بانيا لوكا (البوسنة) (رويترز) تجمع نحو عشرة الاف من صرب البوسنة لابداء المساندة لقائد قوات صرب البوسنة راتكو ملاديتش يوم الثلاثاء في مظاهرات للقوميين احتجاجا على اعتقاله. وقال سرديان نوجو من جماعة (سربسكي دفيري) القومية المتطرفة للحشد المتجمع "هناك اخرون مثل ملاديتش في صربيا.. انهم يشبون وسيبدأون من حيث انتهى." وألقي القبض على القائد السابق لقوات صرب البوسنة في صربيا يوم الخميس. ومن المتوقع ارساله الى محكمة جرائم الحرب التابعة للامم المتحدة في لاهاي أثناء الليل لمواجهة اتهامات بالابادة الجماعية أثناء الحصار الذي استمر 43 شهرا لسراييفو وارتكاب مذبحة راح ضحيتها 8000 مسلم في سربرنيتشا خلال الحرب البوسنية في الفترة من 1992 و1995 . ووصل المتظاهرون من صرب البوسنة الذين يعتبرون ملاديتش بطلا على متن حافلات قادمين من أنحاء جمهورية الصرب داخل البوسنة الى مدينة بانيا لوكا الرئيسية. وكان هذا أكبر احتجاج في البوسنة منذ القاء القبض على ملاديتش في الاسبوع الماضي في قرية صربية بعد 16 عاما قضاها هاربا. وحمل المحتجون ملصقات لملاديتش بعضها كتب عليها "لقد قبضوا علينا جميعا" و"الله في السماء.. وروسيا على الارض" و"روسيا الى الابد". وتسعى روسيا لتوثيق علاقتها السياسية مع صربيا. كما انتقدت الحشود الرئيس الصربي بوريس تاديتش الذي يعتبره الكثير من الصرب الان خائنا لانه أعطى الضوء الاخضر لاحتجاز ملاديتش. وهتفوا قائلين "بوريس.. اقتل نفسك وانقذ صربيا." وتظهر هذه الاحتجاجات الانقسام العرقي الشديد الذي ما زال سائدا في البوسنة. وفي حين أن الصرب يعتبرون ملاديتش مدافعا عن الصرب فان مسلمي البوسنة يعتبرونه قائدا عسكريا لا يعرف للرحمة سبيلا وأمر بارتكاب ابادة جماعية في أنحاء البوسنة خلال الحرب التي أسفرت عن سقوط أكثر من 100 ألف قتيل أغلبهم من المسلمين. وأبدى رئيس جمهورية الصرب ميلوراد دوديك تأييده للمحتجين قائلا انه سيبذل قصارى جهده للحفاظ على هوية وسمعة جيش جمهورية البوسنة. لكنه تغيب عن الاحتجاجات مما أثار غضب كثيرين. وقال ميلان كوركوفي من بانيا لوكا "أقام راتكو ملاديتش الدولة (جمهورية الصرب) وأصبح اللصوص هم الذين يحكمون الان... أمضى دوديك الحرب في بلجراد في حين أن ملاديتش يضحي بدمائه. ما زال دوديك يسرق في حين يحال قائدنا الى لاهاي." وأبدى السكان المسلمون في بانيا لوكا عدم ارتياحهم ازاء هذا الخطاب القومي. وقال امير ديوزيل (58 عاما) الذي يعمل ميكانيكيا وهو من بانيا لوكا "منذ القاء القبض على ملاديتش وأنا أشاهد التلفزيون وأستمع الى جيراني.. ويبدو أنه لم يتغير شيء منذ عام 1992 عندما اضطرت أسرتي لمغادرة البلدة."