رحبت القاهرة بالاتفاق الذي وقعه زعماء الفصائل المتناحرة في جنوب السودان بهدف إلى انهاء أكثر عام من الحرب الأهلية في البلاد. واتفق الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار اللذان يقودان الفصيلين المتحاربين على اعادة توحيد الحركة الشعبية لتحرير السودان، الحزب الذي قاد جنوب السودان إلى الانفصال كبلد مستقل عن السودان عام 2011. ووقع الاتفاق في مدينة أروشا في تنزانيا بحضور عدد من القادة الإقليميين في 21 يناير الجاري. جاء الاتفاق بعد محادثات مطولة جرت تحت رعاية الحزب الحاكم فى تنزانيا بهدف إعادة توحيد قيادات الحزب واعتماد خطة متكاملة لإصلاحه فى سبيل تسوية الأزمة المحتدمة فى جنوب السودان منذ شهر ديسمبر من العام الماضي. وقال بيان لوزارة الخارجية إن مصر تشجع الأطراف في جنوب السودان على مواصلة الحوار البناء فيما بينها، من أجل التوصل إلى اتفاق شامل ودائم ينهى النزاع القائم، ويحقن دماء الملايين من أبناء شعب جنوب السودان الأبرياء، ويطوى صفحة الخلافات بينهم فى سبيل استعادة الاستقرار والسلام ودفع برامج التنمية الاقتصادية وبناء الدولة. وكانت مصر قد شاركت فى مراقبة محادثات اروشا منذ بدايتها من أجل توفير الدعم السياسي لها، وتواصلت مع جميع الأطراف الجنوب سودانية لتشجيعها على تجاوز الخلافات والتوصل إلى الاتفاق المنشود. وأكدت القاهرة استمرار دعمها لكافة جهود إنهاء الأزمة، واستعدادها الدائم لمساعدة الأطراف على تحقيق هذا الهدف. وينص الاتفاق الذي تم بوساطة زعماء إقليميين على المصالحة والتوحد بين الفصائل الثلاثة المكونة لحزب الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكم في جنوب السودان.(فصيل سلفاكير وفصيل مشار ومن يعرفون بالمعتقلين السابقين). وأشارت بنود الاتفاق بحسب وسائل إعلام تنزانية إلى تطوير برنامج شامل للمصالحة الوطنية وتكوين هياكل انتقالية جديدة لتوحيد الحزب على صعيد القيادة والاعضاء. واندلع القتال في ديسمبر عام 2013 بعد شهور من التوتر بين الرئيس ميارديت ونائبه المعزول مشار. وكانت اتفاقات سابقة لوقف اطلاق النار بين الفصيلين المتحاربين فشلت في ايقاف القتال بينهما والذي أودى بحياة الآلاف في جنوب السودان.