بعد سنوات من تخاذل المجتمع الدولي في دعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وتهاون دول العالم مع جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين وانشغال الأمة العربية باندلاع ثورات الربيع العربي، يأتي فوز عبد الفتاح السيسي برئاسة جمهورية مصر العربية ليحيي ويجدد آمال الكثير من الفلسطينيين في نصرة قضيتهم وإعادتها إلى مقدمة أولويات قضايا المنطقة العربية والعالم مرة أخرى فقد اعتبر أسامة القواسمي، المتحدث باسم حركة فتح، أن السيسي بالدعم الشعبي الواسع الذي حظى به خلال الانتخابات الرئاسية سيكون له دور مركزي ومحوري في دعم القضية الفلسطينية ومواجهة الاحتلال خاصة في ظل التعنت الإسرائيلي المستمر، مذكرا بأن الرئيس المصري الجديد كان قاطعا خلال فترة حملته الانتخابية عندما أكد أنه لن يكون هناك سلام من دون قيام دولة فلسطين. وأعرب القواسمي عن أمله في عودة مصر بقياداتها الجديدة لدعم الحقوق العربية وعلى رأسها حقوق الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن الفلسطينيين يتطلعون حاليا لزيارة الرئيس محمود عباس المرتقبة إلى مصر للقاء السيسي لتنسيق العلاقات وبحث مساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة السياسات الإسرائيلية. ومن جانبه، قال مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية ورئيس لجنة الحريات بالضفة الغربيةالمحتلة، إن الفلسطينيين يتوقعون أن يكون الرئيس المصري الجديد سندا للقضية الفلسطينية وأن يعمل على تعزيز دور مصر المركزي في المنطقة، موضحا أنه كلما قويت مصر قويت فلسطين معها. وأضاف أنه ينتظر أن تسهم القيادة الجديدة بمصر في حل القضايا العالقة الخاصة بالفلسطينيين لاسيما مسألة معبر رفح الذي يعد منفذا هاما وحيويا لأهل غزة. وقد أكد بسام الصالحي، أمين عام حزب الشعب الفلسطيني، أن موقف السيسي المتمثل في ربطه بشكل قاطع بين إنهاء الاحتلال وضمان حقوق الشعب الفلسطيني سيدفع بالقضية الفلسطينية إلى الأمام من خلال استثمار ثقل مصر الإقليمي في هذا الشأن. وحثّ الصالحي الرئيس الجديد على العمل من أجل وضع حد للممارسات الإسرائيلية ودعم تحركات فلسطين في المحافل الدولية ومواصلة مصر لدورها المحوري في تنفيذ ما تبقى من الاتفاقيات في المصالحة الفلسطينية، متمنيا أن تغير مصر رؤيتها إزاء معبر رفح بعد تحقيق المصالحة بين مختلف الفصائل الفلسطينية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني. ووصف چورچ رسماوي، مدير المركز الفلسطيني للتقارب بين الشعوب، مصر بأنها أهم دولة في المنطقة فهي تؤثر بشكل كبير على الأوضاع بها، مطالبا القيادة المصرية الجديدة باستخدام نفوذها وثقلها وزيادة الضغط على حكومة إسرائيل للوصول إلى السلام المنشود وتحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني ووقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى بالسجون الإسرائيلية. وأضاف رسماوي أن الفلسطينيين يثقون في الشعب المصري وفي اختياره لقيادته الجديدة، مناشدا المصريين بحث رئيسهم الجديد على مناصرة شعب فلسطين وقضيته. وقد شدد الدكتور عبد المجيد سويلم، أستاذ الدراسات الإقليمية بجامعة القدس، على الآمال التي أصبحت ممكنة بعد نجاح الثورة المصرية الأخيرة، موضحا أن وجود دولة عربية ديمقراطية حديثة ومشاركة الجماهير في القرار السياسي سينعكس على الوطن العربي بأثره ولن يكون هناك غياب لدور الشعوب ولن يصبح الحاكم هو الذي يقرر وحده بعد الآن. وأكد أن الشعب الفلسطيني يعقد آمالا كبيرة جدا على التجربة المصرية ونجاحها في صناعة نموذج الدولة العربية الحديثة، مذكرا أن التاريخ أثبت أنه عندما انتصرت التجربة الناصرية بمصر انعكست على كل الوطن العربي حيث كانت الوحدة العربية والتضامن والتنمية والمواجهة والحشد وتوجيه الطاقات العربية. وقال سويلم إن حقوق الشعب الفلسطيني لن تعود دون جهود عربية فعالة وذلك لن يحدث بدون مصر، مطالبا السيسي بلعب دور ريادي وقيادي في لم الشمل العربي والدفاع عن فلسطين وإنهاء الانقسام داخلها وتوحيد مؤسساتها والمساعدة في إنجاح المصالحة الفلسطينية. وليس المسئولون والسياسيون فقط من ينتظرون من الرئيس المصري الجديد مزيدا من الدعم والضغط على إسرائيل ولكن على المستوى الشعبي كان لأبناء أرض فلسطين مطالب أعربوا عن أملهم في أن تصل لشعب مصر وقيادته الجديدة، وحتى إن كانت المطالب الشعبية لا تختلف كثيرا عن المطالب الرسمية إلا أنه كان واجبا أن نوصل صوت شعب فلسطين إلى مصر كما تمنى. فأعرب أبو يوسف، جزار مسن بإحدى مخيمات الضفة الغربية - خلال اللقاءات التي قامت بها مراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط برام الله - عن أمله في أن يعيد السيسي النظر في اتفاقية كامب ديفيد وتغيير ميزان القوة في العالم عن طريق توحيد العرب أمام هيمنة أمريكا وإسرائيل، ثم قال - والدموع في عينيه - "وأتمنى أن يعود الشعب المصري ليحبنا مرة اخرى كما كان دائما"، مضيفا "الشعب الفلسطيني ليس كله حماس"، وتابع: ما حدث من مشكلة بين المصريين وحماس بسبب مساندتهم لجماعة الإخوان كانت سحابة صيف وانتهت - على حد قوله. ويقول حمودة - شاب صيدلي بمخيم الامعري - "آمالنا كبيرة بأن يقف السيسي مع حقوقنا في إقامة دولتنا المستقلة ويفتح معبر رفح ومعابر اخرى تخفف من معاناة أهل غزة". وأكد أنه ينتظر كل الخير للأمة العربية والقضية الفلسطينية من القيادة المصرية الجديدة، وحث الرئيس المصري الجديد على إعادة القضية الفلسطينية لقلب وأولويات الوطن العربي. وقال خلف - سائق تاكسي برام الله - إن مصر هي السند الحقيقي لمطالب شعب فلسطين، معربا عن أمله في أن يعيد السيسي نفوذ مصر في الوطن العربي حتى تكون "واسطة خير للفلسطينيين". وناشد فهد - عامل بسوبر ماركت بإحدى المخيمات، في الأربعينيات من عمره - السيسي بتخفيف معاناة شعب فلسطين، فكل أمله أن يعيش هو وأبناؤه في أمان دون اعتقالات وتعذيب وترويع. كما حث الرئيس المصري الجديد بالضغط على إسرائيل للسماح لهم بالصلاة بالمسجد الأقصى والتي تعد إحدى أمنياته فهو ممنوع من دخول القدس طبقا للإجراءات الإسرائيلية التي لا تسمح بدخول القدس سوى للمقدسيين وحاملي التصاريح . وأكد أنه لديه يقين أن الأراضي الفلسطينية ستتحرر يوما على أيدي الجيش المصري الباسل الذي يكن له الفلسطينيون كل التقدير والحب والاحترام. وقال أبو علاء - عجوز كان يجلس على كرسي وسط مخيم قلنديا شمال القدسالمحتلة - إنه يرى في السيسي الأمل فهو يذكره بجمال عبد الناصر، وحثه على إنهاء الانقسام الفلسطيني أولا وتوحيد الأمة العربية صفا واحدا ثانيا ليغير بذلك من ميزان القوى بيننا وبين إسرائيل ولن يكون الثقل للأمريكان بعد هذه الوحدة - على حد رأيه. وفي نفس السياق، قال حسن - صحفي شاب من محافظة نابلس - "إن المصالحة الفلسطينية وحكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت يوم الاثنين الماضي هي أولى إنجازات السيسي التي أهداها إلى شعب فلسطين ليزيد من آمالهم ويرفع من طموحاتهم، ويثبت تضامنه معهم". واعتبر حسن أن الأجواء أصبحت الآن مهيئة بين الحكومة المصرية وحركة حماس لتحسين العلاقات بينهما وذلك بعد إنجاز المصالحة وتشكيل حكومة الوفاق الوطني. وبذلك فليس المصريون وحدهم من يعلقون آمالا واسعة على السيسي ولكن أبناء فلسطين أيضا ارتفعت طموحاتهم بعد فوزه برئاسة مصر ويعولون عليه كثيرا ولا يترددون في توجيه مطالبهم له، فهم يرونه الزعيم العربي الوطني القوي القادر على إعادة مصر إلى قيادة منطقة الشرق الأوسط ومواجهة إسرائيل ولعب دور حاسم في إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي