يزور البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، غدًا، مدينة "نابولي" حيث سيوجه رسالة شديدة اللهجة إلى المافيا المحلية المسماة "كامورا" في معقلها بحي "سكامبيا" وفي سجن المدينة. ومن المتوقع نزول مئات الآف الأشخاص غدًا، إلى شوارع هذه المدينة الكاثوليكية، طوال هذا اليوم الحافل، خلال زيارة البابا الأرجنتيني الذي سيقوم بتسع مراحل، على أن يتحدث 6 مرات. وستتخذ السلطات تدابير أمنية مشددة، لأن البابا سيجتاز في سيارته 25 كلم. وتقول الصحافة المحلية إن 3000 من عناصر قوى الأمن، منهم قناصة على الأسطح، سينتشرون في أنحاء المدينة. ولا تستبعد السلطات التي لم تتحدث عن تهديد محدد، خطر شن اعتداء جهادي بعد مجزرة تونس، أو محاولة انتقام تقوم بها المافيا. وسيبدأ البابا يومه بصلاة في "بومبي"، ثم يتوجه بمروحية إلى حي "سكامبيا" الفقير الذي تجتاحه الجريمة المنظمة، حيث سيشكل لقاؤه بالناس ذروة الزيارة. ومن "سكامبيا" سينتقل بالسيارة إلى "بياتسا دل بلبيسيتو" الشهيرة في وسط المدينة للاحتفال بقداس، قبل أن يزور سجن "بوغيوريالي" الذي يضم 2500 شخص في مساحة معدة لاستقبال 1400. وسيتناول الغداء مع نحو 90 منهم، بينهم عشرة من المتحولين جنسيًا والشاذين والمصابين بالإيدز، كما ذكرت شبكة "تي.في 2000". وستنتهي الزيارة بعد الظهر بلقاء احتفالي مع شبان سيقدمون حفلة موسيقية تتضمن أغاني من تراث "نابولي"، على شاطئ البحر. وسيتناول البابا في كلمته مسائل التصدي للمافيا والنزاهة في إدارة الأموال العامة واستضافة المهاجرين وبطالة الشبان وفضائح التلوث. ومنذ انتخابه، أعلن عداءه لعناصر المافيا الذين غالبًا ما يمارسون واجباتهم الدينية ويقدمون مساعدات إلى الإبرشيات، من خلال دعوة الكاثوليك بإلحاح إلى وقف التعاون الغامض معهم. وفي مارس 2014، وخلال احتفال نظمته جمعية ليبيريا الكاثوليكية المعادية للمافيا، انتقد "السلطة والمال الملوثين بالدماء". وأضاف "ما زال الوقت متاحًا حتى لا ننتهي في الجحيم".