكشف عن مواقها الداعمة للإرهاب، وهو ما تبعه من استدعاء للسفير القطري لدى القاهرة للتشاور. وتشن تركيا قصفا جويا على مقار احزب العمال الكردستاني "بي كيه كيه"، والذي يصنفه منظمة إرهابية، في شمال العراق. بيان أمين الجامعة العربية أصدرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بيانا أعربت من خلاله عن استنكارها للقصف التركي على مناطق في شمال جمهورية العراق. وطالب الأمين العام، في بيان صحفي – وصل مصراوي نسخة منه - تركيا باحترام سيادة العراق على كامل أراضيه، وبالالتزام بمبادئ حسن الجوار وبالاتفاقات المُوّقعة بين العراقوتركيا، وعدم التصعيد، واللجوء إلى التفاهم بين البلدين للتعاون من أجل معالجة كافة الأمور المتعلقة بالحفاظ على أمن واستقرار الدولتين. وأكد الأمين العام إدانة الجامعة العربية لكافة الأعمال الإرهابية التي تستهدف أمن واستقرار دول المنطقة، داعياً إلى تكثيف التنسيق البيني والتعاون الثنائي من أجل مواجهة التحديات الجسام التي تمر بها المنطقة والقضاء على الإرهاب والتهديدات العابرة للحدود وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. تحفظ قطري أعربت قطر، عن تحفظها على البيان الصادر عن الأمانة العامة للجامعة العربية، بشأن استنكار الجامعة للقصف التركي على مناطق في شمال العراق. وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان نشرته وكالة الأنباء القطرية مساء الثلاثاء - إن "البيان الصادر باسم الجامعة العربية لم يتم التشاور حوله مع الدول الأعضاء في الجامعة مشددة على تضامن دولة قطر الكامل مع تركيا في ما تتخذه من إجراءات وتدابير لحماية حدودها وحفظ أمنها واستقرارها". وأكدت الخارجية القطرية في بيانها حق تركيا في الدفاع عن نفسها والقضاء على مصدر التهديد من أي جهة أتى وذلك بموجب المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة التي تعطي الدول بشكل منفرد أو جماعي حق الدفاع عن النفس في مواجهة الهجمات المسلحة وذلك بعدما أكدت الهجمات الأخيرة على الحدود وفي "سوروج" وفي الداخل التركي مدى وقوع تركيا تحت تهديد التنظيمات الإرهابية وضرورة تحركها فورا لإزالة هذا التهديد خصوصا بعدما أدت ممارسات النظام السوري الوحشية إلى تمدد هذه التنظيمات وتنامي دورها بحيث باتت تشكل خطرا على الأمن والسلم الدوليين.. واعتبرت بيان الأمين العام إنكارا لهذا الحق. رد تركي استدعت تركيا مندوب جامعة الدول العربية في أنقرة السفير محمد الفاتح ناصري، إلى مقر الخارجية التركية لإبلاغه رفضها لتصريحات نبيل العربي، أمين عام الجامعة، بشأن العمليات العسكرية التركية بشمالي العراق. وذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية، اليوم الخميس، أن بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية اعتبر بيان "العربي" بأنه يعبر عن موقفه الشخصي، ولم تتم مناقشته داخل جامعة الدول العربية. وأدانت الخارجية التركية بيان الأمين العام للجامعة، والذي استنكر فيه العمليات العسكرية التركية التي تستهدف مواقع منظمة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وقالت إنه برغم آليات التعاون المختلفة التي شكلت بين تركياوالعراق منذ عام 2003، بهدف القضاء على وجود منظمة "بي.كيه.كيه" التي تصفها الحكومة التركية ب "الإرهابية"، ونشاطاتها في الأراضي العراقية، فإن معسكرات المنظمة في شمال العراق لم يتم إغلاقها، ولازالت المنظمة مستمرة في تأمين الدعم اللوجيستي والذخائر والمتفجرات والأعضاء من شمال العراق، بالإضافة إلى استمرار أنشطة المنظمة التدريبية في المنطقة، واستمرار هجماتها على تركيا انطلاقًا من شمال العراق. وأضاف البيان، أنه "من غير الممكن فهم موقف نبيل العربي تجاه مكافحة تركيا للإرهاب، تلك المكافحة التي تستند إلى حقوق منحت لها بموجب القانون الدولي، وتأتي في وقت من الواضح فيه عدم قدرة الحكومة العراقية على القيام بمسؤولياتها ووقف الهجمات الإرهابية التي تشنها منظمة "بي.كيه.كيه" ضد تركيا ومواطنيها انطلاقًا من الأراضي العراقية". تصريحات مُبهمة وفي محاولة لتوضيح ما يحدث داخل جامعة الدول العربية وتداعيات بيان الأمين العام، اتصل مصراوي بمصدر رفيع المستوى بجامعة الدول العربية، إلا فضّل عدم ذكر اسمه، كما أنه رفض الحديث حول بيان قطر وموقف تركيا من استدعاء مندوب الجامعة العربية من أنقرة