قال الطيب البكوش وزير الخارجية التونسي إن بلاده لم تتلق أي بيان رسمي من حكومة طرابلس يتضمن موقفها بشأن الجدار الترابي الذي بدأت تونس بمده على الحدود مع ليبيا لأسباب أمنية. وأضاف البكوش في تصريحات نشرت على الصفحة الرسمية للوزارة بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أن وزارة الخارجية لم تتلق أي بيان رسمي صادر عن حكومة فجر ليبيا، مضيفا أن ما نشر من احتجاجات هو صادر عن مليشيات تابعة لفجر ليبيا على فيس بوك، حسبما ذكر مسؤولون ليبيون وهي لا تمثل الموقف الرسمي لحكومة طرابلس. وكانت الحكومة التونسية أعلنت عن الانطلاق في مد جدار ترابي على امتداد أكثر من 200 كيلومتر على الحدود مع ليبيا والبالغ طولها قرابة 500 كيلومتر بهدف الحد من الاختراقات والتهريب وتسلل الإرهابيين إلى جانب حفر خندق على طول الجدار. ونشر المجلس الأعلى لثوار ليبيا المقرب من حكومة طرابلس السبت بيانا على فيس بوك حذر فيه السلطات التونسية من الاستمرار في مد الجدار كما هدد باتخاذ "الرد المناسب". واعتبر في بيانه خطط الحكومة التونسية "تعديا صارخا على السيادة الليبية، يرقى لدرجة الاحتلال". وأوضح وزير الخارجية التونسي في تصريحاته أن تونس لن تعلق على "مثل هذه الأخبار" ما لم يصدر بيان رسمي من الحكومة الموازية في طرابلس. وتمثل الحدود الشرقية أكبر تهديدا للديمقراطية الناشئة في ظل حالة الاضطراب الواسعة بليبيا وغياب مؤسسات الدولة وتمدد نفوذ الجماعات المتشددة التي تضم جهاديين من تونس. ويعد التسريع في بناء الجدار من بين الإجراءات الأمنية العاجلة التي أعلنت عنها الحكومة التونسية عقب الهجوم الإرهابي على نزل بسوسة مخلفا حصيلة غير مسبوقة من القتلى في تونس بلغت 38 قتيلا من السياح أغلبهم من البريطانيين. ويتوقع الانتهاء من بناء الجدار الترابي قبل نهاية العام الجاري بحسب ما أعلن رئيس الحكومة الحبيب الصيد.