فرقت قوات الأمن الموريتانية بالقوة، مساء اليوم الجمعة، مسيرة موريتانية، وأطلقت وابلا من القنابل المسيلة للدموع لتفريق جموع تسللت عبر أزقة ضيقة للاقتراب من السفارة الفرنسية في نواكشوط، وقام الأمن بإبعادها عن محيط السفارة التي تشهد اجراءات أمنية غير مسبوقة. ورصد مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط متظاهرين يحرقون العلم الفرنسي، ويطالبون الجهات الأمنية بالسماح لهم بدخول السفارة الفرنسية لتسليم رسالة احتجاج الى السفير الفرنسي. وواصل المتظاهرون الاحتجاج على بعد مائتي متر من السفارة الفرنسية وسط حضور لافت للنساء والشباب. وكانت مسيرة شعبية حاشدة قد انطلقت من المسجد الجامع السعودي ، للتنديد بالرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم التي نشرتها صحيفة (شارلي إيبدو) الفرنسية الساخرة. المسيرة المنظمة من طرف منتدى الأئمة والعلماء لنصرة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم ، رفعت شعارات "فداك يا رسول الله"، "إلا رسول الله"، كما اعتبر المشاركون فيها أن الغرب تجاوز جميع الخطوط الحمراء عندما حاول المساس بالرسول صلى الله عليه وسلم، (وفق تعبير أحد المحتجين). ودعا بعض المحتجين الدولة الموريتانية إلى مطالبة فرنسا بتقديم اعتذار رسمي للمسلمين أو طرد السفير الفرنسي بنواكشوط وقطع العلاقات معها. وكانت المسيرة قد توجهت في بادئ الأمر الى القصر الرئاسي في نواكشوط، حيث أكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في حديث للمحتجين انه ضد إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد صلي الله عليه وسلم ، قبل أن يؤكد أنه ليس شارلي وانه يرفض الاساءة للدين الاسلامي الحنيف، وقال " أؤكد لكم أيضا انني لن أشارك في مسيرة ولن أساند أي توجه ضد الاسلام ما دمت حيا رئيسا أو مواطنا عاديا". وأضاف: "إن بلادنا حاربت الإرهاب ونندد اليوم بما حدث من أمور تصنع الإرهاب مثل الرسوم الساقطة الموجهة لديننا، وأيضا لجميع الأديان، ونحن إذ نندد بهذه الرسوم، نندد بكل ما يقع من الإرهاب والتهميش والظلم والاعتداء على العالم جميعا وخاصة على المسلمين".