الرياض - تعتزم السعودية خلال السنوات المقبلة زيادة حجم الاستثمار في مجال استخراج الغاز، ليتواكب مع خططها الاستراتيجية في الوصول إلى حصة عملاقة في السوق العالمي في البتروكيماويات،تجعلها أكبر المنتجين لمختلف أنواع البتروكيماويات في المستقبل، وان أرامكو السعودية تعمل على توسيع قدرتها الرئيسية في إنتاج الغاز إلى أكثر من 15 بليون متر مكعب قياسي يوميا من 10.2 بليون قدم مكعبة يومياً حالياً. وذكرت مصادر في أرامكو السعودية أن السعودية بدأت بالفعل برنامج عملي لزيادة إنتاجها من الغاز ليستوعب حجم الطلب المحلي المتزايد، وأيضا ليخدم الخطط الطموحة التي تنفذها شركة أرامكو السعودية في مشروعها الذي أنهت دراسته في "بترورابغ 2"، بالإضافة إلى مشروعها الذي يجري العمل على تنفيذه في مدينة الجبيل الصناعية بالشراكة مع داو كميكل الأمريكية. وأن أرامكو ستنفق 125 مليار دولار في مشاريع داخل وخارج المملكة على مدى السنوات الخمس المقبلة، في استثمارات جديدة في قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات. وأشارت إلى أن السعودية ستواجه مشاكل حقيقية في الغاز إن لم تستطع زيادة إنتاجها بكميات كبيرة خلال الخمس سنوات المقبلة، وقالت: "أن السعودية تعرف أن عمليات التنقيب ومشاريع الإنتاج تحتاج إلى ميزانية عملاقة، وهي على استعداد لتوفيرها، لضمان نجاحها في خططها المستقبلية". وأضافت أن مشروعين مشتركين للغاز في السعودية يعتزمان استئناف الحفر في منطقة الربع الخالي بنهاية العام الحالي أو مطلع العام المقبل، وفي الوقت الراهن لا تعمل في الربع الخالي سوى شركة جنوب الربع الخالي (سراك) وهي مشروع مشترك بين أرامكو وشل. وبدأت الشركة حفر الآبار الثلاثة الأولى في إطار المرحلة الثانية من التنقيب عن الغاز. وأكدت أن أرامكو السعودية بدأت بتنفيذ جميع مشاريعها المتعلقة بإنتاج الغاز، خاصة مشاريع الغاز غير المصاحب، وتقدر احتياطيات الغاز السعودية بنحو 275.2 تريليون قدم مكعبة وهي خامس أكبر احتياطيات في العالم. وترغب المملكة في استغلالها لزيادة كمية النفط المتاحة للبيع في أسواق التصدير المربحة ومواصلة التوسع في قطاعي البتروكيماويات والكهرباء. لكن الشروط التي اتفقت عليها أرامكو تقول بعض الشركات أنها ليست مواتية لشركائها في التحالفات. ويحتاج الشركاء لاكتشاف المكثفات - وهي أحد أشكال النفط الخفيف يمكن بيعها بأسعار السوق العالمية - لتغطية تكلفة التطوير. ويعني هذا أن تلك الشركات تبحث عن الغاز الغني بالمكثفات الذي يصعب اكتشافه مقارنة بالغاز العادي. وحصلت شركة اينيربسا للغاز بالفعل على تمديد حتى ابريل 2012 للمرحلة الأولى من التنقيب. وقد أكملت أعمال الحفر في ثلاثة آبار لكن حفر البئر الاستكشافية الأخيرة أرجئ إلى النصف الثاني من العام الحالي. ودخلت لوكسار مرحلة التقييم بعد إكمال مرحلة التنقيب الأولى. وانتهت الشركة من حفر تسعة آبار استكشافية في 2009 وحققت اكتشافين. وفي إطار برنامج التقييم ستحفر لوكسار خمس آبار منها ثلاثة في طخمان واثنتان في مشيعيب. وقالت أرامكو في تقريرها السنوي لعام 2009 إن لوكسار تنازلت عن 90 في المئة من منطقة امتياز استكشاف الغاز وقررت عدم المضي في المرحلة الثانية من التنقيب هناك. وقالت لوك أويل في تقرير هذا الشهر إنها علقت الحفر في بئرين لحين التمكن من استخدام تكنولوجيا لزيادة معدل التدفق. وقال متحدث باسم لوك أويل إن الشركة ستستأنف الحفر، لكنه قال إنه ليس متأكدا متي سيكون ذلك. ويأتي معظم إنتاج المملكة من الغاز الطبيعي مصاحباً لإنتاج النفط، لذا تتأثر إمدادات الغاز بخفض المملكة إنتاج النفط الخام تماشياً مع تخفيضات منظمة أوبك.