بدأ سباق الانتخابات الرئاسية في إيطاليا أمس الأربعاء، حيث قرر الرئيس الحالي جورجيو نابوليتانو (89 عاما) عدم إكمال ولايته، التي استمرت نحو تسعة أعوام ، ليصبح بذلك صاحب أطول فترة رئاسة لإيطاليا . وجاء قراره ليضفي الشكل الرسمي على إعلانه قبل أسبوعين بأنه سيتنحى عن منصبه، مشيرا إلى كبر سنه. وقال مكتب نابوليتانو في بيان إنه تم إرسال خطاب استقالته لرئيسي مجلسي الشيوخ والنواب ولرئيس الوزراء ماتيو رينزي . ومن المقرر أن يتولى رئيس مجلس الشيوخ بيترو جراسو، منصب الرئيس المؤقت حتى انتخاب خليفة لنابوليتانو. ومازالت التكهنات دائرة حول من سيخلف نابوليتانو. ومن المقرر انتخاب الرئيس ال12 لإيطاليا بواسطة مؤتمر من أكثر من ألف من المشرعين على المستويين الوطني والإقليمي، ويبدأ التصويت في 29 من الشهر الجاري. ويسعى رينزي إلى اختتام العملية في غضون يومين. وقال على هامش فاعلية لإطلاق كتاب في روما "بشكل معقول، سيكون لدينا رئيس جديد للجمهورية في نهاية الشهر". من جانبها، قالت لورا جارافيني، وهي نائبة من الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه رينزي وينتمي إلى تيار يسار الوسط : "لا توجد أسماء في الوقت الحالي، ولكن بعض الذين ذكروا في الصحافة يمكن أن يكونوا مرشحين ". وكان نابوليتانو حريصا على الاستقالة بسبب تقدم العمر . ومنذ عامين، كان مترددا في بدء فترة رئاسة جديدة لمدة سبعة أعوام، عقب إخفاق البرلمان في الاتفاق على خلفية له، لكنه حذر من أنه قد لا يستمر حتى انتهاء مدته . ووصف نابوليتانو في خطاب الوداع منذ أسبوعين فترة رئاسته "بالطويلة والمرهقة ". وقال أمس الثلاثاء إنه "سعيد بأنه سوف يعود لمنزله، كما وصف القصر الرئاسي "بالجميل للغاية" ولكن "يشبه السجن نوعا معا". وقاد نابوليتانو البلاد خلال تعاقب أربع حكومات، وإجراء انتخابات عامة مرتين بالإضافة إلى أزمة اقتصادية في أواخر 2011 تم حلها بتولي ماريو مونتي رئاسة الوزراء بدلا من رئيس الوزراء المحاط بالفضائح سيلفيو برلسكوني . ومن المقرر أن يترأس رينزي، اجتماع الحزب بشأن الانتخابات الرئاسية الجمعة المقبلة. وبما أن الحزب الديمقراطي هو الكتلة الأكبر في البرلمان، فإنه من المتوقع أن يطرح أسم أولا، ثم سوف يحاول الحصول على دعم له من الأحزاب الأخرى. وسوف يحصل نابوليتانو، بوصفه رئيسا سابقا، على مقعد دائم في مجلس الشيوخ، كما سوف تحق له المشاركة في انتخاب خليفته، بجانب أكثر من ألف نائب على المستويين المحلي والقومي . يذكر أن الرؤساء الإيطاليين يمثلون رموزا وطنية. ولكن دورهم ليس شرفيا فقط: فهم يمكنهم حل البرلمان والدعوة لإجراء انتخابات مبكرة، كما يمكنهم التوسط في مباحثات الحكومة الائتلافية وترشيح رؤساء الوزراء . كما يمكن للرؤساء رفض قانون إذا توصلوا إلى عدم دستوريته، كما أنهم يترأسون الجيش والهيئة القضائية. وفي حالات استثنائية، يمكنهم إلغاء أو تخفيف أحكام قضائية صادرة بحق أشخاص.