عاد البابا فرنسيس، الذي كان معتادا في دوره السابق كرئيس لأساقفة بوينس آيرس على التجول في أسوأ الأحياء الفقيرة في العاصمة الأرجنتينية، إلى عاداته المألوفة اليوم السبت عندما جعل أحد الأحياء الأكثر سوءا من حيث السمعة في ايطاليا محورا لزيارته لنابولي. وتعد سكامبيا معقلا للمافيا المحلية كامورا. ولقي أكثر من 100 شخص حتفهم هناك في حرب العصابات الوحشية التي دارت رحاها ما بين عامي 2004 و 2005 والتي تم وصفها في كتاب عمورة ( إحدى القرى التي خسفها الله وبأهلها جراء ما كانوا يقترفونه من مفاسد ) الأكثر مبيعا والذي تحول في وقت لاحق إلى فيلم ومسلسل تلفزيوني. وقال فرانسيس لسكان سكامبيا حيث كان يحيط به الأطفال ''أيها الإخوة والأخوات، أردت أن أبدأ من هنا - من هذه الضاحية - زيارتي إلى نابولي''. وكانت أمامه لافتة تقول: ''لا تستسلموا للشر أبدا''. واثناء حديثه من المنطقة التي ينظر اليها على انها مرتع للجريمة والبطالة، حشد البابا ضد الفساد والظلم الاقتصادي والتمييز ضد المهاجرين واستغلال العمال، لكنه قدم أيضا رسالة تشجيع. وأضاف ''يا أهل نابولي، لا تدعوهم يسرقون الأمل منكم. لا تستسلموا لإغراء المال الذي يأتي بسهولة أو المعيشة غير الشريفة. ردوا بحزم على المنظمات التي تستغل الشباب والفقراء والضعفاء عبر الإتجار في المخدرات وغيرها من الجرائم''. وقال البابا إن الخلاص متاح حتى لشركاء كامورا او مواطنيها. وتابع ''الفساد والجريمة يجب ألا يشوها هذه المدينة الجميلة. الكنيسة تكرر لجميع المجرمين وشركائهم: تحولوا لحب العدالة! دع رحمة الرب تجدك. فبنعمة الرب من الممكن العودة إلى حياة شريفة''. ووجهت للكنيسة الكاثوليكية في الماضي اتهامات بغض الطرف عن جرائم المافيا، وخاصة في جنوبإيطاليا. لكنها كانت تدينها بشكل قوي ومتزايد منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي عندما قام البابا يوحنا بولس الثاني بزيارة تاريخية لجزيرة صقلية.