يعتبر 9 ستمبر هو يوم إحتفال مصر بعيد الفلاح، الذي تحدد بمناسبة إصدار أول قانون للإصلاح الزراعي أصدره جمال عبد الناصر عام 1952، وكان أهم بنوده تحديد سقف للملكية الزراعية، في محاولة لإعادة الحقوق للفلاح، بعد أن عاش حياة السُخرة في ظل حكام سابقين، وفي مثل هذا اليوم كانت تقيم الجمعيات الزراعية في جميع المحافظات إحتفالا لتسليم الكئوس والمكأفات المالية لصاحب أعلى إنتاجية في زراعة الذرة والقمح، وبعد هذا الإحتفال كانت تقيم إحتفالاً أخر لصاحب أعلى إنتاجية فى زراعة محصول القطن. ولكن مع مرور الوقت أصبح حال الفلاح أكثر سوءًا بسبب سوء الأحوال الإقتصادية للبلاد؛ بالإضافة إلى إرتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات ومشكلة المياة، علاوة على عدم إهتمام الحكومات السابقة بمشاكل الفلاح والزراعة، ولكن يبقى السؤال في عيد الفلاح هذا العام .. هل تراجعت الرقعة الزراعية أم زادت؟ ولماذا؟! وللإجابة على هذا التساؤل إلتقت "ولاد البلد" مع المهندس محمود صبحي مدير الإدارة الزراعية بمديرية الزراعة ببني سويف الذي أكد أن الرقعة الزراعية في محافظة بني سويف تراجعت بنسبة كبيرة، لعدة أسباب، منها: الحيز العمراني الذي حددته الدولة عام 2008 والذى أقتص من الرقعة الزراعية الكثير؛ بالإضافة إلى تعديات البناء على الأراضي الزراعية، والتي بلغت الأف الأفدنة في بني سويف، فمثلاً تقدر المساحات المزروعة بحوالي 42624 فدان في مركز إهناسيا غرب بنى سويف، وهي جملة الزمام التي دخل منها حوالي 1000 فدان كحيز عمراني؛ بالإضافة إلى حوالى 100 فدان تعدي بالمباني، وهناك أيضا عشرات الأفدنة البور. ولفت صبحي إلى أنه برغم التناقص الشديد في الرقعة الزراعية؛ إلا أن هناك مميزات لمركز إهناسيا تجعلها تعوض النقص في الرقعة الزراعية، حيث لها ظهير صحراوي يساعد على إستصلاح أراضي جديدة، وذلك بعد تعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسى بضرورة إستصلاح ملايين الأفدنة الصحراوية، وأنه بالفعل تم إستصلاح 6000 فدان لشباب الخريجين بقرية سدمنت الجبل، وجاري إستصلاح أراضي أخرى لتعويض النقص في الرقعة الزراعية. وأضاف مدير الإدارة الزراعية أنه من المفترض أن تهتم الدولة بالفلاح لأنه عصب الإقتصاد المصري، وأن توفر له المعيشة الكريمة عن طريق توفير تأمين صحي شامل، وإنشاء جمعيات لتسويق المحاصيل الزراعية، وهي أبسط الأمور التي يجب أن تقدمها الحكومة للفلاح في عيده الثاني والستون. واختتم أنهم كمسئولين في الزراعة يحاولون الوقوف بجوار الفلاح والمحافظة على الرقعة الزراعية، حيث يتم تقديم الكثير من الدعم لكثير من المحاصيل مثل القمح والقطن وتحرير المخالفات لحالات التعدي بالبناء على الأراضي الزراعية وحالات تبوير وتقسيم الأراضي ومخالفات ري البرسيم بعد 15 مايو حتى لا يُصاب بديدان القطن، داعياً فلاحي بني سويف للمحافظة على أرضهم الزراعية لأنها مصدر رزقهم وعصب الاقتصاد القومي.