لا يغيب الرئيس الفرنسى السابق ساركوزى عن المشهد السياسي والإعلامي والقضائي أيضا منذ مغادرته القصر الرئاسي ''الاليزيه'' في مايو من عام 2012 بعد هزيمته في الانتخابات أمام منافسه الرئيس الحالي فرانسوا أولاند. ويعود ساركوزى من آن لآخر وبشكل شبه يومي إلى صدارة المشهد سواء عبر وسائل الإعلام أو الساحات القضائية أو سياسيا، حيث أن جميع المؤشرات ترجح استعداده لخوض غمار الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2017، لاسيما مع عدم وجود قيادة تبدو مقنعة في صفوف اليمين المعارض، وعلى ضوء الأوضاع التي تشهدها حاليا البلاد خاصة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، ومع حالة الضعف التي يشهدها حزبه اليميني، وتراجع شعبية الرئيس الحالي إلى أدنى مستوياتها. وتردد اسم ساركوزي مجددا، ولكن في ساحات القضاء، حيث طالب قضاة فرنسيون الاستماع إلى الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في قضية ''كراتشي'' أمام ''محكمة العدل الجمهورية''، المعنية بالتحقيق والمحاكمة في جرائم ارتكبها وزراء أثناء ممارسة مهامهم. وقد يمثل الرئيس الفرنسي السابق أمام القضاء مجددا، ولكن ك''شاهد مساعد'' في قضية مالية وعقود تسلح تعود إلى أعوام 1993- 1995، والمعروفة باسم ''كراتشي''، في الوقت الذي كان ساركوزي يشغل فيه منصب وزير للموازنة. واعتبر القضاة المعنيون بالشق المالي في تلك القضية أن العناصر التي جمعت خلال تحقيقهم حول بيع أسلحة من فرنسا إلى المملكة العربية السعودية وباكستان، تتطلب الاستماع إلى نيكولا ساركوزي ، وذلك بحسب المحامي الطرف المدني اوليفيي موريس. ويطالب قضاة التحقيق بأن تستمع إلى أقواله ''محكمة العدل الجمهورية''، وهي الهيئة الوحيدة المعنية بالتحقيق وبمحاكمة في جرائم ارتكبها وزراء أثناء ممارسة مهامهم. وقال المحامى – فى تصريحات صحفية - إن دعوة القاضيين الفرنسيين رينو فان ريومبيكي وروجي لو لوار للاستماع إلى رئيس الدولة السابق ( 2007 - 2012) ''تظهر أن نيكولا ساركوزي ليس بمنأى عن توجيه الاتهام إليه في الجانب المالي من اعتداء كراتشي'' بباكستان الذي خلف 15 قتيلا في 8 مايو 2002، بينهم 11 فرنسيا. ويدرس القضاء الفرنسي فرضية مفادها أن الهجوم قد لا يكون من فعل القاعدة، بقدر ما هو عملية انتقامية إثر قرار السلطات الفرنسية وقف دفع عمولات صفقات تسلح، والمتعلقة بتمويل غير شرعي محتمل لحملة ئيس الوزراء الأسبق إدوار بالادور خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية فى عام 1995. إمكانية عودة ساركوزى إلى الساحة السياسية لا تتوقف عن إثارة الجدل بين الطبقة السياسية وفي أروقة الأحزاب وأيضا في الحديث بين معظم أبناء الشعب، ويكشف الرئيس اليميني السابق ساركوزي بشكل متزايد عن رغبة في العودة إلى الساحة السياسية مع اقتراب استحقاق الانتخابات الرئاسية عام 2017 ، فيختبر شعبيته في الحفلات الموسيقية التي تحييها زوجته كارلا بروني، كما أنه لا يمتنع عن الكلام في السياسة. ولا يؤكد ''ساركوزي'' الأمر رسميا إلا أنه لا ينفيه كذلك، ويبدو أنه يستغل لهذه الغاية الفراغ الذي تركه في اليمين مع انسحابه من السياسة والتساؤلات المتزايدة في الإعلام حول مستقبله. وبعدما اختفى جزئيا عن الأنظار خلال السنة الأولى من ولاية خلفه الاشتراكي فرنسوا هولاند، عاد ساركوزي (59 عاما) إلى الظهور ويعزز موقفه نتائج استطلاعات الرأي المتوالية، التي تعكس تقدمه بفارق كبير في صفوف اليمين كأفضل مرشح للرئاسة متخطيا رئيسي وزرائه السابقين فرنسوا فيون وآلان جوبيه. ساركوزى لا يؤكد بنفسه إمكانية ترشحه في الانتخابات المقررة بعد ثلاثة أعوام، ولكن المحيطين والمقربين منه يلمحون إلى ذلك ومن بينهم برناديت شيراك زوجة الرئيس الأسبق جاك شيراك (1995-2007) التي قالت – في تصريحات صحفية اليوم السبت- إن ساركوزي هو الشخصية اليمينية الوحيدة القادرة على هزيمة الرئيس فرنسوا أولاند الذي يتوقع أن يترشح لولاية أخرى. وقالت سيدة فرنسا الأولى سابقا إن ساركوزي يتمتع بخبرة طويلة مما سيخدمه خلال خوضه غمار ولاية أخرى بالإليزيه. وأكدت برناديت شيراك – فى حديث نشرته الصحيفة المحلية ''نيس ماتان'' ونشر اليوم أن ''نيكولا ساركوزي سيترشح''، معددة مزايا الرئيس الفرنسي السابق الذى وصفته بأنه ''ذكي جدا، وسريع، ودؤوب في عمله''.