إسلام أباد (رويترز) - حذر عضو مجلس الشيوخ الامريكي الزائر جون كيري باكستان يوم الاثنين من أن اعضاء بالكونجرس يوجهون "اسئلة صعبة" بشأن المساعدات الاقتصادية لاسلام اباد بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن على ارض باكستان. وقال كيري في مؤتمر صحفي انه لم يأت لباكستان ليقدم اعتذارا عن الغارة التي نفذتها قوة أمريكية وقتلت خلالها بن لادن واثارت غضب الجيش الباكستاني. لكن كيري الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ والعضو الديمقراطي المقرب من الرئيس باراك أوباما قال إن العلاقات الامريكيةالباكستانية مهمة بدرجة لا تنال منها تلك الحادثة. وفي تحذير مستتر للمؤسسة الامنية الباكستانية المؤلفة من الجيش القوي وادارة المخابرات الداخلية قال كيري "الطريق الى الامام لن تحدده الاقوال لكن ستحدده الافعال." ومضي يقول "أكدت لاصدقائنا الباكستانيين -وهم اصدقاء- أن كثيرين في الكونجري يثيرون اسئلة صعبة بشأن المعونات الاقتصادية الحالية لحكومة باكستان بالتزامن مع تكشف الاحداث وبسبب وجود بن لادن في باكستان." ومنيت العلاقات الهشة بين واشنطن وحليفتها اسلام اباد بضربة بعدما اقلعت قوة خاصة امريكية من افغانستان في عملية سرية وقتلت بن لادن في الثاني من مايو ايار بعد مرور ما يقرب من عشر سنوات على تدبيره هجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولاياتالمتحدة. وقال مسؤولون بالمخابرات الباكستانية اليوم الاثنين ان 12 متشددا قتلوا واصيب اربعة اخرون في قصف صاروخي منفصل لطائرة امريكية بلا طيار في اقليم وزيرستان الشمالي المعقل العالمي للمتشددين في رأي البعض. وتؤجج عمليات الطائرات بدون طيار المشاعر المعادية للولايات المتحدة في باكستان اذ يعتبرها الباكستانيون انتهاكا لسيادة الدولة. وقال مسؤول بالمخابرات ان أحد المتشددين القتلى عربي وهو ابن قائد بتنظيم القاعدة يدعى ابو كاشف. وليس هناك من سبيل للتحقق من حصيلة القتلى. ويختلف المتشددون عادة مع الروايات الرسمية لهجمات الطائرات بدون طيار. وقال كيري لمضيفيه انه كان من الضروري عدم اخبارهم قبل الغارة على بن لادن لضمان نجاحها وطلب من الباكستانيين ان "يروها من منطلق اهميتها التاريخية ومحوريتها". ولم يتم ابلاغ أحد في الحكومة او الجيش الباكستانيين مسبقا الامر الذي اثار غضب الجيش والحكومة واهانهما. وقال كيري ان عددا قليلا من الناس في البيت الابيض كانوا على علم مسبق بالعملية بل ان الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الامريكية والتحالف في افغانستان علم بشأنها قبل ايام قليلة من تنفيذها. وأظهرت نتائج مسح قامت به مؤسسة جالوب باكستان ان نصف الباكستانيين شعروا "بالحزن" لمقتل بن لادن وهي نتائج قد تحبط الولاياتالمتحدة التي تريد من باكستان تشديد حملتها على المتشددين. وقال كيري انه ليس هناك "دليل على أن القيادة العليا في هذا البلد سواء مدنية او عسكرية كان على دراية من اي نوع" بوجود بن لادن. وقال كيري ان أي تحقيق باكستاني في الكيفية التي نجح من خلالها بن لادن في تجنب افتضاح امره من جانب ادارة المخابرات الداخلية او الجيش لسنوات ستقاس مصداقيته بمطابقته مع المعلومات التي تم جمعتها قوة سيلز التابعة للبحرية الامريكية في المجمع الذي قتل فيه. وتابع "لدينا كنز من المعلومات صار متاحا." ولم تعلن باكستان نتائج جهود تقصيها للحقائق او تعمل بها الا نادرا." وقال كيري انه سيتم اتخاذ مجموعة من الخطوات من أجل اعادة بناء الثقة بين البلدين. واحدة من تلك الخطوات هي اعادة ذيل طائرة هليكوبتر تحطمت اثناء الغارة. وربما يكشف التصميم غير المألوف للذيل عن صنع هليكوبتر قد تتميز بامكانيات طائرات الشبح. واضاف كيري ان اثنين من كبار مسؤولي الادارة الامريكية سيحضرون الى باكستان نهاية الاسبوع الجاري للتحضير لزيارة تعتزم القيام بها وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون. وذكر مكتب رئيس الوزراء الباكستاني ان المندوب الامريكي الخاص لافغانستانوباكستان مارك جروسمان ونائب مدير وكالة المخابرات الامريكية مارك موريل سيقومان بزيارة لباكستان. وعثرت القوة الامريكية على بن لادن وقتلته في بلدة أبوت اباد على بعد نحو 50 كيلومترا الى الشمال من اسلام اباد في الثاني من مايو ايار. وأذكى اكتشاف وجوده بصورة طبيعية داخل مجمع مرتفع الاسوار كما لو أنه يقيم تحت سمع وبصر السلطات العسكرية شكوكا في أن الاجهزة الامنية الباكستانية كانت على علم بمكانه وتقوم بدور مزدوج. ورفضت باكستان الاتهامات ووصفتها بأنها عبثية وأدان البرلمان الباكستاني الغارة الامريكية واعتبرها انتهاكا للسيادة وطالب بمراجعة العلاقات مع الولاياتالمتحدة. وزاد من تشويه صورة باكستان كبلد غير مستقر يعج بالمتشددين قيام مسلحين يركبون دراجات بخارية بقتل دبلوماسي سعودي باطلاق الرصاص عليه في مدينة كراتشي بينما كان يقود سيارته متوجها الى عمله. واعلنت طالبان باكستان التي تعهدت بالانتقام لمقتل بن لادن مسؤوليتها عن قتل الدبلوماسي.