قال مسؤولون عسكريون اليوم الأحد إن التحالف العسكري الدولي الذي يقوده حلف شمال الأطلسي (ناتو) من المقرر أن ينهي القتال الفعلي في أفغانستان ويتحول إلي مهمة تدريب وتقديم مشورة. وتجري مراسم في العاصمة كابول اليوم الأحد للاحتفال بانتهاء المهمة القتالية لقوات المساعدة الأمنية الدولية (إيساف)، التي استمرت طوال 13 عاما، في أفغانستان. وسيشارك في "مهمة الدعم الحازم" الجديدة نحو 13 ألف جندي أجنبي سيعملون كمدربين ومستشارين للقوات الأفغانية اعتبارا من مطلع يناير المقبل. تجدر الإشارة إلى أن الجيش الألماني شارك في مهمة حلف الأطلسي (إيساف) في أفغانستان بإجمالي 135 ألف جندي خلال 13 عاما، لقى منهم 55 جنديا حتفهم إثر القتال هناك. وقتل أكثر من 3500 عنصر من قوات (إيساف) في مسرح عمليات الحرب الأفغانية. ولايزال تمرد طالبان يمثل تهديدا خطيرا لحكومة كابول بعد أكثر من عقد من القتال. ومن المقرر أن يبقى لأجل مهمة التدريب الجديدة في أفغانستان 12 ألف جندي من القوات الأجنبية، من بينهم 850 جندي ألماني. وتستمر هذه المهمة لمدة عامين. ومن جانبه أشاد وزير التنمية الألماني، جيرد مولر، بالإسهام الذي أداه الجيش الألماني طوال 13 عاما في مهمة (إيساف) من أجل تحقيق الاستقرار في أفغانستان. وقال مولر إن حالة الكثير من المواطنين الأفغان تحسنت خلال ال 13 عاما الماضية. ولكن أظهر استطلاع ألماني حديث أن 60 في المئة من الألمان يرون أن بعثة بلادهم العسكرية في أفغانستان كانت عديمة الجدوى. تجدر الإشارة إلى أن معهد "يوجوف" لقياس مؤشرات الرأي هو الذي تولى مسؤولية إجراء هذا الاستطلاع بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). ووفقا للاستطلاع، يعارض 51 بالمئة قيام الجيش الألماني بمهام أخرى في أفغانستان، بينما أيد 31 بالمئة منهم فقط ذلك. وعلى جانب آخر يلقى انتهاء مهمة حلف الأطلسي في أفغانستان بعض الانتقاد. ووجهت سيما سمر، رئيسة المفوضية الأفغانية لحقوق الإنسان في كابول، انتقادا للاستراتيجية التي يتبعها حلف الأطلسي. وقالت سمر، الحائزة على جائزة نوبل البديلة، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "لم نفهم زيادة عدد الجنود في عام 2009، ولا نفهم سبب الانسحاب الآن". وأضافت سمر أن المجتمع الدولي تناول موضوع أفغانستان على نحو سطحي للغاية، موضحة: "ربما كان بإمكاننا تحقيق المزيد، والحد من عدد الضحايا، إذا ما قمنا بتحليل الوضع على نحو أفضل". ومن جانبه وصف نائب حاكم إقليم قندوز، حمد الله دانشي، سحب قوات الأطلسي بأنه متسرع. وقال دانشي: "هناك بعض الأشياء التي لابد من تحقيقها، ولا يمكننا إتمامها دون مساعدة قوات الحلف". تجدر الإشارة إلى أن قندوز هو أكثر الأقاليم الأفغانية اضطرابا في شمال أفغانستان، وكان في مجال مسؤولية الجيش الألماني خلال مهمة (إيساف). وعلى الجانب الآخر يرى نائب مهمة (إيساف)، كارستن جاكوبسون، أن مهمة الحلف حققت نجاحا. وقال جاكوبسون، الذي يتولى أيضا منصب (لفتنانت جنرال) في الجيش الألماني في تصريحاته لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "هدف المهمة هو إتاحة الفرصة لتكوين حكومة أفغانية وتأمين تكوين هذه الحكومة وتكوين قوات أمنية أفغانية، ثم تسليم المسؤولية بعد ذلك، ثم التراجع. وقد تم تحقيق هذه المهمة لقوات (إيساف) بنسبة 100 بالمئة". وعلى جانب المعترضين على نجاح مهمة حلف الأطلسي في أفغانستان، يأتي أيضا جريجور جوزي، رئيس كتلة حلف اليسار الألماني المعارض في البرلمان الألماني (بوندستاج). ويعتبر جوزي أن مهمة الحلف في أفغانستان باءت بالفشل، موضحا: "لم تسفر حرب الناتو لمدة 13 عاما في أفغانستان عن تحقيق أي سلام للبلاد أو أي تقدم اجتماعي أو تطور ديموقراطي استقراري، ولم تؤد إلى إقامة دولة قانون، ولكنها أسفرت عن الكثير من القتلى ومظاهر التدمير".