على الرغم من أعوامه الاثنين والعشرين، إلا أن نيمار قدم بالفعل ما يكفي ليصنف ضمن أعظم لاعبي البرازيل على مر العصور، تقول وكالة اسوشيتد برس مضيفة أن النجم البرازيلي لو استطاع الحفاظ على تقدمه، فربما لا يصمد العظيم بيليه أمامه عندما ينهي مسيرته مع الساحرة المستديرة. الوكالة وصفت نيمار بأنه أكثر لاعب واعد في منتخب السليساو، مشيرة إلى أنه ارتقى سريعا إلى مستوى التوقعات، ووضع نفسه على درب العظماء، معززا من تألقه وتحقيقه من الأرقام ما حققها قليلون غيره في مثل سنه. "فنيمار بالفعل خامس أعظم هدافي البرازيل بأربعين هدفا أحرزها مع الفريق الوطني، وهو في طريقه لتحطيم الرقم القياسي لبيليه، 77 هدفا، كأكثر اللاعبين إحرازا للأهداف مع المنتخب القومي". تقول أسوشيتد برس إنه "إذا حافظ نيمار على معدل تهديفي مثل ما هو عليه الآن، فربما يكسر رقم بيليه قبل بلوغه الثامنة والعشرين، في 2020"، ملفتة إلى أن بيليه كان أكبر من نيمار بشهرين فقط عندما سجل هدفه الأربعين. وبيليه وروماريو فقط هما الأكثر من نيمار في نسبة التهديف مع الفريق الوطني. بيليه: لاعب رائع وقال بيليه لأسوشيتد برس في رسالة بالبريد الإلكتروني "أنا سعيد للغاية وفخور بالتقدم الذي أحرزه نيمار منذ أن انتقل للعب في أوروبا". وأضاف الأسطورة البرازيلية "هذا الموسم، إنه يثبت أنه واحد من أفضل اللاعبين في العالم. ونموه كلاعب رائع ومفيد جدا للسليساو". ومن بين اللاعبين البرازيليين الذين يسبقون نيمار في عدد الأهداف مع المنتخب الوطني، زيكو وروماريو ورونالدو. ووصل نيمار لهدفه الأربعين بعد أن سجل أربعة مرات في اللقاء الودي مع اليابان الشهر الماضي، وأمامه الفرصة في الأسابيع المقبلة للاقتراب من رقم زيكو الذي أحرز 48 هدفا، عندما تلعب البرازيل وديا مع تركيا والنمسا. وأحرز روماريو 55 هدفا في مباريات رسمية مع السليساو، فيما أحرز رونالدو 62 هدفا. وقال بيليه لأسوشيتد برس "نحن الاثنين جئنا من سانتوس حيث قمنا بتطوير نفس المهارات: الابداع والتمرير والوصفات النهائية، وبالطبع، الجوع المستمر للأهداف". وبينما قضى بيليه معظم حياته الكروية في البرازيل، انتقل نيمار بسرعة إلى كرة القدم الأوروبية. حيث انتقل مباشرة من سانتوس إلى برشلونة، ولم يستغرق من الوقت طويلا ليبدأ تحقيق النجاحات جنبا إلى جنب مع تلك التي يحققها ليونيل ميسي. وفي البرازيل، يقول كثيرون إن نيمار يمتلك بالفعل ما يحتاجه ليصبح أفضل لاعب في العالم. وقال مدرب البرازيل السابق كارلوس ألبرتو بيريرا لوسائل إعلام برازيلية مؤخرا "ربما لا يحدث هذا العام، لكن في العام المقبل، سيصبح أفضل لاعب في العالم، أنا متأكد. إنه بالفعل معبود". وكان نيمار قد بدأ يلفت انتباه الجميع، عندما قال زيكو، نجم البرازيل في كأس العالم 1982، إن الأصغر (نيمار) يمكن أن يصبح جيدا مثل بيليه أو دييغو مارادونا. وقال زيكو لقناة إسبورتو إنتراتيفو المحلية قبل سنوات قليلة "إنه يقوم بأشياء لم يستطع أن يقوم بها مارادونا أبدا. مارادونا كان عظيما، بفضل ما كان يقوم به بقدمه اليسرى، غير أنه لم يستطع أبدا أن يستخدم قدمه اليمنى بفعالية. نيمار لديه القدرة على اللعب جيدا باستخدام كلتا قدميه". غير أن زيكو أشار إلى أن بعض الضعف لدى نيمار في ذلك الوقت، من بين ذلك مهاراته الأقل بالنسبة للعب بالرأس، وهي المنطقة التي كانت مزدهرة عند بيليه. ويواجه نيمار انتقادات بسبب هبوطه المفاجئ وفشله في اللعب بشكل جيد مع الفريق الوطني في بداية مسيرته الكروية. وتحسن نيمار بشكل مطرد في المناطق الأخرى، وأصبح لاعبا أكثر نضجا بكثير اليوم. ويهبط مستوى نيمار بشكل قليل غالبا، ويتصرف بشكل أفضل داخل وخارج الملعب. فلعب موسم بجانب ميسي، أفضل لاعب في العالم، في أوروبا ساعده في التطور بشكل سريع. كما أنه تحسن أيضا مع المنتخب الوطني، وأصبح قائد البرازيل، واللاعب الذي يحمل آمال الجماهير في إحراز كأس العالم للمرة السادسة. وقال نيمار عقب تجازوه رقم بيبتو كخامس أفضل هدافي البرازيل "لا أعرف لنفسي حدود. لا أفكر في تجاوز بيليه. هذا ليس هدفي. هدفي هو التهديف لمساعدة الفريق الوطني ومساعدة زملائي". ليست الأهداف فقط وتقول أسوشيتد برس إن الأهداف ليست وحدها التي جعلت نيمار لاعبا استثنائيا؛ فرغم أنه يفتقد للقوة التي كانت لدى بيليه، ولم يبدو وكأنه يمتلك نفس معدل السرعة في التفكير التي كانت لدى بطل العالم ثلاث مرات، إلا أن نيمار يمتلك مهارات مماثلة ويستخدم سرعته الفائقة التي لا تصدق، لتعويض بعض النقص الذي يعانيه. وكما بيليه ورونالدو وروماريو، لديه دقة رائعة في اللمسات الأخيرة. ويمتلك نيمار بعض المميزات عن لاعبين من أمثال رونالدو وروماريو الذين باتوا نجوما بسبب قدرتهم على التهديف في المقام الأول؛ فنيمار لا يسجل الأهداف فقط، إنها هو صانع ألعاب، ويستخدم مهاراته بالكرة وسرعته في خلق فرص تهديفية لزملائه، وفقا لتقرير الوكالة الأمريكية. وكان رونالدو يستخدم قوته للمرور من المدافعين فيما كان روماريو يستخدم تمركزه الجيد داخل المنطقة، ويضرب بدقة. وخلافا لكلاسيكية من يرتدي الرقم 10 مثل زيكو الذي كان يتحكم في الكرة بشكل رائع، وكان دائما يحاول أن يضع زملائه في موضع يسجلون منه، يتحدى نيمار باستمرار المدافعين ويستخدم مهارات المراوغة التي لديه للاقتراب من منطقة الخصم. وعلى الرغم من أنه من المبكر أن نقول إلى أي مدى سوف نقارن بين نيمار والعظماء البرازيليين الآخرين، إلا أنه من المرجح أن يعتمد نجاحه بشكل كبير على إن كان يستطيع أن يفوز مع البرازيل ويقود بطل العالم خمس مرات إلى العودة إلى أيام مجدها. وفاز بيليه بالطبع بكؤوس عالم، في الوقت الذي ضاعت فرصة الفوز بأول كأس عالم على نيمار في عمر 22 عاما، في جزء منها، بسبب إصابة في الظهر تعرض لها وأبعدته عن بعض المشاركات في البطولة الني نظمتها البرازيل هذا العام. هل يكون روبينيو؟ وتشير أسوشيتد برس إلى أنه نيمار لديه بالطبع فرصة ألا يكون كما يتوقع الجميع، كما حصل مع روبينهو، الذي كان يوصف بنجم البرازيل الواعد عندما انتقل إلى ريال مدريد بدلا من برشلونة، غير أنه أبدا لم يرتق لمستوى التوقعات. "فربينيو لعب في بطولتي كأس عالم ولايزال ضمن الفريق الوطني، إلا أنه لم يصبح أبدا نموذجا للنجم الذي أمله البرازيليون كما كانت عناوين الصحف تصفه وهو مراهق". وحده الوقت هو الذي سيخبرنا إذا كان نيمار سيصبح مثل روبينهو أو مثل بيليه، على ما تقول أسوشيتد برس.