أبو الثوار بعد غياب مخاطباً الطلاب: ''أنا أبوك ارحمني.. ليه تضيع مستقبلك''

غاب لأشهر عن المشهد الإعلامي، بعد أن كان ملء السمع والبصر بميدان التحرير، في أيام الزخم الثوري، كان يحمس، يحفز الشباب على مواصلة الكفاح لإسقاط النظام المستبد في أحداث ثورة 25 يناير، ظل في الميدان يدافع عن الثورة ويطالب بتحقيق أهدافها.
جلبابه، وعمامته، وشعاراته على لافتاته، جزء من تاريخ الثورة، كان يشارك الشباب الاعتصام في الميدان، والمبيت في الليالي الباردة في الخيام، لم يكن يخشى على أبناءه الثوار من الرصاص والموت، كان يرى الموت شهادة، والوطن والحرية والعدالة الاجتماعية يستحقون التضحية.
شَعر الشباب الثائر، بحكمته وحنوه، ومشاركتهم الكفاح، فأطلقوا عليه لقب أبو الثوار، لكنه ودون سابق إنذار غاب عن المشهد لم يعد يظهر، دارت حول اختفاءه الشائعات، البعض قال: لقد مات، والبعض قال: أنه يعمل لحساب أجهزة الأمن، لكنه في كل مره كان يظهر ليرد على الشائعات بلافتات تبحث عن وطن أفضل.
وكعادته عاد في وقت الأزمات، ليقول كلمته، حمل رسالته على لافتة ورقية، تجول بها أمام جامعة عين شمس، '' يا طالب الجامعة أنا أبوك ارحمني.. ليه تضيع مستقبلك والباقي من عمري''، ظهر اليوم بروح الأب، كما كان غير أنه يوجه رسالته لطلاب الجامعة وليس إلى النظام، ينصح الطلاب بوقف التظاهرات، رحمة بالآباء ومستقبل الأبناء.
مصراوي التقى أبو الثوار محمد عطيان، أمام البوابة الرئيسية لجامعة عين شمس، حاملاً ردًا والابتسامة تملأ وجهه، جئت لأنصح أبنائي بنبذ العنف، والاهتمام بدراستهم، ووقف التظاهرات، والتعبير عن مطالبهم بالطرق السلمية.''لافتته، سألناه عن سر التواجد أمام
العشرات من الطلاب تجمهروا حول أبو الثوار يستمعون لنصائحه ويلتقطون معه الصور التذكارية التي تذكرهم بثورة 25 يناير.
محمد عطيان، فلاح بسيط من مدينة كفر الشيخ، أب ل9 أبناء، شارك في ثورة 25 يناير في حتى تنحى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، مكث في ميدان التحرير بالقاهرة، وظل به خلال الأحداث التالية محمد محمود، وفترة تولي المجلس العسكري، وما تلاها من أحداث.
عطيان قال لمصراوي: '' لو عشت عمر تاني مستحيل، أعيش ذلك سعادة ذلك اليوم الذي تنحى فيه مبارك، حلمنا بالحرية ووطن أفضل''.
من أخر لافتاته فهو قليل الكلام يرسل رسائل ذات معنى في كلمات قصيرة '' اللي فات ظلم واللي جاي ظلمات''.
وكانت قوات الأمن، ألقت القبض على أبو الثوار مرتين: الأولى خلال مشاركته بإحدى التظاهرات، والثانية خلال فض مظاهرة رافضة لقانون التظاهر الذي أصدره الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور، حيث كان متواجد بمحطة مترو جامعة القاهرة حاملاً لافتة تنتقد انقسام الثوار كتب عليها '' ليه يا طالب تضيع حلمك 4 صوابع وصور فرقت بينا وبينكم'' وأفرج عنه خلال ساعات.