يتوجه الملايين من الجزائريين يوم الخميس القادم لانتخاب رئيس جديد أو تجديد الثقة فى الرئيس الحالي، وهذه الانتخابات تثير مخاوف وقلق نظرا لما تمثله من تحديات جسيمة لمستقبل الجزائر. ويبقى السؤال الرئيسى الذى يشغل بال الجميع هو: هل ستكون هناك عمليات تزوير واسعة النطاق؟ هل ستتسم الانتخابات بالنزاهة والشفافية؟ وفى ظل الجدل الدائر وحالة عدم اليقين السائدة فى المجتمع الجزائرى يرى موقع ''الجيرى فوكوس'' أن هناك أربعة سيناريوهات محتملة لما بعد 17 أبريل. السيناريو الأول: التزوير واستمرار الوضع الراهن فى الجزائر، وهو السيناريو الذى يتوقعه الكثير من الجزائريين: إعلان فوز بوتفليقة بانتخابات الرئاسة الجزائرية بنسبة تصل إلى 80 ?، فيما سيتقاسم باقى المرشحين الآخرين ''فتات'' الأصوات ويلتزمون الصمت، بينما سيحتج على بن فليس ولويزة حنون ويقولون إنهم حصلوا على أصوات أكثر من المعلن عنها، وستقوم وزارة الداخلية من جانبها بتقديم الأدلة على صحة نتائجها، وسيستمر الجدل عدة أيام ثم تنخفض وتيرته إلى أن يتلاشى، أما الشعب فسيستسلم للقدر وستفرض الفترة الرئاسية الرابعة، فيما ستنفق السلطات المليارات لشراء السلام الاجتماعى وصمت الأغلبية ويتم التجديد لبوتفليقة دون أي عائق. السيناريو الثانى: السيناريو ''الايفوارى'' أو ''الكينى''، وهو السيناريو الذى وضعه بعض المراقبين السياسيين الذين يتوقعون فوز رئيس الوزراء الأسبق على بن فليس، وفى هذا يقولون إن بن فليس سيفوز فى الجولة الأولى، ولكن سترفض السلطات القائمة على الاعتراف بالنتيجة وستتحدث عن عمليات غش ثم تعلن فوز عبد العزيز بوتفليقة فى الانتخابات، وبعدها سينزل انصار بن فليس إلى الشارع بعد استنفاد جميع السبل القانونية، وهو وضع مماثل لما حدث فى كينيا عندما أعلن رئيس الوزراء رايلا أودينجا أنه سيطعن أمام المحكمة لهزيمته فى الانتخابات الرئاسية أمام اوهورو كينياتا الوجه، لكنه دعا له أنصار لالتزام الهدوء، ويتوقع أن يتبنى أنصار على بن فليس الموقف نفسه لعدم الوقوع فى فخ تهديد استقرار البلاد. ولكن إلى جانب هذا السيناريو هناك سيناريو كوت ديفوار عندما اعتبر واتارا و جباجبو انفسهما فائزين فى الانتخابات الرئاسية التى جرت عام 2010 وقادا بلدهما إلى حرب أهلية عندما رفض الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو التنازل عن العرش، واستمر العنف لمدة عام حتى انتصر الخصم الحسن و اتارا درامان، ولكن هذا السيناريو فرصه قليلة لان الجزائريين عانوا من العشرية السوداء وليسوا على استعداد لتكرارها لفرض رئيس جديد. السيناريو الثالث: السيناريو ''السنغالب''، وهو السيناريو الذى يحلم به جميع مؤيدى مرحلة انتقالية سلمية فى الجزائر، حيث سيخسر بوتفليقة الانتخابات، وما أن يتم الاعلان ذلك رسميا سوف يعترف الرئيس الحالى بالهزيمة ويهنئ خصمه، كما حدث فى السنغال مارس 2012 عندما وافق الرئيس السابق عبد الله واد على مغادرة السلطة بعد ان قضى فيها 12 عاما وقرر تسليم السلطة لمنافسه ماكى سال، ولكن ''الجيرى فوكوس'' يرى أن لاشىء يشير إلى رغبة بوتفليقة فى التخلى عن السلطة من خلال الذى يبديه أعضاء حملته على المضى قدما فى دعم مرشحهم. السيناريو الرابع: سيناريو ''جولة ثانية''، وتكون بين على بن فليس وعبد العزيز بوتفليقة لإسكات أية اتهامات بالتزوير، وهو ما يرجحه بشدة العديد من المراقبين للمشهد السياسى فى الجزائر، وسوف ينجح بوتفليقة فى الجولة الثانية لانه سيحصل حينئذ على دعم أنصار المرشحة لويزة حنون والمرشح بلعيد عبد العزيز، وهذا السيناريو سيجنب الجزائر أية اتهامات بالتزوير، بيد أن البعض يرى أن نظام بوتفليقة لن يرضى أن يظهر ضعيفا وهشا بقبول جولة ثانية، ولكن فرص هذا السيناريو كبيرة إذا تم استيفاء الشروط الأدنى للشفافية.