تتواصل المشاورات السياسية، الأربعاء، في أوكرانيا سعيا لتشكيل حكومة انتقالية تطرح تشكيلتها على البرلمان للمصادقة عليها بعد عزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش في نهاية الأسبوع الماضي. وفي مؤشر على صعوبة التوصل إلى تسوية، أرجأ البرلمان إلى الخميس تشكيل الحكومة الذي كان مقررا الثلاثاء، وقال الرئيس الانتقالي اولكسندر تورتشينوف، متوجها للبرلمان، ''يجب اتخاذ القرار الخميس لا يمكن الانتظار أكثر''. والشخصيات التي ترد اسماؤها بشكل متكرر لمنصب رئيس الوزراء هم المصرفي وزعيم الحركة الاحتجاجية ارسيني ياتسينيوك والثري المعارض بيترو بوروشنكو ورئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو. غير أن تيموشنكو أعلنت من قبل أنها غير مهتمة بالمنصب وتستعد للتوجه إلى المانيا لتلقي العلاج. أما بطل العالم السابق للملاكمة فيتالي كليتشكو الذي أصبح من قادة الاحتجاجات فأعلن ترشيحه للانتخابات الرئاسية المبكرة في مايو. كذلك أعلن حاكم منطقة خاركيف الموالي لروسيا ميخايلو دوبكين ترشيحه للرئاسة. وانطلقت الحملة الانتخابية الثلاثاء وأمام المرشحين مهلة حتى 30 مارس لتقديم ترشيحاتهم. مساعي روسية غربية وسعى الغربيون والروس الثلاثاء لخفض التوتر بشان أوكرانيا حيث تكافح السلطات الانتقالية لإنقاذ البلاد من الافلاس والتصدي للنزعات الانفصالية في الجنوب والشرق. وبعدما طعنت موسكو، الاثنين، في شرعية القيادات الجديدة في أوكرانيا، مشككة في إمكانية ''التعامل'' مع حكومة منبثقة عن ''تمرد''، عادت موسكو وخففت من حدة لهجتها. وإذ أعرب وزير الخارجية سيرجي لافروف عن معارضته لتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، قال إنه ''سيكون من الخطير وغير المثمر إرغام أوكرانيا على الاختيار إما إن تكونوا معنا أو أن تكونوا ضدنا''. وفي واشنطن أدلى وزير الخارجية جون كيري بموقف مماثل قائلا ''إن المسالة ليست لعبة.. الأمر يتعلق بشعب أوكرانيا وبخيارات مستقبل للأوكرانيين''. من جهتها قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون ''اننا نعرض الدعم وليس التدخل'' في وقت وصل مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز بعد ظهر السبت الى كييف. وكانت روسيا أعلنت في ديسمبر عن قرض بقيمة 15 مليار دولار لم تصرف منه سوى 3 مليارات حتى الآن، وتخفيض كبير في أسعار الغاز لأوكرانيا غير أنه من المستبعد أن تواصل تسديد باقي القرض على ضوء التوتر بين العاصمتين. وبحسب وزير المال في الحكومة الانتقالية الأوكرانية يوري كولوبوف فان كييف بحاجة إلى 35 مليار دولار على سنتين وهو يعول على عقد مؤتمر للمانحين الغربيين، العرض الذي لقي استجابة من الأوروبيين. مظاهر انفصالية من جهة أخرى، دعا الرئيس بالوكالة إلى ''وضع حد فورا للمظاهر الانفصالية الخطيرة'' بدون أن يذكر حالات محددة. وفي سيباستوبول وسيمفيروبول في شبه جزيرة القرم الموالية لروسيا، جرت تظاهرات تأييد لموسكو الثلاثاء شارك فيها مئات الأشخاص. ولا يخفي الغربيون منذ عدة أيام مخاوفهم على وحدة أراضي أوكرانيا وهم يخشون ان تكون أزمة الأشهر الماضية عمقت الهوة بين الشرق الناطق بالروسية والمؤيد لروسيا الذي يمثل الغالبية في البلاد، والغرب القومي الناطق بالأوكرانية. من جهة أخرى، صوت البرلمان الأوكراني بغالبية كبيرة على قرار يطلب من محكمة الجنائية الدولية ملاحقة الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش في سياق تحقيق بتهمة ارتكاب ''جرائم بحق الإنسانية''.