سادت حالة من الكساد أسوق ياميش رمضان في محافظة الإسكندرية، نتيجة ارتفاع جنوني في أسعار مستلزمات الشهر المعظم، وسط عزوف كبير من المواطنين لعدم مقدرتهم على شراء الكميات التي اعتادوها خلال الأعوام الماضية، حيث تراجعت نسبة الإقبال خلال موسم الشراء بشكل كبير، بحسب التجار. مصراوي قام بجولة في سوق المنشية الشهير بوسط الإسكندرية، والمعروف لدى أبناء المدينة بما يقدمه في موسم شهر الصيام من السلع الغذائية ذات الجودة العالية وبأسعار متوسطة، لسؤال التجار والمواطنين عن حركة البيع والشراء التي شهدت ارتفاعا جنونيا في أسعار المكسرات و الياميش، بنسب تراوحت بين 40% إلى 60% عن الأعوام الماضية. وارتفعت أسعار المكسرات بشكل كبير حيث بلغ سعر كيلو البندق المقشر 170 جنيه ، و عين الجمل 140 جنيه للكيلو ، والفستق 110 جنيه، و اللوز 124 جنيه للكيلو، فيما بلغت أسعار أصناف الياميش 60 جنيه سعر كيلو المشمشية، و 44 جنيه لكيلو القراصية، و من 30 إلى 36 جنيه سعر كيلو الزبيب، بينما تراوح سعر قمر الدين السوري بين 32 إلى 38 جنيه، مقابل 10 جنيهات إلى 20 جنيه لقمر الدين من الإنتاج المصري. في الوقت نفسه لم تشهد أسعار التمور ارتفاعات كبيرة لتوافرها داخل مصر، حيث بلغ سعر البلح الأسواني 14 جنيه للكيلو، فينا تراوحت الأسعار الأخرى بين 12 إلى 16 جنيه للكيلو، وبلغ سعر الخروب 10 جنيهات للكيلو. قال "أسامة.س" تاجر، ارتفاع أسعار الياميش بهذا الشكل الكبير ليس ذنبنا، لأن ما ارتفعت أسعاره هو السلع المستوردة، ونحن نريد أيضا أن نبيع وليس من مصلحتنا بقاء البضائع على الأرفف، إلا أن المستوردين يتحكمون في أسعار المنتجات الواردة دون رقيب ولا يجد التجار ما يفعلونه أمام ذلك سوى الارتضاء بالأمر الواقع، متابعا " السوق واقف في عز الموسم.. ولسة مش عارفين نلم فلوس البضاعة" ويضيف "محمود.ج" بائع بمتجر لمستلزمات رمضان: نحن أيضا أصبحنا فريسة لعدم ضبط الأسعار، وكثيرا تقوم الحكومة بالإعلان عن اتفاقات مع كبار التجار من أجل توفير عروض في متناول الجميع، إلا أننا لم نشهد ذلك على أرض الواقع، قائلا " لا التجار عارفين يبيعوا ولا الناس قادرة تشتري، و البضاعة بقت للفرجة بس.. والغرفة التجارية مالهاش دعوة بينا.. والحكومة بتحسبنا على الياميش المستورد على أنه سلع ترفيهية واجبة الضريبة المرتفعة". أما نادية محروس، ربة منزل، فقالت :"بقالي 3 أيام بلف في الأسواق وبتفرج بس من غير ما اشتري، لأني مش قادرة على الأسعار دي، كل ما اقرر اشتري حاجة أرجع في كلامي وأقول العيال أولى بحاجة تانية بدل الياميش، لأن لسة فيه مصاريف، سكر وزيت ورز ولحمة". واتفق معها مجدي إبراهيم، عامل، مضيفا " أنا صنايعي على باب الله، و في الأيام العادية بقضي اليوم بيومه، لكن في رمضان بيكون الوضع مختلف لأني مضطر أني اوفر لبيتي أكلة محترمة في الفطار لمدة 30 يوم" مطالبا الدولة بضبط الأسعار بداية من التجار الكبار الذين يبدأون برفع السعر على تجار التجزئة، وتنتقل موجة الارتفاعات الجنونية ليدفع ثمنها المواطن البسيط.