أرسل الانفصاليون الموالون لروسيا، اليوم الاثنين، بعض الإشارات التي تنم عن أن هناك أملا في حدوث انفراجة للأزمة الأوكرانية، وذلك بعد سحب الحكومة الروسية لبعض جنودها من منطقة الحدود مع روسيا أمس الأحد. وأشار زعيم الانفصاليين في دونيتسك أندريه بورجين، اليوم الاثنين، إلى إمكانية الموافقة على عملية المراقبة الألمانية الفرنسية المحتملة في منطقة النزاع بشرق أوكرانيا. جدير بالذكر أن المجموعات المسلحة في شرق أوكرانيا سمحت لمساعدين أوكرانيين بالدخول إلى موقع الطائرة الماليزية، التي تحطمت هناك في شهر يوليو الماضي. ويتوقع الغرب أن يحدث بفضل تلك المهمة التي سيقوم بها مراقبون مستقلون، حدوث انفراجة في الوضع الحالي بشرق أوكرانيا بعد المعارك الدموية التي استمرت لشهور هناك وأسفرت عما يزيد على 3600 قتيل. ويرى المراقبون أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأحد بسحب ما يزيد على 17 ألف جندي روسي من منطقة الحدود الروسية مع أوكرانيا، يمثل خطوة جيدة نحو حل الأزمة. وعرض التليفزيون الحكومي في موسكو اليوم الاثنين صورا لقوافل من الدبابات والطائرات المروحية. ووفقا لبيانات صحيفة "نوفي ازفستيا" الروسية، فمن المقرر أن تتمركز روسيا بقوات تتكون من نحو 65 ألف جندي بالقرب من منطقة الأزمة الأوكرانية لفترة مؤقتة. ومن جانبه رحب منسق الحكومة الألمانية لشؤون روسيا، جيرنوت إيرلر، بالخطوة التي قام بها الرئيس الروسي. وقال إيرلر لصحيفة "نوين أوسنابروكر تسايتونج" الألمانية الصادرة اليوم الاثنين: "أظهر بوتين بذلك أن روسيا لا ترغب في تفاقم حدة النزاع مع الغرب". ووجه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قبل ذلك اتهامات لأوروبا والولايات المتحدة بعدم اتخاذ إجراءات كافية من أجل إنهاء الأزمة الأوكرانية. وقال لافروف في موسكو: "لم تكشف الأزمة الأوكرانية عن أي توجهات جديدة، وإنما كشفت توجه الغرب". وتابع لافروف: "إن عادة النظر إلى الروس أنهم ليسوا شركاء، قائمة في شرق أوروبا منذ وقت طويل، على الرغم من حقيقة أننا نمثل جزء في الثقافة الأوروبية منذ ثلاثة قرون على الأقل". وأضاف لافروف أنه على الرغم من "الخطوات غير الودودة" التي يتبعها الغرب مع روسيا، فإن روسيا على استعداد للتعاون. جدير بالذكر أن وزير الخارجية الروسي سيلتقي نظيره الأمريكي جون كيري غدا الثلاثاء بالعاصمة الفرنسية باريس لإجراء مباحثات بشأن الأزمة الأوكرانية. وعلى جانب آخر وصل وزير التنمية الألماني جيرد مولر اليوم إلى العاصمة الأوكرانية كييف لتوريد مساعدات ألمانية إلى النازحين من منطقة النزاع في شرق أوكرانيا. ووفقا لتقديرات جيرد، وصلت أعداد النازحين بالمنطقة إلى 500 ألف شخص. ومن المتوقع أن يبدأ الوزير الألماني بإجراء مباحثات اليوم في كييف، ثم يتوجه غدا الثلاثاء إلى مدينة خاركوف، التي يتم بها إنشاء أماكن إقامة ثابتة للنازحين باستخدام المساعدات الألمانية. تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يعتزمان التفاوض حول الأزمة الأوكرانية يوم الخميس المقبل أثناء انعقاد القمة الأوروبية الآسيوية التي تحضنها مدينة ميلانو الإيطالية. وسيلتقي الرئيسان أيضا بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.