يظل يوتيوب يصدر المواهب للشاشة الأم ،شاشة التليفزيون، أصبح الإعلام البديل''الإنترنت'' وخاص المصور منه المتمثل في موقع ''يوتيوب'' قناة سهلة ورخيصة ومتاحة بل تعتبر الأكثر فاعلية في نشر المواهب، فكل من يمتلك موهبة يتوجه لهذه القناة التي تتوفر عند طرف إصبعه ، وقد لا يكلفه الإنتاج إلا اشتراك الانترنت وكاميرا فيديو بأي جودة، ويدلي بدلوه. شاهد الفيديو في رمضان باسم يوسف وأسطى زلطة وهنا يأتي دور الجمهور الذي لا يتحيز ولا تحكمه المصالح أو رأس المال، إذا أعجبه المنتج يروج هو له فكلمة ''شير'' والتي أصبحت الأكثر رواجا على مواقع التواصل الاجتماعي تعني الكثير بالنسبة لصاحب الموهبة، تعني أحيانا أن يشاهد عمله ملايين البشر، تعني النجاح ، وتعني أن ''استمر''. الحكاية الأولى ''باسم يوسف'': لا يتوقف الأمر هنا فقد تفتح أبواب الحظ ويجد طلبات التعاقد تنهال عليه، وهكذا قد تتغير حياته، فمثلا في رمضان الماضي بعد أن أطل علينا باسم يوسف وهو جراح القلب لأول مرة في فترة الاستفتاء أو بعدها بقليل، نجده وبعد ثمان حلقات فقط يوقع عقدا مع قناة أون تي في ليبدأ برنامجه الساخر في شهر رمضان ويستمر لمدة عام كامل يكسر فيه كل الثوابت الإعلامية ويرسخ نوعية جديدة من الإعلام الساخر الهادف في نفس الوقت، ليتحول طبيب القلب بالجراحة إلى طبيب للقلب أيضا لكن بالفكاهة. شاهد الفيديو نظرية الحنفية الحكاية الثانية ''أسطى زلطة'': الأسطى زلطة ضعبيش هذا الأسم الذي عرف به في حلقاته التي بدأت أول مرة مع بداية الثورة في الفترة بين اعتصام ال12 يوما وإسقاط الرئيس السابق. اسمه الحقيقي مدحت شاكر وبالرغم من دراسته للتمثيل والمسرح إلا أنه كان يعمل نقاشا، عندما عرض موهبته لأول مرة اعتقد كثير من الناس أن الفيديو حقيقي وأن هذه هي شخصيته الحقيقية، من براعته في آداءها، لكن بعد أن نشر أكثر من فيديو فهم الناس أنها شخصية من خياليه وارتبطوا به وصارو ينتظروا الجديد له. وسجلت فيديوهاته نسب مشاهدة مرتفعة، حيث حققت ما يقترب من ربع مليون مشاهدة، غير من شاهدوه على موقع فيس بوك، وبالرغم من اختفائه لفترات طويلة، نفاجأ أنه يمثل دور في مسلسل خرم إبرة مع عمرو سعد، في حين تنتشر أخبار أن الفنانة والمنتجة إسعاد يونس بذلت مجهودا كبيرا للعثور عليه للقيام بهذا الدور. الحكاية الثالثة ''محمد خضر وربنا يستر'': وكما يحمل شهر رمضان الخير دائما فكان فاتحة خير على موهبة أخرى من مواهب يوتيوب، محمد خضر صاحب سلسة فيديوهات ''محمد خضر وربنا يستر''. تبنت فكرة طرح حلولا لبعض المشكلات هي من وجهة نظره منطقية، لكن بشكل ساخر ربما لبساطة الحل، تعتبر إلى حد ما فكرة لإنعاش التفكير، لكن في سياق مرح. حقق أول فيديو له ''الحنفية'' والذي ناقش قضية أزمة المياه مع دول المنبع حقق عدد ليس بالقليل من المشاهدات ثم حققت بعض فيديوهاته ما يزيد عن 20 ألف مشاهدة، فقامت قناة القاهرة والناس بالتعاقد معه ، لتقديم نفس الفكرة بنفس الأسم وقد بدأت في إذاعة الإعلان الخاص بالبرنامج على القناة التي بدأت بثها التجريبي لثالث مرة، وننتظر لنعرف إذا ما كانت ستنجح التجربة كتجربة باسم يوسف. ليس المهم هنا هو كم المواهب التي أطلقها يوتيوب ، ليس المهم كم منها ينجح وكم يفشل المهم أن الإعلام لم يعد حكرا على أحد، وأنه أصبح لكل من يريد أن يصل للناس يستطيع هذا بكل سهولة، دون حواجز دون عراقيل ، بل ويستطيع أن يعرف مدى قبولهم له وتقييمهم لأداءه دون أن تتحكم فيه رؤوس أموال أو سلطات محتكرين، فليبدع بلا قيود هذا هو الانترنت، هذا هو عالمنا الجديد، فلننطلق لنملأ فراغه بإبداعات بلا سماء.