وسط سيطرة كاملة للحوثيين على العاصمة اليمينة صنعاء، أحيى نشطاء ومواطنون يمنيون الذكرى الرابعة لثورة 11 فبراير والتي نجحت في الإطاحة بالرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. ودخل الحوثيون صنعاء، في سبتمبر 2014 وبدأوا حصارا مسلحا في يناير الفائت على دار الرئاسة ومقر إقامة الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس وزراءه خالد بحاح، إلى جانب اختطاف مدير مكتب رئيس الجمهورية أحمد بن عوض مبارك. وأصدر الحوثيون "إعلانا دستوريا" من 16 مادة، في حفل أقيم يوم الجمعة، بالقصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء، حضره وزيرا الدفاع والداخلية، كما أعلن أيضا حل الحكومة والبرلمان. ونصّ الإعلان على أن ''يتولى رئاسة الجمهورية في المرحلة الانتقالية مجلس رئاسة مكون من خمسة اعضاء ينتخبهم المجلس الوطني وتصادق عليهم اللجنة الثورية، في حين يكلف مجلس الرئاسة من يراه من اعضاء المجلس الوطني أو من خارجه بتشكيل حكومة انتقالية من الكفاءات الوطنية''. إغلاق سفارات أغلقت الولاياتالمتحدةالأمريكية سفارتها في العاصمة اليمنية صنعاء، وقال موظفون محليون في السفارة الأمريكية، إن مسلحين حوثيين استولوا على سيارات السفارة بعد أن غادر السفير والدبلوماسيون البلاد يوم الأربعاء. وأضاف الموظفون أن أكثر من 20 مركبة جرى الاستيلاء عليها من جانب مقاتلين بعد أن غادر الأمريكيون مطار صنعاء. كما أغلقت سفارة بريطانيا في العاصمة اليمينية صنعاء، أبوابها اليوم الأربعاء، وغادرت السفيرة جين ماريوت مطالبة الرعايا البريطانيين بسرعة المغادرة. وأعلن وزير شؤون الشرق الأوسط، توباياس إلوود، عن قرار تعليق خدمات السفارة البريطانية في صنعاء مؤقتا، وقال ''إن في ظل استمرار تدهور الأوضاع خلال الأيام الأخيرة، ارتأينا للأسف أن مقر السفارة والموظفين فيها في خطر متزايد؛ وعليه قررنا سحب موظفينا الدبلوماسيين وتعليق خدمات السفارة البريطانية في صنعاء بشكل مؤقت.'' وأعلنت السفارة الفرنسية، في اليمن أنها ستغلق أبوابها اعتبارا من بعد غد الجمعة وحتى إشعار آخر. ودعت السفارة في بيان على موقعها الإلكتروني رعاياها لمغادرة اليمن في أسرع وقت ممكن، وأرجعت ذلك إلى "التطورات السياسية الأخيرة والأسباب الأمنية". احتجاجات ورصاص خرجت مسيرات بالآلاف في العاصمة اليمينة صنعاء وعدة محافظات، إحياءً للذكرى الرابعة لثورة 11 فبراير ورفضا لما أصدره الحوثيون من إعلان دستوري، وقال الناشط الشبابي وليد العماري لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن مسلحين حوثيين أطلقوا الرصاص باتجاه المتظاهرين وفرقوا المسيرة في شارع بغداد في العاصمة اليمنية صنعاء قبل وصولها إلى مقر الأممالمتحدة. وأضاف العماري "خرجت اليوم اكثر من مسيرة مناهضة للحوثيين وكلها ستتجه إلى مقر الأممالمتحدة ولكن المسلحين الحوثيين فرقوا هذه المسيرة قبل وصولها إلى المقر". وبحسب العماري، فإن عبدالله نعمان، الأمين العام المساعد للحزب الناصري، وعدد من قيادات الحزب الناصري، بالإضافة إلى وزيرة الثقافة المستقيلة أروى عثمان قد شاركوا في هذه المسيرة التي تم تفريقها. كما أصيب مسؤول يمني، اليوم الأربعاء، بجروح خطيرة جراء إطلاق مسلحي جماعة أنصار الله الحوثية الرصاص الحي على مسيرة رافضة لهم في محافظة البيضاء وسط البلاد. وقال مسؤول محلي، طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن حسين الحميقاني مستشار محافظ البيضاء أصيب اليوم برصاص مسلحين حوثيين خلال مشاركته في مسيرة رافضة لما سمي بالإعلان الدستوري لجماعة الحوثي الذي صدر يوم الجمعة الماضي. توكل كرمان قالت الناشطة اليمنية، الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إن "ذكرى ثورة فبراير، جاءت واليمن ليس على ما يرام، عقب انقلاب الحوثيين على إرادة اليمنيين، واحتلالهم للعاصمة صنعاء، وإسقاطهم لمؤسسات الدولة السيادية، وقيامهم بنهب معسكرات الجيش، ومصادرتهم وانتهاكهم للحقوق والحريات". وأضافت في رسالة وجهتها لشباب ثورة 11 فبراير، أن "جماعة الحوثي، دمرت كل قواعد العمل السياسي، ونسفت كل تقاليد الدولة المؤسسية، لفرض إرادة أحادية إشباعًا لنزواتها في التفرد والتسلط، وتنفيذا لأجندات إقليمية".