اعلن الكرملين ان زيارة الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش التي كانت مقررة الثلاثاء في موسكو لتعزيز التعاون مع روسيا، ارجئت في اللحظة الاخيرة الى اجل غير مسمى. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري اوشاكوف قوله ان "زيارة عمل للرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش كانت مقررة. وتقرر تأجيلها". وقال الاخير ان تحضير الوثائق التي يجب توقيعها خلال الزيارة يستلزم مزيدا من الوقت. وفي شكل متزامن، اعلنت الرئاسة الاوكرانية ارجاء الزيارة لافتة الى ضرورة اجراء "مشاورات اضافية على مستوى الخبراء". وكانت موسكو وكييف اعلنتا مساء الاثنين زيارة يانوكوفيتش في اللحظة الاخيرة. ونقلت وكالة انترفاكس عن "مصدر مطلع" انه تم الغاء الزيارة بسبب التباين حول ماهية تعاون اوكرانيا مع الاتحاد الجمركي بين روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان. وعرضت موسكو مرارا على كييف الانضمام الى هذا الاتحاد الجمركي مقابل خفض سعر الغاز الروسي بالنظر الى الصعوبات المالية التي تواجهها الجمهورية السوفياتية السابقة. لكن الرئيس يانوكوفيتش الذي لديه طموحات اوروبية على غرار سلفه فيكتور يوشتشنكو يرفض انضمام بلاده الى هذا الاتحاد. لكن المسؤولين الاوكرانيين بدوا مؤيدين لهذه الفكرة في الاسابيع الاخيرة مع تدهور العلاقات بين كييف والاتحاد الاوروبي على خلفية سجن رئيسة الوزراء الاوكرانية السابقة يوليو تيموشنكو منذ عام ونصف عام. ونقلت انترفاكس عن المصدر المطلع نفسه ان المفاوضات الروسية الاوكرانية تتعثر جراء سعي كييف الى ايجاد تسوية تتيح استمرار الافادة من اتفاق شراكة من المقرر توقيعه مع الاتحاد الاوروبي. واضاف المصدر ان "الرهانات كبيرة جدا ولا احد مستعجلا"، موضحا ان كييف لم تكن راضية عن اقتراحات موسكو. وقال سيرغي غلازيف احد مستشاري الرئيس الروسي لانترفاكس ان اوكرانيا يمكنها ان توفر تسعة مليارات دولار عبر الانضمام الى الاتحاد الجمركي، وذلك بفضل الغاء الرسوم على صادرات النفط والغاز الروسيين. واضاف ان انضمام اوكرانيا الى الاتحاد سيكون سبيلا لارساء الاستقرار في وضعها المالي. من جهته، اعتبر المحلل السياسي الاوكراني ميخايلو بوغريبينسكي ان الغاء الزيارة قد يكون مرتبطا باتصال هاتفي حصل مساء الاثنين بين الرئيس الاوكراني ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو. وتشهد اوكرانيا انكماشا اقتصاديا وتجد صعوبة في ايجاد وسائل لمواجهة صعوباتها المالية.