لعقود طويلة، ظل الإنسان يعتقد أنه الأكثر ذكاءً وحرفية، من طلبة المدارس مروراً برجال الدين فالعلماء البارزين، صورت لهم عقولهم أنهم أعقل الكائنات وأكثرهم حنكة وخبرة، إلا أن الحقيقة عكس ذلك، حسب دراسة قام بها خبراء من جامعة ''أديلايد'' للعلوم والطب. يعود الاعتقاد ب''غباء الحيوانات'' إلى أكثر من 10 آلاف عام، عندما بدأت الثورة الزراعية الأولى وبدء معها البشر في تدجين الحيوانات وإنتاج الحبوب، واستمر ذلك الاعتقاد سنوات طوال، وخصوصاً مع ظهور الديانات وتطور الإدراك المعرفي لدى البشر. ''هنا توجد المشكلة'' يقول الدكتور ''أرثر سيناتوس'' الاستاذ الزائر بجامعة ''آديلايد'' مؤكداً أن الاعتقاد بالتفوق المعرفي والذى أصبح راسخاً في فلسفة الإنسان وعلومه الأساسية ''خاطئ تماماً''، فباقي الكائنات الحية ''لديها ذكاء ولكن على طريقتها''. إنتاج العديد من الأصوات من قبل حيوانات الغابة للتواصل مع ذويها، ترك الروائح في مكان ما لفرض السيطرة أو وضع العلامات، تكبير حجم الثدي في موسم التزاوج أو الاهتمام بنظافة جلد الأبناء، كلها أمور تدلل على ''مستويات أخرى من الذماء'' على حد تعبير الدكتور ''ماسيج هينبرج'' أستاذ التشريح والأنثربولوجى في جامعة ''أديلايد'' والذى يؤكد أن هناك عدد من الحيوانات لديها ''ذكاء اجتماعي يفوق البشر في بعض الأحيان''. الحيوانات الأليفة، مثل القطط والكلاب، والتي ترتبط بأصحابها على نحو كبير وتتفاعل مع البيئة المحيطة بشكل جيد، يمكنها أن تعطينا نظرة ثاقبة لتطور ''القدرات العقلية'' على حد قول ''هينبرج'' والذى يؤكد أن عالم الحيوانات ''أكثر تعقيداً بكثير مما كنا نتصور في السابق''. لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا