كشف اللواء سامي روبي، مساعد أول الوزير لقطاع التدريب، رئيس مجلس إدارة النادي العام لضباط الشرطة، عن استحداث منظومة جديدة لتدريب رجال الشرطة على كيفية التعامل مع المواطنين، وخضوعهم لتدريبات نفسية من خلال محاضرات لكبار أساتذة علم النفس، لمواجهة ضغوط العمل، والمخاطر كافة أثناء اقتحام بؤر إجرامية. وأكد في حواره مع ''مصراوي''، أن وزارة الداخلية مستعدة للتصدي لأي بؤرة إجرامية بعد تطهير ''دلجا'' و''كرداسة مؤخرا، منوها إلى أن الداخلية عادت بقوة لتحقيق الأمن والأمان في الشارع المصري. وأوضح اللواء ''روبي'' أن الحديث عن بطش رجال الشرطة بالمواطنين عارِ من الصحة، وأن ترديد هذه الشائعات محاولة للوقيعة بين الشعب والشرطة، مشيرًا إلى أن ''النادي العام لضباط الشرطة'' قدم تقدم بمقترح ل ''لجنة الخمسين'' يتضمن ضرورة النص على حق المواطنين في الحياة الأمنة وإحترام حقوق الإنسان على أن تتولى الدولة إتخاذ كافة الوسائل اللزمة لصون هذا الحق. وتطرقنا خلال الحوار، إلى مشاكل رجال الشرطة مع الوزارة، واختفاء الضباط الملتحين، وتسليح الوزارة، كما تحدثنا عن فترة عمله ببورسعيد ونقله قبل ''مذبحة الاستاد''، وشهادته على ما أشيع عن تعذيب الإخوان في السجون خلال السنوات الفائتة.. وإليكم تفاصيل الحوار. بداية.. ما هو الدور لذى يلعبه قطاع التدريب بداخل وزارة الداخلية؟ قطاع التدريب بوزارة الداخلية مَعني بوضع السياسة التدريبية للوزارة على مستوى الجمهورية، ونعمل في الآونة الأخيرة وخاصة في العام الماضي على تطوير المنظومة التدريبية، في فرق الضباط والأفراد، بما يحقق متطلبات الأمن في هذه المرحلة الهامة، ولدينا عدد من معاهد وكليات التدريب نُنفذ فيها هذه الخطط. ما الأعمال التي يتدرب عليها رجال الشرطة داخل المعاهد والكليات؟ يُدرب رجال الشرطة على الرماية واللياقة وسيكولوجية التعامل مع الغير. ما هي ''سيكولوجية التعامل مع الغير''؟ هي مناهج استحدثت مع بداية العام التدريبي الماضي، عن كيفية التعامل مع المواطنين، والمرؤوسين، وتحقيق أداء أمني احترافي في الشارع المصري، تتم من خلال محاضرات لأساتذة متخصصين في فن التعامل والكلام، بالاضافة إلى المحاضرات التثقيفية التي تشمل نواحي دينية وأمنية، ومجتمعية، وسياسية. كيف تُطرح ''السياسية'' في تدريبات رجال الشرطة؟ نوضح لرجال الشرطة الاطر العامة للدولة، ونشدد على أن دور رجل الأمن ينحصر في أداء عمله بصورة احترافية، ولا شآن له بالسياسة، ونؤكد خلال التدريبات على عدم الانسياق وراء الشائعات والمعلومات المغلوطة، وعدم التأثر بأي أخبار، حتى لا ننحاز لأي طرف ضد طرف آخر، الجميع مصريين وسواسية أمام القانون يُطبق عليهم دون استثناءات. بعد واقعة ''موكب الوزير''.. كيف يُدرب رجال الشرطة على التعامل مع العمليات الانتحارية؟ يتدرب رجال الشرطة على أيدي خبراء مصريين مشهود لهم بالكفاءة، على وضع سيناريوهات مختلفة لكيفية التعامل مع العمليات الانتحارية والفجائية، وسرعة تلقي الصدمة من العمل العدائي، والتعامل بشكل سريع ومحدد مع الأمر، من تأمينه للشخصيات العامة والمواطنين وحماية نفسه، والتصدي لمرتكبي الحادث، ومحاولة ضبطهم. هل يُهيئ الضباط جسديا ونفسيا قبل العمليات الكبرى؟ تبعا للسياسة العامة للوزارة، نُطبق فكر الأمن الاحترافي، حتى يُسهل على رجل الأمن بعد تدريبه، التعامل الأمني الجيد في شتى المواقف، وفي اقتحام البؤر الإجرامية، وأكبر دليل على هذا ما حدث في اقتحام منطقة كرداسة، باحترافية غير مسبوقة في أي دولة في العالم. والتدريب النفسي لرجال الشرطة يتم من خلال محاضرات لكبار أساتذة علم النفس في أكاديمية الشرطة أو المعاهد التدريبية، ونركز على هذه الأسلوب في الفترة القادمة. هل هناك بؤر إجرامية آخري مستهدفة من الوزارة بعد ''دلجا'' و''كرداسة''؟ نُمشط الأن منطقة كرداسة لتطهيرها من الخارجين عن القانون كافة، وأي بؤرة إجرامية سيتم التعامل معه فورا.. فالداخلية عادت من جديد بقوة للشارع المصري، لتحقيق الأمن والأمان للمواطنين. ترأست مؤخرا نادي ضباط الشرطة.. ما وظيفة النادي؟ إدارة نادي ضباط الشرطة، تهتم بتوفير الخدمات الاجتماعية والثقافية والرعاية الصحية للضباط، وطرح مشاكلهم، ودائما ما تكون هناك مناقشات للعمل على ايجاد حلول فورية. كما نعمل على أهم جزئية في العمل، وهو عودة المحبة والروح والانتماء بين ضباط الشرطة، بعد افتقادها لفترات طويلة بسبب ممارسات الأنظمة السابقة، خلال العشر سنوات الأخيرة، من ضغط نفسي على رجال الشرطة ونقص الامكانيات، وعدم الاهتمام بروح الفريق.. وينعكس هذا بالطبع على التعامل مع المواطنين، لأن فاقد الشيء لا يعطيه. ما أبرز مقترحاتكم في لقائكم ب ''لجنة الخمسين''؟ ألتقينا بالسيد عمرو موسى (رئيس لجنة الخمسين )، وعدد من أعضاء اللجنة وممثل وزارة الداخلية باللجنة، واقترحنا أن تكون الشرطة هيئة مدنية نظامية وطنية ولاؤها للشعب، للتأكيد على عدم انتماء جهاز الشرطة لأي فصيل سياسي وأن واجب الشرطة حماية وخدمة الشعب، وضرورة النص على حق المواطنين في الحياة الأمنة واحترام حقوق الإنسان على أن تتولى الدولة اتخاذ كافة الوسائل اللزمة لصون هذا الحق. وطالبنا بوجود قانون للتظاهر مثل دول العالم، تخرج المسيرات والتظاهرات في اطر مُحددة وتتواجد الشرطة لحمايتها، حتى يتاح للجميع ابداء رأيه دون أي معوقات، أو تسبب لأزمات أمنية، أو توقف الطرق، او اندساس مثيري الشغب.. ومقترحاتنا تُحقق مطالبنا بأن نعمل من أجل الشعب ولا نصبح آداه في يد أي حاكم مهما كان، نمارس دورنا باحترافي، نؤمن المواطنين، ونُطبق القانون على الجميع بالمساواة. بعض الضباط ينددون بتعسف الداخلية معهم واحالتهم للاحتياط.. ما تعليقك؟ نعمل في اطار منظومة أمنية تخضع لالتزامات، لكل منا واجبات، ولنا حقوق، نؤدي ما علينا نحصل على حقوقنا، ومن يخالف هذا العُرف يصبح عُرضه للتساؤل القانوني، الذى يصل أحيانا إلى اتخاذ قرارات لإحالة ضابط للاحتياط، لكننا نحاول دائما إيجاد حلول لأي مشكلة تواجه الضباط، لكن فور بدء التحقيقات يصعب التدخل. أين اختفى ''الضباط الملتحين''؟! انتهى أمر ''الضباط الملتحين''، لأنهم لا يمتلكون عقيدة ثابتون عليها، في الفترة الأخيرة عدد كبير منهم حَلق لحيته وعاد إلى العمل، وآخرين رفضوا ويطبق عليهم القانون، وغيابهم مؤخرا، أكبر دليل على عدم صدقهم فيما كانوا يطالبون به، والوزارة أبوابها مفتوحة طوال الوقت لأبنائها إن تراجعوا عن فعلتهم. هل تعرضوا لأي تهديدات من الوزارة تسبب في غياب مطالبهم فجأة؟ لم تهدد الداخلية في تاريخها احدا، لأننا نعمل وفق القانون، وعندما دخل الضباط الملتحين كلية الشرطة، علموا التزامهم الأدبي والعرفي، ودعونا نتسأل لماذا ظلوا لمدة 20 سنة، دون لحية، ثم فجأة اطلقوا لحاهم، هل يعني هذا أنهم كانوا يخافون البطش من شخصا ما، وعندما رحل فعلوا ما يشاءون؟! ولو كانت عقيدة كيف يتركونها خوفا من بشر؟! هناك اتهام موجه من رجال الشرطة ان الداخلية تستخدم أسلحة قديمة.. تعليقك؟ الداخلية تُسلح رجالها بشكل مستمر وفقا لمعطيات المرحلة، وكل الأسلحة القديمة استبدلت بآخري حديثة، والتطوير دائم، ولدينا عدد من أحدث الأسلحة والأجهزة المستخدمة في شرطة العالم، وفي كل عملية تستخدم الوزارة أجهزة جديدة. على الجانب الأخر البعض يدين ميزانية التسليح في الداخلية؟ اعتقد أن الشعب في الفترة الأخيرة يطالب الوزارة بالتسليح الجيد والحديث، واستخدام التكنولوجيا، لمقاومة أي خروج عن الأمن بشكل احترافي وعالمي، وننوه أن شراء الأسلحة يأتي وفقا للحاجة والامكانيات. هناك تخوفات من عودة بطش رجال الشرطة.. بماذا ترد؟ من المستحيل أن تسوء العلاقة بين رجال الشرطة والمواطنين مرة آخرى، وهذه التخوفات نابعة من محاولة البعض احداث وقيعة بين الشعب والشرطة بترويج اشاعات لا سند لها، والكلام عن بطش الشرطة عارِ من الصحة، ولن يحدث ابدا، فرجال الشرطة أوفياء ومخلصين لوطنهم، وهدفهم تحقيق الأمن والأمان للمواطنين. وأروي لكم ما حدث لي وانا مدير لأمن بورسعيد، في إحدي الجولات الميدانية التفقدية، سألني مواطن ''لو روحت قسم شرطة محدش هيعمل معايا حاجة''، واكتشفت أنه لم يذهب من قبل إلى أي قسم شرطة، وأن شعوره بالخوف من أقاويل يسمعها، فأكدت لها أنه لن يتعرض لأي انتهاك في أقسام الشرطة. ماذا عن انتهاكات بعض من رجال الداخلية؟ اي انتهاك يصدر من رجل شرطة، يتم التعامل معه بشكل فوري وفقا للقانون، ورجال الشرطة هم أكثر من يخضعون للقانون لكن لا احد يشعر بهذا، مجرد أن يُسىء معاملته لمواطن ويثبت عليه هذا، يُطبق عليه عقابا شديدا، تصل لحد الفصل، وبعضها لا يُعلن لكنها تطبق. نُقلت من مديرية الأمن قبل أيام من ''مذبحة بورسعيد'' ما السبب؟ طلبت نقلي لظروف صحية، ووقتها كنت أقدم مدير أمن على مستوى الجمهورية، وجاء موعد تصعيدي، ولا صحة لوجود أي ملابسات سيئة في الأمر كما أدعى البعض، والعمل في ''بورسعيد'' شىء رائع، لان شعبها مخلص وعظيم. عملت لفترة طويلة في السجون.. ما صحة تعذيب الإخوان؟ عملت بمصلحة السجون من عام 1998 حتى 2003، ومرة آخري من عام 2007 حتى 2010، كرئيس للمباحث السجون، لم يُعذب الإخوان اطلاقا في هذه الفترة، وغير مسموح لأي ظابط أن يهين مسجون، وهناك زيارات مستمرة من لجان حقوق الإنسان، ولجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب، وكتب مؤخرا الكاتب ''ناجح إبراهيم'' مقالا، قال فيه إن سجون مصر من أفضل سجون المنطقة العربية من 2003 حتى 2012. شهداء للداخلية كل يوم.. ماذا تقدم الوزارة لأسرهم؟ الوزارة تُقدم كل سبل الرعاية الكافية لأهل شهدائنا من الوزارة، الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تطهير البلاد من الخارجين عن القانون، ولن نبخل على ذويهم بأي شىء.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك ... اضغط هنا